«الغذاء الأطلسي».. حمية مناسبة تقضي على «الكرش»

بعيداً عن الأمثال الشعبية، التي تعتبر «كرش الرجل» واجهة تدل على غناه، وأنه لا يحرم نفسه مما لذ وطاب من المأكولات، يسعى معظم المصابين بالسمنة والوزن الزائد، خاصة ممن تتدلى «كروشهم» أمامهم عند الجلوس والمشي، إلى إنقاص حجم البطن، ليس بحثاً عن جسم رشيق بالضرورة، بقدر تسهيل أمور حياتهم البسيطة من صعود السلالم، والقدرة على ربط أحذيتهم، وإلى ما ذلك من أمور.

لهذا السبب، كشفت صحيفة «نيويورك بوست»، الأميركية، عن دراسة أجراها باحثون إسبان، شملت 574 شخصاً من 221 عائلة، تمت على مدى ستة أشهر، هدفت إلى معرفة جدوى استخدام النظام الغذائي الأطلسي (نسبة للبلدان التي تطل على المحيط الأطلسي) في تخفيف الوزن، وتقليل حجم ومستوى «الكرش» عند الرجال.

وتمت الدراسة، من خلال تقسيم أفراد العينة البحثية إلى مجموعتين: الأولى: عائلات تتبع النظام الغذائي الأطلسي في غذائها. والثانية: عائلات استمرت في تناول الطعام، بحسب نمط حياتها العادي.

وخضعت المجموعتان لفحوص طبية، شملت: مستوى الكوليسترول الجيد، ومستوى الغلوكوز، ومستويات الدهون الثلاثية، وضغط الدم، فضلاً عن قياس محيط الخصر.

وأثبتت النتائج أن النظام الغذائي الأطلسي كان فعالاً في تقليل حدوث متلازمة التمثيل الغذائي، فضلاً عن انخفاض وزن الأشخاص في المجموعة التي تتناوله باستمرار، كما أدى إلى تحسين مستوى الخصر، ومستويات الكوليسترول الجيد، كما أن النظام الغذائي الأطلسي لم يكن له تأثير في ارتفاع ضغط الدم أو الدهون الثلاثية.

ما النظام الغذائي الأطلسي؟

والنظام الغذائي الأطلسي، هو نمط طبيعي للمأكولات التقليدية في شمال غرب إسبانيا، وشمال البرتغال، وهو مشابه بصورة كبيرة لنظام البحر المتوسط الغذائي، حيث يركز على الأطعمة الموسمية والمحلية الطازجة والمعالجة بالحد الأدنى، مثل: الخضار، والفواكه، والأسماك، وزيت الزيتون.

ويتكون النظام الغذائي الأطلسي من الكثير من الأسماك، والمأكولات البحرية، والخضروات والفواكه والحبوب الكاملة والفاصوليا وزيت الزيتون والفواكه المجففة، خاصة الكستناء، والحليب والجبن، وتناول كميات معتدلة من اللحوم.

وتوصلت الدراسة، بناء على نتائج فحوص المجموعة التي تتناول طعاماً غذائياً بصورة طبيعية من دون أي حميات غذائية، إلى أن الذين يتبعون نظاماً غذائياً عالي الدهون ومنخفض الكربوهيدرات، هم أكثر عرضة للإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، مثل: انسداد الشرايين، والنوبات القلبية، والسكتات الدماغية، مقارنة بأقرانهم. ويعتقد الباحثون أن السبب في ذلك يعود إلى المستويات المرتفعة من الكوليسترول الضار، التي تتسبب في تراكم الترسبات الدهنية في جدران الشرايين، فتتمكن من تضييقها أو سدها.