يعرف الكروموفوبيا بـ «رهاب اللون»، وهو الخوف غير العقلاني من الألوان، على الرغم من أن هذا قد يبدو غير عادي بالنسبة للكثيرين، إلا أن هذا الرهاب حقيقي ويؤثر بشكل كبير في حياة الشخص المصاب به.

فهم رهاب اللون «الكروموفوبيا»

  • ما الكروموفوبيا؟.. اكتشفي أعراضه وطرق علاجه

رهاب اللون هو أكثر من مجرد كراهية لألوان معينة، فهو خوف شديد وغير عقلاني يؤدي إلى نوبات قلق وأعراض نفسية أخرى. ويرتبط الخوف بلون واحد أو بألوان متعددة، كما يمكن أن يكون الرهاب شديداً لدرجة أنه يمنع الأفراد من القيام بالأنشطة اليومية، مما يؤثر في نوعية حياتهم. وعادة ما ترتبط أنواع الرهاب المشابهة بالتجارب المؤلمة، ورهاب اللون ليس استثناءً.

رهاب الألوان، وهو مصطلح قدمه للعالم المنظر الثقافي ديفيد باتشيلور وهو ظاهرة نفسية فريدة ونادرة، تشير إلى الخوف الشديد من الألوان أو النفور منها. تمتد هذه الحالة الغريبة إلى ما هو أبعد من مجرد النفور أو الكراهية لبعض الألوان، وهو في الواقع رهاب غير عقلاني له القدرة على التأثير بشكل كبير وسلبي في حياة الشخص اليومية.

أسباب رهاب اللون «الكروموفوبيا»

ثمة أسباب عدة تقف وراء الإصابة بالكروموفوبيا وهي كالتالي:

1.صدمات الطفولة

أحد الأسباب الشائعة لرهاب اللون هو حدث صادم في مرحلة الطفولة. قد يربط الأطفال بعض الألوان بتجارب أو مخاوف سلبية، على سبيل المثال: إذا كان الطفل يخاف من شخص يرتدي لوناً معيناً، فقد يتطور لديه خوف غير عقلاني من هذا اللون.

2. الارتباطات السلبية

تؤدي الارتباطات السلبية بلون معين أيضاً إلى الكروموفوبيا، على سبيل المثال غالبًا ما يرتبط اللون الأحمر بالخطر أو التحذيرات، والأفراد الذين عانوا أحداثاً مؤلمة مرتبطة باللون الأحمر قد يصابون بالرهاب منه.

  • ما الكروموفوبيا؟.. اكتشفي أعراضه وطرق علاجه

3. الزائد الحسي

الأشخاص الذين يعانون اضطرابات المعالجة الحسية، يكونون مصابين برهاب اللون نتيجة للحمل الحسي الزائد، إذ قد تكون الألوان الساطعة والمكثفة ساحقة بالنسبة لهؤلاء الأشخاص، مما يتسبب في تطوير خوفهم من ألوان معينة.

4. عوامل وراثية

تلعب الاستعدادات الوراثية أيضاً دوراً في تطور رهاب اللون، إذا كان أحد الوالدين يعاني رهاباً محدداً، فمن المرجح أن يصاب طفله بنفس الرهاب أو رهاب مشابه.

5. اضطرابات الصحة النفسية

بعض اضطرابات الصحة العقلية مثل القلق والاكتئاب تساهم في تطور رهاب اللون، وغالباً ما يعاني المصابون بهذه الاضطرابات، حالة شديدة من الخوف والقلق، والتي تظهر على شكل خوف من ألوان معينة.

  • ما الكروموفوبيا؟.. اكتشفي أعراضه وطرق علاجه

6. المعتقدات الثقافية

المعتقدات الثقافية والخرافات تسبب أيضاً رهاب اللون، ففي بعض الثقافات، ترتبط بعض الألوان بالحظ السيئ أو الموت، وقد يصاب الأفراد من هذه الثقافات بالخوف من هذه الألوان نتيجة لذلك.

7. التأثير الإعلامي

يلعب تأثير وسائل الإعلام أيضاً دوراً في تطور الكروموفوبيا، حيث إن وسائل الإعلام تستخدم رمزية الألوان لإثارة مشاعر أو ردود أفعال معينة، والتعرض المفرط للصور السلبية للون معين يؤدي إلى تطور الخوف من هذا اللون.

أعراض الإصابة بـ «الكروموفوبيا»

هناك العديد من الأعراض التي قد تظهر على مصابي الكروموفوبيا ومنها ما يلي:

- القلق عند مواجهة ألوان معينة

أحد الأعراض الأساسية لرهاب اللون هو الشعور بالقلق الشديد عند مواجهة ألوان معينة، ويتراوح هذا من الانزعاج الخفيف إلى نوبات الذعر الكاملة، كما تختلف شدة الأعراض بشكل كبير بين الأفراد، اعتماداً على تجاربهم الشخصية ومستويات تحملهم.

