تشتهر العائلات الملكية حول العالم بامتلاك تيجان مذهلة، ويحمل كل واحدٍ منها قصته الفريدة ومجوهراته الرائعة، ولعل أروعها هو تاج الجمشت النابليوني، المملوك للعائلة الملكية السويدية، والذي له علاقةٌ بالبلاط الإمبراطوري الفرنسي، ففي حين أن العائلة التي تجلس حالياً على العرش السويدي تتمتع بعلاقات نسب مع ملوك السويد منذ قرون مضت، إلا أن أفرادها ينحدرون مباشرةً من طبقة النبلاء الفرنسيين، ولهذا السبب تمتلئ خزائن المجوهرات الخاصة بهم بالحلي، التي لها صلات بالبلاط الإمبراطوري الفرنسي لنابليون بونابرت. ورغم أن تاج الجمشت النابليوني هو أحد التيجان الأكثر شهرةً، فإنه في الواقع لم يبدأ كتاجٍ على الإطلاق، فقد كان مجرد تاج لبضعة عقودٍ فقط.. وهذه قصته.

  • كان في الأصل عبارة عن عقد من الألماس والجمشيت

تاريخه:

كانت القطعة الأصلية عبارة عن عقدٍ مصنوع من الألماس، يحيط به خمسة عشر حجر جمشت كبيراً، من ضمن مجموعة تحمل اسم «ديمي بارور»، وتضم أيضاً أقراطاً متدلية وسوارين، حيث تم ترصيع أحجار الجمشت ذات اللون الأرجواني الداكن بالذهب، بينما تم ترصيع الألماس بالفضة، وقد ارتدت الأميرة كريستينا العقد عام 1968، قبل أن يصبح تاجاً.

ويعتقد، على نطاق واسعٍ، أن حجارة الجمشت كانت في الأصل مملوكة للإمبراطورة جوزفين دي بوهارنيه، الزوجة الأولى لنابليون بونابرت. أعطت جوزفين طقم الجمشت لزوجة ابنها، الأميرة أوغوستا، من بافاريا، التي تزوجت من يوجين دي بوهارنيه عام 1806.

وفي ما بعد قام والد أوغوستا، الملك ماكسيميليان الأول، ملك بافاريا، بجعل الزوجين في ما بعد دوق ودوقة ليوتشتنبرغ. وبدورها، نقلت أوغوستا هذه المجوهرات إلى ابنتها جوزفين من ليوتشتنبرغ، عندما تزوجت الملك المستقبلي أوسكار الأول ملك السويد والنرويج عام 1823.

ومنذ ذلك الحين، أصبحت مجموعة الجمشت الرائعة ضمن المجوهرات الملكية السويدية، وهي اليوم جزء من مجموعة جواهر عائلة برنادوت، وبالتالي لا يمكن بيعها.

  • ولية عهد السويد الأميرة فيكتوريا

تحويل المجموعة إلى تاج الجمشت النابليوني:

ظلت «ديمي بارور» مجموعة مجوهرات رائعة إلى أن تزوجت سيلفيا سومرلاث من الملك كارل السادس عشر غوستاف عام 1976، حيث قررت أن مجموعة الجمشت تحتاج، حقاً، إلى وضعها في تاج، لأن القلادة كانت ثقيلة، ويصعب ارتداؤها بحالتها الأصلية.

وتمت إزالة عنصر من الجمشت والألماس من القلادة في هذه العملية، وبات من الممكن ارتداؤها بشكل منفصل كبروشٍ أو كزينة للشعر.

وهنا، عملت سيلفيا على ضرب عصفورين بحجرٍ واحد، إذ أصبحت القطعة أسهل في الارتداء، والمجموعة أكثر شمولاً، حيث أعادت سيلفيا، أيضاً، تصميم الأساور بشكل يمكّن من ارتدائها معاً كقلادة مفردة. لكنَّ أياً من هذه التحولات ليست دائمة، أي أنه يمكن خلع التاج من إطاره، ويمكن إعادة ربط الجمشت الإضافي، ما يعني أن المجموعة لا تزال قادرةً على أخذ شكلها الأصلي.