«آرت دبي».. فن العالم تحت سقفٍ واحد

تشمل الدورة السابعة عشرة من معرض «آرت دبي» سلسلة من العروض، التي تم تنفيذها حديثاً حول موضوعات: الشفاء، والأمل، وقوة الفن خلال الأوقات الصعبة. كما ركزت فعالياته، التي تقام في مدينة جميرا على فن الجنوب العالمي، حيث تم جمع أعمال فنانين من مختلف الدول، من بيروت إلى ساوباولو.. «زهرة الخليج» جمعت لقاءات

تشمل الدورة السابعة عشرة من معرض «آرت دبي» سلسلة من العروض، التي تم تنفيذها حديثاً حول موضوعات: الشفاء، والأمل، وقوة الفن خلال الأوقات الصعبة. كما ركزت فعالياته، التي تقام في مدينة جميرا على فن الجنوب العالمي، حيث تم جمع أعمال فنانين من مختلف الدول، من بيروت إلى ساوباولو.. «زهرة الخليج» جمعت لقاءات مع أهم شخصيات هذا الحدث.

  • بابلو ديل فال

يصف بابلو ديل فال، المدير الفني لـ«آرت دبي» المعرض بأنه أحد أهم المعارض الفنية المستقلة التي ولدت في دبي، فهو ينمو وينضج مثل دبي تماماً، حيث يضم «آرت دبي» فنانين محليين وعالميين، وقد تطورت هويته؛ لتعكس مكانة دبي مركزاً متعدد الثقافات.

ويرى بابلو أن «آرت دبي» بمثابة نافذة على الجنوب العالمي، ووسيلة لإيصال الأصوات الفنية المتنوعة، والمجتمعات التي تشكلها. ولنسخة هذا العام طرحنا تساؤلاً هو: ما الجنوب العالمي؟ وأين تبدأ حدوده وتنتهي؟.. هل هو موقع جغرافي، أم أنه مجتمع يجمعه التاريخ المشترك، وتأثيرات الاستعمار، والهجرة، والعولمة؟.. لهذا، سيقدم «المعرض» هذا العام أكثر من 100 عرض تقديمي معاصر وحديث ورقمي، من أكثر من 60 مدينة، معظمها ينحدر من الجنوب العالمي، من ساو باولو وطهران وبيروت ونيودلهي، بالإضافة إلى المراكز العالمية، مثل: لندن، وباريس، ونيويورك.

برامج تعليمية

ويهدف «المعرض»، أيضاً، إلى رعاية المواهب الناشئة، والقيادات الثقافية المستقبلية، من خلال مواصلة إدارة برنامج التطوير المهني والتدريبي «كامبس آرت دبي»، واحتفاءً بعامها الحادي عشر، تم تصميم المبادرة؛ لتزويد الخريجين الجدد بالتوجيهات والدروس المتقدمة والخبرة العملية، عبر الأقسام المتنوعة في «المعرض». وبالإضافة إلى ذلك، سيستفيد المشاركون من الجولات المنسقة للمنظمات الثقافية الرائدة في المدينة، ما يوفر لهم رؤى عملية، ومساراً واضحاً؛ لبدء الازدهار في المشهد الفني الديناميكي.

يعد «المعرض» منصة رائدة لاكتشاف الفن والفنانين من الشرق الأوسط، حسب وصف بابلو، من خلال صالات العرض المعاصرة، التي تضم قائمة قوية من الفنانين الإقليميين، ومن خلال تقديم وجهات نظر جديدة في إطار «آرت دبي» الحديث، و«آرت دبي» الرقمي.

وفي نسخة هذا العام، يتم تنظيم قسم «آرت دبي» الحديث، تحت التوجيه العلمي للدكتورة كريستيانا بونين، والهدف منه هو رسم صورة أكثر ثراءً لتاريخ الفن، من خلال عرض أعمال نادرة وغير مرئية لـ17 فناناً من رواد الحداثة في المنطقة، بمن في ذلك: ضياء العزاوي (العراق)، وعبدالستار الموسى (السعودية)، وماركوس غريغوريان (أرمينيا)، وفاطمة العزاوي حاج (لبنان)، وعبدالمنان شمة (سوريا). وعاد هؤلاء الفنانون، الذين درسوا وعرضوا أعمالهم في الاتحاد السوفييتي خلال الستينات، إلى بلدانهم الأصلية؛ لتشكيل حداثة جديدة متميزة عن التأثيرات الغربية. وعلى الجانب الآخر، يوجد قسم «آرت دبي» الرقمي، الذي سيقدم رؤية موسعة للمشهد الحالي والمستقبلي للفن المعاصر، وسيشمل ذلك أعمالاً لأبرز الفنانين في المنطقة، مثل: طلال النجار (الإمارات)، ورفيق أناضول (تركيا)، وشيرين عابدين (إيران).