  • ما الكروموفوبيا؟.. اكتشفي أعراضه وطرق علاجه

- التجنب

غالباً ما يبذل المصابون برهاب الألوان قصارى جهدهم لتجنب المواقف التي قد يواجهون فيها لونهم المخيف، ويشمل ذلك تجنب أماكن أو أشياء معينة أو حتى الأشخاص الذين يرتدون اللون أو يستخدمونه بشكل متكرر، بالإضافة إلى أنه قد يصبح سلوك التجنب هذا متطرفاً لدرجة أنه يتداخل مع حياة الفرد اليومية.

- الأعراض الجسدية

الأعراض الجسدية شائعة أيضاً لدى الأشخاص الذين يعانون رهاب اللون، حيث يشمل ذلك سرعة ضربات القلب والتعرق والارتعاش والغثيان والإغماء، وتحدث هذه الأعراض عادةً كرد فعل للتعرض للون المخيف.

- صعوبة التركيز

يواجه الأشخاص الذين يعانون الكروموفوبيا صعوبة في التركيز، خاصة عندما يكونون في بيئة يوجد فيها اللون الذي يخشونه، وهذا يؤدي إلى مشاكل في الأداء في العمل أو المدرسة ويمكن أن يساهم بشكل أكبر في القلق العام للفرد.

  • ما الكروموفوبيا؟.. اكتشفي أعراضه وطرق علاجه

- أفكار ومخاوف غير عقلانية

الأشخاص الذين يعانون «رهاب الألوان» لديهم أفكار ومخاوف غير عقلانية تتعلق بحالتهم، إذ قد يكونوا على قناعة بأن بعض الألوان خطرة أو ضارة، حتى في حالة عدم وجود أساس منطقي لهذا الاعتقاد.

- النوم المضطرب

يؤدي القلق المرتبط بالكروموفوبيا في كثير من الأحيان إلى اضطراب النوم، ويعاني الأفراد كوابيس بشأن اللون الذي يخشونه أو قد يجدون صعوبة في النوم بسبب قلقهم.

- زيادة الحساسية للألوان

غالباً ما يكون لدى الأشخاص الذين يعانون رهاب اللون حساسية متزايدة للألوان، وقد يلاحظون الألوان أكثر من غيرهم وقد يتأثرون أكثر بالتغيرات في اللون.

علاج رهاب الألوان

على الرغم من أن رهاب الألوان المعروف باسم «الكروموفوبيا»، رهاب نادر، لكن بسبب تأثيره بشكل كبير في حياة الأشخاص المصابين به، تم إيجاد طرق عدة لعلاجه ومنها:

  • ما الكروموفوبيا؟.. اكتشفي أعراضه وطرق علاجه

العلاج السلوكي المعرفي (CBT)

العلاج السلوكي المعرفي هو نهج علاجي يستخدم على نطاق واسع في علاج أنواع الرهاب المختلفة، ورهاب الألوان ليس استثناءً، ويعتمد هذا العلاج على الاعتقاد بأن أفكارنا، وليس العوامل الخارجية، هي التي تؤثر في مشاعرنا وسلوكياتنا.

لذلك، من خلال تغيير أنماط تفكيرنا السلبية حول الألوان، يمكننا تقليل أعراض رهاب الألوان، ويتم تنفيذ هذا العلاج عادةً بواسطة متخصص مدرب وقد يتضمن تقنيات مثل إعادة الهيكلة المعرفية والتجارب السلوكية.

علاج التعرض:

علاج التعرض هو علاج فعال آخر لكروموفوبيا، يتضمن ذلك التعرض التدريجي والمتكرر للألوان المخيفة حتى يصبح الشخص غير حساس تجاهها، ويمكن أن يتم التعرض بطرق مختلفة، مثل النظر إلى صور الألوان المخيفة، أو ارتداء ملابس من ذلك اللون، أو حتى زيارة الأماكن التي يغلب عليها ذلك اللون، وبمرور الوقت، يصبح الشخص أقل حساسية لهذه الألوان، مما يقلل من خوفه وقلقه.

الدواء:

في حين أن العلاج غالباً ما يكون الخط الأول لعلاج رهاب اللون، إلا أنه يمكن استخدام الدواء أيضاً في الحالات الشديدة حيث تكون الأعراض منهكة، وقد تشمل هذه الأدوية المضادة للقلق أو مضادات الاكتئاب.

ومع ذلك، يجب دائماً وصف الأدوية ومراقبتها من قبل أخصائي الرعاية الصحية، حيث يمكن أن يكون لها آثار جانبية وقد لا تكون مناسبة للجميع، ومن المهم أن نلاحظ أن الدواء يعالج أعراض رهاب الألوان ولكن ليس الخوف الكامن من الألوان.