ليس غريباً أن تشكل السياحة العلاجية نافذة جديدة في عالم الصحة. فمع تطور الحياة، وتشعب الأعمال، باتت هناك وجهات للرفاهية والصحة البدنية، ومن يقترب منها يتساءل: هل هذا منتجع سياحي، أم منتجع يجمع على أرضه الصحة والرفاهية معاً، بعيداً عن ضوضاء الحياة؟

أن تعيش هذه التجربة لتطمئن على صحتك، التي تشكل عماد الحياة والأحلام، معناه أنك تعيش رحلة، بل تكتشف جمال الحياة في «كلينيك لا بريري» (Clinique La Prairie).

  • عمر طويل.. 

يشكل هذا المكان منصة لرعاية الذات، والاسترخاء، بل والتمتع بعالم من الدلال والترف الحقيقي، بعيداً عن القلق والتوتر وضغوط الحياة، لإعادة الروح والجسد معاً إلى الصحة، كأننا نقوم بإعادة شحن الروح عن طريق رؤية العالم بمنظار أفضل، ولأن لنفسك عليك حقاً، فلابد أن تعيش هذه التجربة الخاصة في «كلينيك لا بريري»، فما الذي تتمتع به هذه «المؤسسة»، وما الخدمات التي تقدمها، بل ما صورة الرفاهية التي ستعيشها؟.. أسئلة تأخذنا إلى أهمية الصحة، وعدم إهمال الجسد، لأنه قوام الحياة الأول، ولطالما سمعنا أن الصحة تاج، ومن دونها نفقد التمتع بالكثير من جماليات الحياة.

في «كلينيك لا بريري»، تدرك، تماماً، أن الأماكن الصحية والعيادات لم تعد مكاناً للعلاج فقط، بل باتت أشبه بمكان للاستجمام والهدوء، والرفاهية أيضاً.. اليوم، تحاول «زهرة الخليج» تعريف قرائها بهذا المكان، ليشاركوها الرحلة.

السفر كتاب

لأن السفر كتاب، فلابد من فتح صفحات عيادة «لا بريري»، التي تقع في واحد من أجمل بلاد أوروبا (سويسرا). تأسست «كلينيك لا بريري» في مونترو بسويسرا، وتعني «الصحة وطول العمر». وبنظرة تاريخية سريعة، نعرف أنها تأسست عام 1931؛ لتعكس رؤية الدكتور بول نيهانز، الرائد في العلاج بالخلايا. منذ ذلك الحين، اكتسبت «Clinique La Prairie» شهرة عالمية، باعتبارها وجهة طبية صحية، تقدم برامج الصحة والعافية، وسط أجواء من الرفاهية لا مثيل لها. وبفضل البحث العلمي المستمر، يعتبر الطب الوقائي بمثابة ضوء رائد، وذلك تماشياً مع ما يمثله من إلهام ومساعدة الناس في عيش حياة أكثر صحة، وأطول وأكثر اكتمالاً.

  • استدامة للحياة

طبيعة ساحرة

تقع عيادة «كلينيك لا بريري» على ضفاف بحيرة «ليمان»، ويكفي أن تقضي أسبوعاً، أو أكثر؛ لتعيش أجواء مهرجان الجاز الصيفي، ومزارع الكروم المدرجة في قائمة اليونسكو للتراث العالمي «لافو». تلك المنطقة المعروفة باسم «الريفييرا السويسرية»، التي تتمتع بمناخ معتدل، وتتميز بجبال الألب الشامخة المحيطة بالبحيرة. 

تقع العيادة على بُعْد ساعة بالسيارة من مطار جنيف، وترتبط بميلانو وباريس بواسطة السكك الحديدية العالية السرعة.

ويقيم ضيوف برامج الصحة والعافية في أحد المباني الثلاثة الموجودة حول الحديقة الجميلة، التي تحتوي على 38 غرفة وجناحاً.