«آرت دبي» الرقمي

يكمل بابلو ديل فال: «ما لا شك فيه أن (آرت دبي) الرقمي يظل أحد أكثر أقسام (المعرض) رواجاً وشعبية، ما يعكس روح الابتكار والإبداع التي تتمتع بها دبي، حيث قمنا بتقديمها في عام 2022، وسط ازدهار (أن أف تي)، الذي أدى في النهاية إلى زيادة الاهتمام بالفن الرقمي على مستوى العالم، حيث يعد القسم الوحيد في معرض فني دولي الذي يخصص للفن الرقمي، ويسعدنا أن نكون في طليعة هذا الشكل الفني الجديد، الذي من دونه يصعب تصور الممارسات المعاصرة». ويبين: «هذا العام، سيتم تنظيم معرض (آرت دبي) الرقمي من قِبَل الثنائي الفني: ألفريدو كراميروتي، وأوروندا سكاليرا.

  • علياء حسين لوتاه

«النحت» يجسد الأمومة 

علياء حسين لوتاه أم لأربعة أطفال، وتعد من أوائل الفنانين، الذين تم اختيارهم للتسجيل في برنامج زمالة الشيخة سلامة بنت حمدان للفنانين الناشئين (SEAF). وقد ركزت أطروحتها على استكشاف مفهوم الأمومة من خلال فن النحت. كما تركز أعمال لوتاه، الحالية، على الأجسام الفنية، التي تتناول موضوع فهم العلاقات الشخصية بين الأم والطفل.

وقد تأثرت علياء بعدد من الفنانين، منهم: ليجيا كلارك، وسامية حلبي. وتركز لوتاه على الفنانات؛ لأنها تؤمن بالمنظور الفريد للتجربة النسائية، الذي يمكن فهمه بشكل أفضل من وجهة نظر أنثوية. ولأنها انجذبت إلى عالم الفن عن طريق أشكال الخطوط والألوان، يكون من الطبيعي - بالنسبة لها - التوجه إلى هذا المجال بالتحديد، كما تجد أنها تستطيع التعبير عن وجدانها من خلال الصور والألوان، إذ تعتبر هذا الأمر أسهل بالنسبة إليها من التعبير بالكلمات، فهي لم تجد نفسها أبداً في المجالات ذات القواعد الصارمة التي يجب اتباعها. لقد غذّى الفن الإبداع الذي بداخلها، وسمح لها بأن تكون على طبيعتها، دون قيد أو شرط.

تصف علياء مشاركتها في «آرت دبي»، قائلة: «لقد تم اختياري من قِبَل معرض عائشة العبار لعرض أعمالي الجديدة، حيث يركز على موضوع الأمومة، من خلال استخدام تشابك الخطوط والأشكال؛ لتعكس تجربتي كأم». وترى لوتاه أن «آرت دبي» من بين أبرز المعارض الفنية، التي تعزز المشهد الفني محلياً، وتلعب دوراً خاصاً؛ لأنه يجذب الجماهير إقليمياً ودولياً؛ فهو يوفر منصة للفنانين لعرض أعمالهم، وتجربة الفن المتنوع لزملائهم، من المنطقة والعالم.

وحول تركيزها على موضوع الأمومة والطفولة في أعمالها، تقول علياء: «كان موضوع عملي يتكشف بشكل طبيعي، حيث كنت محاطة بأطفالي كل يوم، وتتداخل الأمومة بشكل معقد في كل جانب من جوانب حياة الأم؛ لذلك يعكس عملي تجربتي الحالية».

الفن الرقمي.. وهواة الجمع

وحول مشاركتهم في «آرت دبي»، تقول كلير هاريس، إحدى عضوات مجموعة «MORROW»: «تحتفل المجموعة بالسنوات العشر الماضية من فن (البلوك تشين)، ويأتي الاحتفال بالفنانين الذين وضعوا أسس هذه الحركة منذ عام 2014، وكذلك أولئك الذين سعوا إلى استمرارها على مدار الأعوام الماضية».

وعن تأثير «البلوك تشين» في الفنانين اليوم.. تقول آنا سيمان، أمينة في مجموعة «Marrow»: «تمنح تقنية (البلوك تشين) القدرة على إضفاء قيمة على الفن الرقمي، وهو أمر كان من الصعب تحقيقه في الماضي

لطالما كانت دولة الإمارات مكاناً مثيراً للاهتمام للإنتاج الفني والفنانين، إنها تقع عند تقاطع جغرافي، حيث يندمج الناس والقصص والثقافات بسلام، حسب رأي آنا، إذ يعكس الفن، الذي يتم إنتاجه هنا وجهات نظر وروايات مختلفة، ويتحدث عن التجربة الحية في هذا البلد.

  • فن العالم تحت سقفٍ واحد

التكنولوجيا.. فن جديد

ليس هناك شك في أن التكنولوجيا تعمل على تغيير عالم الفن، إذ إنها تقدم طرقاً جديدة إلى الفنانين؛ لجذب الجماهير، والتفاعل معها. في حين أن دمج التكنولوجيا بالفن ليس بالأمر الجديد، إذ إن الأدوات التي جلبتها التكنولوجيا للفنانين، ومنها: الأدوات المعززة بسهولة (AR)، والذكاء الاصطناعي (AI)، وما إلى ذلك، جديدة وتتطور بسرعة، هكذا ترى كلير، وتضيف: «ليس هناك شك في أن التقنيين مبدعون للغاية، وأن المزيد والمزيد من الفنانين يتعلمون استخدام هذا الإبداع؛ لإيصال رسالتهم».