لماذا يجب ألا تحاولي إنقاص الوزن أثناء الحمل؟

يتضمن الحمل حدوث الكثير من التغيرات في جسم المرأة، التي يكون بعضها مبهجاً، والآخر غير مريح، لكن أكثر الأشياء التي تعانيها الحوامل، أحياناً، زيادة الوزن.

وفي حين أن زيادة الوزن أثناء الحمل أمر طبيعي ومتوقع وصحي، إلا أن هذا لا يعني أننا نشعر، دائماً، بالرضا حيال ذلك، ويمكن أن يكون اكتساب الوزن أثناء الحمل أمراً أصعب، خاصة إذا كان لديكِ تاريخ من اضطراب الأكل.

ومع ذلك الشعور بعدم الرضا، قد تحاول بعض السيدات إنقاص أوزانهن، إلا أنه من المهم جداً عدم اتباع نظام غذائي، أو محاولة إنقاص الوزن أثناء الحمل، إذ إن القيام بذلك يمكن أن تكون له آثار سلبية على صحتكِ، وصحة طفلكِ.

هنا، نناقش أهمية زيادة الوزن أثناء الحمل، ومقدار الوزن الذي يمكن اكتسابه، والخيارات الغذائية التي يمكنكِ اتخاذها.

لماذا تعتبر زيادة الوزن مهمة أثناء الحمل؟

تدعم زيادة الوزن أثناء الحمل التطورات التي يمر بها جسمكِ، وتساعد أيضاً طفلكِ على النمو، كما أن معدل الأيض الأساسي لديك (كمية الطاقة/ السعرات الحرارية اللازمة لأداء المهام الأساسية) يزيد بنسبة تصل إلى 20% أثناء الحمل، لأنكِ تنفقين المزيد من الطاقة في نمو إنسان آخر.

إلى جانب ذلك، تعد زيادة الدهون، التي تتراكم في بطنكِ والثديين والوركين، أمراً طبيعياً وضرورياً، للحمل وفترة ما بعد الولادة.

وتذكري أن جسمكِ ينمو، أيضاً، لاستيعاب طفلكِ، ومساعدته على النمو، لذا يزداد حجم الرحم بشكل كبير مع نمو الجنين، فأنت في الواقع، أيضاً، تقومين بتكوين عضو جديد بالكامل لدعم طفلكِ (المشيمة)، التي تساعد على توفير العناصر الغذائية اللازمة له.

ويزداد وزنكِ بهذه الطريقة:

طفلكِ: 3.6 كيلوغرامات.

المشيمة: 900 غرام - 1.3 كيلوغرام.

السائل الأمنيوسي: 900 غرام - 1.3 كيلوغرام.

أنسجة الثدي: 900 غرام - 1.3 كيلوغرام.

إمدادات الدم: 1.8كيلوغرام.

تخزين الدهون: 2- 4 كيلوغرام.

نمو الرحم: 900 غرام إلى كيلوغرامين اثنين.

ما مقدار الوزن المثالي المكتسب أثناء الحمل؟

بشكلِ عام، لا ينصح الأطباء بالتركيز المفرط على زيادة الوزن أثناء الحمل، إذ يختلف جسم كل امرأة حامل قليلاً، وتكتسب بعض النساء المزيد من الوزن أكثر من غيرهن مع اتباع نظام غذائي مماثل.

ومع ذلك، فإن فهم الإرشادات الأساسية لزيادة الوزن أثناء الحمل يمكن أن يكون مفيداً، ووفقاً للخبراء فإن مقدار الوزن، الذي يجب اكتسابه أثناء الحمل يعتمد جزئياً على وزنكِ قبل الحمل. على سبيل المثال، إذا كنتِ تعانين نقص الوزن، فقد يكون من المناسب أن تكتسبي ما بين 12 إلى 18 كيلوغراماً. أما إذا كان وزنكِ متوسطاً، فقد يكون من المنطقي زيادة 11-15 كيلوغراماً. وفي حال كنتِ تعانين زيادة الوزن أو السمنة، فقد تكون زيادة الوزن بشكلٍ أقل هي الأفضل لحملك.

وتكون زيادة الوزن أثناء الحمل ضئيلة في الأشهر الثلاثة الأولى، حيث تكتسب العديدات ما بين 400 غرام، وكيلوغرامين فقط، إلا أن الأمور تزداد عادة في الثلثَيْن الثاني والثالث من الحمل، حيث تكسب كثيرات من 200 إلى 400 غرام كل أسبوع.

لذا، من الأفضل أن تُبقي تركيزك على الأكل الصحي بدلاً من حساب السعرات الحرارية، أو التركيز على زيادة الوزن، فعندما تكونين حاملاً تحتاجين إلى المزيد من البروتين، وحمض الفوليك، واليود، والكولين.

كما تحتاجين إلى الحصول على الكثير من فيتامين (د)، والكالسيوم والألياف والبوتاسيوم، وهذا يعني تناول الكثير من الفواكه والخضروات والحبوب الكاملة والبروتينات والدهون الصحية.

مخاطر محاولة إنقاص الوزن أثناء الحمل:

الحقيقة الصعبة هي أن فقدان الوزن، وعدم اكتساب كميات كافية من الوزن، يمكن أن تكون لهما آثار سلبية عليكِ وعلى طفلكِ، حيث إن فقدان الوزن أثناء الحمل ينطوي على مخاطر عدم كفاية نمو الجنين، وعدم إحداث التغيرات الطبيعية اللازمة للحمل، وفترة ما بعد الولادة.

وفي الواقع، وجدت الدراسات أن الحوامل اللواتي يعانين نقص الوزن، أو لا يكتسبن الوزن الكافي، لديهن خطر أكبر للولادة المبكرة، كما أنهن أكثر عرضة لإنجاب طفل أصغر حجماً بالنسبة لعمر الحمل.

وعندما يولد الطفل قبل الأوان أو بوزن منخفض، يكون هناك احتمال أكبر لمشاكل الرضاعة الطبيعية، وأمراض أخرى في وقت لاحق من حياة الرضيع والطفل، كما تشير الأبحاث إلى وجود علاقة بين انخفاض الأوزان عند الولادة، وتأخر النمو.

طرق التعامل مع زيادة الوزن أثناء الحمل:

إذا كان لديك تاريخ سابق من اضطرابات الأكل، أو خلل في شكل الجسم، أو كنتِ تعانين ببساطة مشكلات في صورة الجسم، فقد يكون اكتساب الوزن أثناء الحمل أمراً صعباً، ومن الطبيعي أن يثير هذا مشاعرك.

لذا، في حال كنتِ تشعرين بالإثارة بسبب زيادة الوزن أثناء الحمل، فيجب عليكِ التفكير في معالجة ذلك مع مقدم الرعاية الصحية. كما أنه من المناسب في هذه الظروف ألا تضطر المرأة الحامل إلى رؤية وزنها، خلال أي من زياراتها للطبيب، وعادةً يمكن وضع علامة على المخططات بحيث يكون جميع المشاركين في فريق الرعاية على دراية بعدم النطق بأي وزن أثناء الزيارة.

أما إذا كان لديك تاريخ قوي من اضطرابات الأكل، فقد يكون من الأفضل طلب الرعاية النفسية لعلاج اضطراب الأكل أثناء الحمل.