ويذكرنا فندق «The Residence»، وهو المبنى الأصلي لـ«Clinique La Prairie»، بالسحر الفخم للفنادق الكبرى في أوائل القرن العشرين. وتقع أفخم الأجنحة في «The Château»، ومباني العيادة. وتتمتع جميع الغرف والأجنحة بإطلالة على بحيرة «ليمان» الرائعة، وجبال الألب.

فهل هناك ما هو أروع من أن تعيش سياحة الرفاهية الطبية، في هذه المؤسسة، الوحيدة من نوعها في العالم، والرائدة في تطوير العلاج والبحوث وتعزيز الجهاز المناعي، وإبطاء عملية الشيخوخة، والتي تعد من أكثر التجارب تميزاً في العالم؟.. هنا، نعرف معنى الحياة، وأهمية العمر الطويل، هذا الدعاء الذي يتردد في بيئتنا: «نتمنى لك العمر الطويل»، نعم العمر الطويل نتعرف عليه هنا من بُعْد آخر، لأننا نعرف قيمة الزمن والعمر والتمتع بكل لحظة، والإبداع دائماً هو «سيد الحياة».

  • عمر طويل.. واستدامة للحياة

شباب متجدد

هنا تطلع على سرّ رجوع المسن إلى صباه، بسبب برنامج «التنشيط» الخلوي الثوري، الذي يؤدي إلى تجديد الجسم وتنشيطه وإعادة شبابه، وتعزيز الحيوية وتقوية جهاز المناعة، وإبطاء عملية الشيخوخة. ومن خلال برنامج «Master Detox» تستعيد الوزن الطبيعي، والتوازن، والخلايا الجذعية التجميلية، والتشخيص المتقدم. وتراوح مدة البرنامج بين 5 و14 يوماً، حيث يمكن للضيوف أن يتوقعوا الحصول على فحصَيْن متطورَيْن: طبي وجيني، من خبراء طبيين، وخطط تغذية وتمارين رياضية مصممة خصيصاً لهم، بالإضافة إلى نتائج صحية وجمالية.

حياة مستدامة

تتواصل الأحلام، فعَيْش عمر طويل، معناه أن نكون في وضع أكثر صحة. ربما تعلمنا هذا من ثقافتنا الشعبية، وربما فتح أمامنا هذا المكان معنى الركائز الطبية، التي تعتمد على فلسفة الحياة المرتبطة بالطب والتغذية والرفاهية والحركة. وبدل أن نمضي إلى الهرم سريعاً، نحاول التجدد، لنعيش حكمة الحياة، ونمنحها لمن يأتي بعدنا.

يكفي أن هذا المكان يشير إلى أهمية الصحة العامة، وتقوية جهاز المناعة، وإفادة التمثيل الغذائي، ودعم وظائف المخ، ما يؤدي - في النهاية - إلى بناء جسم وعقل قويين، بعيداً عن الزهايمر والخمول.

ثقة.. وأمان

الرحلة تبدأ بتقييم حالتك الطبية، والاستشارات، والفحص الجيني، وتشكل التغذية جوهر التجربة، والتغذية النباتية، وغيرهما، من خلال ما يتمتع به المكان من مطاعم فاخرة، حيث يجتمع الطهاة إلى جانب خبراء التغذية، لمتابعة حالة كل شخص على حدة.

ويعتمد نهج العافية على معرفة أن الاسترخاء وإعادة الشحن ضروريان لتقليل التوتر، وبالتالي حماية خلايا الفرد، وتجديد الطاقة، والسماح للعقل بالتركيز بشكل صحيح.

وتجمع الطرق التكاملية بين العلاجات التقليدية، والتقنيات المبتكرة للعلاجات التي تركز على النتائج، بما فيها علاجات: مكافحة الشيخوخة، وتقليل الالتهاب، وتخفيف الألم، وتقليل استجابة الجسم للتوتر، كما أن التأمل التجاوزي هو أيضاً جزء من العلاج.