رغم صغر سنها، فإن الممثلة الأميركية يارا شهيدي، التي تبلغ الـ24 من عمرها اليوم، أثبتت نفسها في العديد من المجالات، وصنعت اسماً لا يُنسى في المشهدَيْن الفني والسياسي.

فمن المسلسل الكوميدي «Black-ish» (بلاك-يش)، الذي جسدت فيه دور «زوي جونسون»، إلى اختيارها لتجسيد شخصية الجنية الشقراء «تينكر بيل» في أفلام «ديزني»، رغم أن شهيدي سوداء مما أثار الجدل، إلى النشاط السياسي، عاشت يارا حياةً مليئةً بالتفاصيل والنجاحات.

ومع استمرار نجم يارا شهيدي في الصعود، وبمناسبة يوم ميلادها، فإننا هنا نلقي نظرةً على بعض الأشياء الكبيرة، التي أنجزتها هذه الممثلة الشابة بالفعل.

  • يارا شهيدي في سن العشر سنوات

أصول إيرانية:

ولدت يارا شهيدي في 10 فبراير 2000، لأبوَيْها: أفشين وكيري شهيدي، في مينيابوليس، مينيسوتا، ولأن والدها ولد في إيران، فقد كانت الفارسية لغتها الأولى، حتى إنها قالت ذات مرة إنها كانت تعتقد عندما كانت صغيرة أن لديها عائلة كبيرة؛ لأنها افترضت أن أي شخصٍ يتحدث الفارسية من أقاربها.

ونشأت شهيدي في عائلةٍ تضم موهوبين ومبدعين كثيرين، لذا قدمت العديد من عروض الأزياء عندما كانت طفلة، ثم عندما أصبحت في التاسعة من عمرها، حصلت على فرصتها للظهور على الشاشة الكبيرة، حيث لعبت دور ابنة النجم الشهير إيدي ميرفي في الفيلم الكوميدي «Imagine That» (تخيل هذا).

  • يارا شهيدي مع والدها أفشين شهيدي ووالدتها كيري شهيدي

أفراد عائلة يارا شهيدي المشهورون:

لدى يارا عائلة موهوبة بشكلٍ كبير، إذ إن والدها أفشين شهيدي هو مصور المغني والممثل الأميركي برنس روجر نيلسون، وشارك شقيقاها الصغيران: سعيد وإحسان، في التمثيل ببرامج، مثل: «Uncle Buck»، و«Switched at Birth»، وحتى «Black-ish»، أما والدتها كيري فهي ممثلة.

وبعيداً عن عائلتها الصغيرة، وتميزها في مجال الترفيه، صنعت ابنة عم شهيدي، أنوشه أنصاري، التاريخ كأول رائدة فضاء إيرانية - أميركية، وأول مستكشفة للفضاء.

  • تسريحة يارا شهيدي في بلاكيش تسحر الجماهير

فرصتها الكبيرة مع «Black-ish»:

في الثالثة عشرة من عمرها، تقدمت شهيدي لاختبار أداء دور لتجسيد شخصية «زوي جونسون» في فيلم «Black-ish»، فوقع الاختيار عليها بسبب براعتها الكبيرة.

وحقق العرض، الذي يتتبع عائلة سوداء ثرية، ويسرد قضاياها الاجتماعية وثقافتها الخاصة، نجاحاً كبيراً، ونال تقييماتٍ عالية، وتصدر المحادثات عبر وسائل التواصل الاجتماعي، إذ لم يخجل المسلسل من الحديث عن مواضيع كبيرة، مثل: وحشية الشرطة، وفيروس «كورونا»، على مدار ثمانية مواسم.

  • في يوم ميلادها.. يارا شهيدي تصنع اسمها فنياً وسياسياً

العرض الفرعي: «Grown-ish»:

بسبب النجاح الكبير الذي حققه مسلسل «Black-ish»، قامت الشركة المنتجة للعرض بإنتاج أعمال فرعية منه، مثل: «Mixed-ish»، و«Grown-ish»، الذي واصلت فيه شهيدي لعب دور «زوي»؛ لتكون بطلة العرض الرسمية. ويتتبع «Grown-ish» شخصية «زوي» أثناء ذهابها إلى الكلية، وعيشها بمفردها.

وأثناء تصوير هذا العمل، كانت شهيدي تذهب إلى الكلية في حياتها الواقعية، إذ تم قبولها بجامعة هارفارد عام 2017، وتخرجت في 2022، حيث ركزت على الدراسات الاجتماعية والدراسات الأميركية الأفريقية، وحصلت على خطاب توصية بشأن طلب الالتحاق بالجامعة من سيدة أميركا الأولى السابقة ميشيل أوباما.

  • يارا شهيدي في دور الجنية تينكر بيل

الجنية «تينكر بيل»:

أثارت يارا شهيدي الجدل، حينما أعلنت «ديزني» اختيار الأولى لتجسد شخصية الجنية «تينكر بيل» الشقراء في النسخة الحية من فيلم «Peter Pan & Wendy»، بسبب لون بشرتها، إذ إن شهيدي سوداء، مما جعلها أول «تينكر بيل» سوداء.

