وراء كل بطل رفع اسم دولة الإمارات في المحافل الدولية الرياضية أم عظيمة، تحملت الصعاب؛ فجنت ثمار جهدها بتربية أبطال رياضيين، دون التأثير في الناحية العلمية والأدبية، راوية أروع القصص والحكايات تحت عنوان «الأمومة.. بذل وحب وعطاء».. واحتفالاً بـ«يوم الأم»، حرصت «زهرة الخليج» على لقاء منال الطباع (أم صالح)، والدة: المها وصالح وفارس والهيام البلوشي، التي تعد من النماذج المشرفة لأمهات الأبطال في الرياضة الإماراتية، فقد جعلت من أبنائها الأربعة أبطالاً في المنتخب الوطني للمبارزة، ليس ذلك فحسب، بل هم، أيضاً، الأنجح على المستوى الدراسي، والأفضل من حيث التصنيف على مستوى الدولة، إذ يستعد فارس والهيام، حالياً، للمشاركة في التصفيات الأولى المؤهلة للأولمبياد.

  • نموذج ملهم في التضحية والعطاء

تنمية القدرات

توضح «أم صالح»، كما تحب أن يطلق عليها، أنها سعت منذ نعومة أظافر أبنائها إلى إشراكهم في الرياضات المتنوعة؛ ليتعرف كل منهم على ميوله الرياضية، ويختار لعبته المفضلة للاستمرار فيها. وكان من ضمن هذه الرياضات: التايكواندو، وركوب الخيل، والسباحة، وكرة القدم، والسلة والجوجيتسو، مشيرة إلى أن هذا الأمر نابع من حبها للرياضة، وإيمانها بقدرة الرياضة على تنمية المهارات الجسدية والعقلية والنفسية.

شغف

وعن سر تفوقهم وتألقهم في رياضة المبارزة، قالت: «لديَّ أربعة أبناء، هم: المها (19 عاماً)، وصالح (18 عاماً)، والتوأم: فارس والهيام (16 عاماً)، الذين مارسوا العديد من الرياضات، وتعلقوا في بعض الوقت برياضة التايكواندو، ومارسوها بشكل احترافي حتى عام 2018. وفي هذا العام، نقلت أولادي من مدرستهم التي كانوا بها، وألحقتهم بمدرسة حكومية، وهناك شجعهم معلم التربية الرياضية على ممارسة رياضة المبارزة، وبالفعل قاموا بذلك، فتعلقوا بها بشكل كبير، وأصبحت محور اهتمامهم وشغفهم، فتطور مستواهم بشكل كبير، ما ساعدهم على الانضمام إلى صفوف المنتخب الوطني عام 2021».

  • إمكانات عالية

إمكانات عالية

وأكدت «أم صالح» أن جميع أبنائها تم تصنيفهم بالمرتبة الأولى على مستوى الدولة، لافتة إلى أن المها تصنيفها السادس. أما صالح، فتصنيفه الأول تحت 20 عاماً، وكان كذلك تحت 17 عاماً. والتوأم فارس والهيام كان تصنيفهما الأول في كل الفئات العمرية، عندما كانوا تحت 16 عاماً، وحالياً الأول تحت 17، و20 عاماً، في فئتَي الرجال والسيدات، نظراً لإمكاناتهما العالية التي تؤهلهما للعب في جميع الفئات والأعمار.

محبة.. وعطاء

وعن كيفية صناعة أربعة أبطال رياضيين، أوضحت: «بالتأكيد الأمر ليس سهلاً، فقد كان توفيق الخالق عزَّ وجلَّ يلازمني، ما منحنى قوة وقدرة مغلفتين بالحب والعطاء؛ لأتمكن من ملازمة أبنائي الأربعة في جميع تدريباتهم الرياضية، التي يخضعون لها 6 مرات في الأسبوع، إذ إنني لا أعتمد على الحافلات التي يوفرها النادي، وأصر على اصطحابهم بنفسي، ومتابعة تدريباتهم، وكذلك في البطولات المحلية التي أواظب على حضورها، وبالتالي متابعتهم من المدرجات وتشجيعهم، وكذلك في بعض البطولات الخارجية، فضلاً عن دوري في تنظيم وقتهم، ووجباتهم الغذائية الصحية لتنمية بنيتهم الجسدية، فتفرغت تماماً لأبنائي الأحباء، الذين أهديتهم حياتي».

