في شهر رمضان المبارك، تتساءل المرأة الحامل عن إمكانية الصوم، وتحملها البقاء ساعاتٍ طويلة دون طعام أو شراب؛ خوفاً على صحة جنينها، حيث تختلف قوة تحمل الصيام من امرأة حامل إلى أخرى، تبعاً لحالتها الصحية. وإذا سمح الطبيب لها بالصيام، فينبغي عليها وضع نظام غذائي خاص، حفاظاً على صحتها وصحة جنينها؛ لتجنب أي آثار جانبية.

فمتى يمكن للحامل أن تصوم بأمان؟ وماذا يجب أن تأكل خلال الشهر الفضيل؟.. «زهرة الخليج» التقت الطبيبة دانا الحموي، اختصاصية التغذية، التي حدثتنا عن سبل العناية بصحة المرأة الحامل في شهر رمضان.

بدايةً.. أخبرينا عن إمكانية صوم الحامل في شهر رمضان! أجاز الشرع للمرأة الحامل الإفطار؛ حفاظاً على صحتها وصحة جنينها، ويمكنها الصيام في حال عدم وجود مشاكل صحية، مع ضرورة تناول طعام صحي، وشرب كميات كافية من السوائل. بشكل عام، لا ينصح الأطباء بالصيام في الثلثَيْن: (الأول)، و(الثالث) من الحمل. أما في الثلث الثاني، فيمكنها ذلك بحسب حالتها الصحية، وبعد استشارة الطبيب المشرف على حالتها؛ خشية أن يؤثر الأمر في صحة الجنين بسبب الجفاف، وعدم شرب كميات كافية من السوائل.

  • هكذا تصوم «الحامل» بأمان!

ما أبرز المعتقدات الشائعة حول كمية الطعام المسموح بتناولها للمرأة الحامل؟ تعتقد المرأة الحامل أنها تحتاج إلى كميات طعام إضافية من بعض العناصر الغذائية، وهذا معتقد خاطئ، فالجنين يحتاج فقط إلى 300 سعرة حرارية إضافية، وتحتاج إليها المرأة بدءاً من الشهر الثالث، ويجب عدم الامتناع عن تناول الأطعمة التي تحتوي على سعرات حرارية نهائياً، ومنها النشويات، كما يجب تجنب الحميات الفقيرة جداً بالسعرات الحرارية؛ فهذا يؤذي صحّة المرأة وجنينها.

هل هناك نسبة محددة لزيادة وزن الحامل؟ إن أهم المخاوف التي تنتاب المرأة الحامل، هو هاجس عدم قدرتها على استرداد رشاقتها، التي كانت عليها قبل الحمل، بالإضافة إلى أنّ الزيادة الكبيرة في الوزن قد تسبّب مشاكل خلال الحمل، وصعوبة في الولادة. وقد يسبب انخفاض الوزن عن الحد الكافي، وسوء التغذية خلال الحمل، نقصاً في وزن الوليد ما قد يعرضه لمشاكل صحيّة عند الكبر، وتراوح زيادة وزن المرأة خلال الحمل بين 7 و18 كيلوغراماً (وكمعدّل وسطي 13 كيلوغراماً)، ويجب أن تكون هذه الزيادة تدريجية، وتتوزع على: وزن الطفل عند الولادة، وزيادة حجم الدم، والسائل الأمنيوسي حول الجنين، والمشيمة، وزيادة حجم الرحم، وزيادة حجم الثدي والصدر، وزيادة كمية الماء والدهون بالجسم. وإذا أردنا أن نحدد القيم المقبولة لزيادة الوزن خلال الحمل، فإننا نعتمد على قيمة مؤشر الكتلة الجسمية للسيدة قبل الحمل:

- فإذا كان هذا المؤشر أقلّ من 18.5؛ فيمكنها أن تكتسب من 12 إلى 18 كيلوغراماً.

- أما إذا كان المؤشر طبيعياً (18.5 - 24.9)؛ فيسمح بزيادة من 11.5 إلى 16 كيلوغراماً، وفي حال حدوث زيادة أكبر فإنها لن تحسّن نمو الجنين، وإنما فقط ستسبّب بدانة للأم.

- وإذا كان المؤشر أكبر من 25؛ فيسمح بزيادة 11 كيلوغراماً فقط على الأكثر.