  • دمية على هيئة يارا شهيدي في دور تينكر بيل

وبالنظر إلى أن شهيدي كانت تعمل عارضة أزياء لشركة «ديزني»، فقد وصفت الدور بأنه «سريالي»، وقالت في برنامج «Good Morning America»: «كنت أرتدي ملابس الأميرات والشخصيات المختلفة، لكنني كنت دائماً النسخة السوداء من الشخصية؛ لأنه لم تكن أيٌّ منها تشبهني».

وبالطبع، واجهت شهيدي رد فعلٍ عنيفاً عن هذا الدور، تماماً كما حدث مع هالي بيلي عن دورها في دور «أرييل» بفيلم «The Little Mermaid».

  • في يوم ميلادها.. يارا شهيدي تصنع اسمها فنياً وسياسياً

صوتٌ رائد للجيل «زد»:

لم تكتفِ النجمة الشابة بلعب الأدوار المميزة على الشاشة، بل لعبت دورها أيضاً في الحياة الواقعية، إذ إنها تستخدم صوتها ومنصاتها؛ للفت الانتباه إلى القضايا التي تهمها، فعلى سبيل المثال عندما كانت في الثامنة عشرة من عمرها، أطلقت منصة «Eighteen x 18»، على أمل الوصول إلى الشباب المؤهلين للتصويت لأول مرة في عام 2018، وتسجيلهم، والانخراط في الحياة السياسية.

ورغم أنها لم تكن تبلغ من العمر ما يكفي لجعلها قادرة على التصويت والانتخاب، خلال الانتخابات الرئاسية لعام 2016، فإنها أرادت أن تفعل ما في وسعها؛ للحصول على حق التصويت.

  • يارا شهيدي تصنع اسمها فنياً وسياسياً

ونقلت شهيدي نشاطها إلى العالم، حيث ظهرت في برامج مثل «أوبرا في أبولو»، للحديث عن أهمية التصويت، خاصة للشباب.

وفي خضم جائحة «كوفيد-19»، كانت شهيدي موجودة على الإنترنت، وتقوم بأشياء مختلفة، مثل محادثات «زوم» مع الناشطة الحقوقية الأميركية أنجيلا ديفيس.

وهي، أيضًا، مدافعة قوية عن تعليم العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات (STEM)، خاصة للفتيات والشعوب المهمشة، من خلال شراكتها مع منظمات مثل «Girls Who Code».

  • يارا شهيدي وجه عطر جان بول غوتييه

وجه عطر جان بول غوتييه:

رأت العلامة التجارية أن الممثلة والناشطة وخريجة جامعة هارفارد، يارا شهيدي، تتوافق بشكلٍ كبير مع معنى عطرها «Gaultier Divine»، الذي تصفه الدار بأنه احتفاء بالأنوثة، وحق كل امرأة في الشعور بالجمال والتفرد والفخر باختلافاتها.

وفي هذا الشأن قالت يارا: «إن فكرة الاحتفاء بالأنوثة هذه هي في الواقع مرادفة للأصالة، وترتكز على هويتك»، مشيرةً إلى أن اختيارها جاء لأهمية التأكيد على ضرورة احتضان الشخص هوياته المختلفة، واختلافه، وأنه فريد من نوعه.

وتُدخل قصة العطر فصلاً جديداً من الأنوثة الجريئة لشهيدي، التي أظهرت دائماً منذ مراهقتها حكمة وجاذبية ونضجاً شخصياً يفوق عمرها.

  •  

 

  • يارا شهيدي في فستان باللون الأخضر من توقيع ديور

سفيرة عالمية لدار الأزياء «ديور»:

عام 2021، عُينت يارا سفيرةً عالمية لـ«ديور»، ووجهاً لعلامتها الفرعية «ديور بيوتي»، ومنذ ذلك الحين ويارا شهيدي تمثل ابتكارات وتصاميم ماريا غراتسيا كيوري، ومستحضرات تجميل «ديور»، بقيادة المدير الإبداعي بيتر فيليبس. ومع ذلك، فإن «ديور» ليست دار الأزياء الفاخرة الوحيدة التي تحرص على أن تكون يارا جزءاً من أسرتها، إذ أكدت في عدة مناسبات أنها ستتعاون مع علامتين تجاريتين: إحداهما مقرها في الولايات المتحدة، والأخرى في أوروبا.

  • يارا شهيدي وجه إعلاني لديور بيوتي

ثروة يارا شهيدي:

حققت النجمة الشابة ثروة صافية قدرها مليونا دولار، إذ لمع نجمها في مسلسل «Black-ish»، بصفتها «زوي جونسون»، حيث استحوذت على القلوب في جميع أنحاء العالم، وتغلبت بمهارة على تعقيدات شخصيتها، وعززت مكانتها كنجمة مشرقة في المشهد التلفزيوني.

  • يارا شهيدي نجمة بلاكيش

وبعيدًا عن بريق هوليوود، فإن يارا هي أيضاً رائدة أعمال، حيث شاركت في تأسيس شركة «7th Sun Productions» مع والدتها كيري شهيدي، مما أظهر ذوقها في العمل، إذ تهدف شركة الإنتاج إلى تضخيم الأصوات غير الممثلة، وتوفير منصة لروايات متنوعة، وهذا بمثابة فرصة عمل تعكس التزام يارا بالشمولية.