  • شكر.. وعرفان

شكر.. وعرفان

وفي ما يخص شعور أبنائها تجاه ما تقوم به والدتهم من عطاء منقطع النظير، أكدت: «يحرص أبنائي، دائماً، على تقديم كلمات الشكر والثناء والتقدير؛ لما أقوم به من جهد في سبيل دعم مسيرتهم الرياضية، وعند كل إنجاز يقومون بتحقيقه يقولون إنه بسبب وجودي في حياتهم استطاعوا تحقيق ما وصلوا إليه، ولولا وجودي لما استطاعوا ذلك. ورغم أن عطائي من قلب أم محبة، فإن هذا الأمر يثلج صدري، ويُشعرني بالفخر والسعادة».

تنمية قدرات

وأشارت إلى أن الرياضة أحدثت فرقاً كبيراً في شخصية أبنائها، حيث ساعدتهم على زيادة ثقتهم بأنفسهم، وتحمل المسؤولية، وتعلم الالتزام، فنمت قدراتهم في ترتيب الوقت، والاهتمام بدروسهم، وتحصيلهم العلمي، خاصة عندما التحقوا برياضة المبارزة، التي غيرت طريقة تفكيرهم، فأصبحوا أكثر اعتماداً على النفس، إذ إنها لعبة فردية تعتمد على الذات، فضلاً عن أنها رياضة الاحترام، لذا نجد معظم محترفي اللعبة أصحاب أخلاق عالية.

مهمة وطنية

وعن التضحيات التي قام بها أبناؤها لبلوغهم هذا المستوى الاحترافي العالي، أكدت «أم صالح» أنهم ضحوا بأوقات فراغهم، التي تعتبر قليلة جداً مقارنة بالشخص العادي، حيث إنهم يقضون كل وقتهم بين الدراسة والتدريبات، سواء مع المنتخب، أو مع فريقهم في نادي الفجيرة للفنون القتالية. وفي كثير من الأحيان يذاكرون في السيارة؛ لينهوا واجباتهم الدراسية، فضلاً عن قلة التنزه. وعلى الرغم من ذلك فإن لديهم إيماناً كبيراً بأهمية ما يقومون به لأنفسهم، ولعائلتهم، ووطنهم؛ لما يحملونه على عاتقهم من مهمة سامية؛ لتشريف علم الإمارات في المحافل الدولية، وهذا الأمر يستحق كل تضحية وجهد وعطاء.

  • شكر.. وعرفان

إنجازات مشرفة 

• الهيام البلوشي.. المصنفة الأولى على مستوى الدولة في ثلاث فئات، تحت 17، و20 عاماً، والأولى على مستوى فئة السيدات. وكذلك المصنفة الـ3 آسيوياً، والـ81 عالمياً. وقد حصلت على درع أفضل ناشئة، وأفضل لاعبة تحت العشرين، وأفضل لاعبة في البطولة العربية، كما حصلت على جائزة الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، إذ حلت بالمركز الخامس عن فئة أفضل لاعبة ناشئة، وحصلت على المركز الأول في بطولة كأس رئيس الدولة. أما دولياً، فحصلت على ذهبية بطولة غرب آسيا، وذهبية بطولة كأس آسيا، وبرونزية الألعاب القتالية العالمية، وذهبية بطولة السعودية المفتوحة.

• فارس البلوشي.. المصنف الأول على مستوى الدولة في ثلاث فئات: تحت 17 عاماً، وتحت 20 عاماً، والأول على مستوى فئة الرجال، والمصنف الـ4 آسيوياً، والـ81 عالمياً. وقد حصل على درع أفضل ناشئ في الدولة. أما دولياً، فحصل على ذهبية بطولة كأس آسيا، وذهبية الألعاب القتالية العالمية فئة الرجال. كما حقق، مؤخراً، إنجازاً آسيوياً غير مسبوق في رياضة المبارزة الإماراتية، بحصوله على ذهبية بطولة آسيا للأشبال تحت 17 عاماً.

• صالح البلوشي.. المصنف الأول على مستوى الدولة في فئة تحت 20 عاماً، وحصل على درع أفضل تصنيف تحت 20 عاماً فئة الرجال، والمصنف الـ13 آسيوياً، والـ286 عالمياً، ونشاطه الرياضي متوقف منذ ستة أشهر؛ بسبب التحاقه بالخدمة الوطنية.

• المها البلوشي.. تصنيفها السادس على مستوى الدولة، وحرمتها إصابتها بقطع في الرباط الصليبي بالركبة من المشاركة، مؤخراً، في البطولات الدولية.