حدثينا عن أبرز الممنوعات خلال فترة الصيام! توجد ممنوعات عدة، منها:

- تناول الملح: تكمن خطورته في احتباس السوائل بالجسم، بالإضافة إلى أنه يعمل كفاتح للشهية، ويعزز خسارة الكالسيوم، ويمكن استبداله بمنكّهات أخرى، مثل: الكمون، والكزبرة، وغيرهما.

- تقليل الكافيين: ننصح المرأة الحامل بتجنب الإفراط في تناول المنبهات، ويسمح لها بتناول 2-3 فناجين من القهوة أو الشاي، بين وجبتَي الفطور والسحور؛ لأن زيادة هذه الكمية يمكن أن تسبب لها تسارعاً في دقات القلب، بالإضافة إلى الأرق، ونقص وزن الجنين.

- ويجب تجنب الأطعمة النيئة وغير المطهية بشكل جيد، وأيضاً تجنب سمك التونة، وزيت السمك، لاحتوائهما على كميات كبيرة من الزئبق، وكذلك الحليب غير المغلي، بالإضافة إلى القرفة.

  • نمو خلايا الجنين

عناصر غذائية ضرورية

تحتاج الحامل إلى مجموعة منوعة من الفيتامينات والمعادن، وينصح بالحصول عليها من الطعام، وعدم تناول المكملات الغذائية كبديل عنه، أو من دون استشارة الطبيب، ومن أبرزها:

- الفوليك أسيد وفيتامين (ب9): يعدان ضروريين لتكوين كريات الدم الحمراء، ونمو خلايا الجنين، وجهازه العصبي. إذ قد يسبب نقصهما فقر الدم، أو تشوهات في الأنبوب العصبي عند الجنين، ويتوافر الفوليك أسيد وفيتامين (ب9) في العناصر التالية: الخضار الورقي الأخضر، والحمضيات، والبقوليات، ومنتجات الحبوب الكاملة.

- فيتامين (د): ضروري لصحّة وقوة العظام، ويحصل عليه الجسم من خلال التعرّض لأشعة الشمس لمدة 15 دقيقة يومياً، بالإضافة إلى تناول الأطعمة المدعمة به، ومنها الحليب ومشتقاته.

- فيتامين (ب12): يزداد نقص هذا الفيتامين لدى الحوامل «النباتيات»، ويسبّب فقر الدم؛ لذا يجب تعويض نقصه بجرعات إضافية.

- فيتامين (سي): ضروري لرئتَي الجنين، ولزيادة امتصاص الحديد.

- الحديد: ضروري لتكوين كريات الدم الحمراء، حيث يؤدي نقصانه إلى الإصابة بفقر الدم، وتكمن أعراضه في الشعور بالتعب والإرهاق، بالإضافة إلى تأثيره السلبي في الجنين، كأن يؤدي إلى الولادة المبكرة أو وفاة الوليد. لذا، يجب تناول الأطعمة الغنية به، مثل: اللحوم، والأسماك، والدجاج من دون جلد، مرة يومياً على الأقل، كما يُنصح بتجنب شرب الشاي مع أو بعد الوجبة.

- الكالسيوم: ضروري لبناء عظام وأسنان الجنين، حيث تحتاج الحامل إلى 1200 ملليغرام من الكالسيوم يومياً، لذلك عليها تناول من 4 إلى 5 حصص من منتجات الألبان.

- المغنيسيوم: ضروري لتخفيف الآلام والتشنجات العضلية، التي تحدث في منتصف الحمل، ويمكن الحصول عليه من مصادر مختلفة، مثل: الكاكاو، والحمضيات، والموز.

- أوميغا 3: دهون صحيّة ضرورية لنمو الجهاز العصبي للجنين، وتحصل عليها الحامل من خلال تناول السمك، والمكسرات، وبذور الكتان.

- الماء: من السوائل الضرورية لصحّة الحامل وجنينها، بمعدّل 8 أكواب على الأقل يومياً؛ لضمان عمل الكليتين بشكل سليم، والوقاية من الإمساك.

- الموز: يعد من الفاكهة المحبّذ تناولها مع وجبة السحور، لأنه يزوّد الجسم بالطاقة، والألياف الغذائية، والفيتامينات الضرورية.