رغم أن البعض قد يعتقد أن السرطان مرض حديث، إلا أن الحقائق العلمية تشير إلى أنه موجودٌ منذ آلاف السنين، حيث اكتشف علماء الآثار هيكلاً عظمياً لشاب عاش قبل 3 آلاف عام، تبين أنه كان مصاباً بالسرطان.

ولكن مع تطوّر الطب والعلم ووسائل المعرفة فقد بدأت الكثير من العلاجات والتقنيات بالظهور والتي أصبح لها فضلٌ كبيرٌ في علاج المصابين، وقد وضع العرب بصمتهم أيضاً في هذا المجال وكان للعلماء العرب دور كبير في محاربة هذا المرض الصعب.

علماء عرب تركوا بصماتهم في علاج السرطان

البروفيسور فيليب سالم

  • البروفيسور فيليب سالم

من خلال مركز السرطان الذي يحمل اسمه في مدينة هيوستن في تكساس، طوّر البروفيسور اللبناني فيليب سالم، علاجاً ‏يرتكز على مزج العلاجات الثلاثة، العلاج المناعي مع العلاج الكيميائي مع العلاج المستهدف، ويصمم وفقاً للشخص المريض ونوع السرطان المصاب به، أي أن العلاج يختلف من مريض إلى آخر، إذ ليس هناك مريضان يأخذان العلاج نفسه، ولو كانا مصابين بالمرض ذاته، كما يتم بناء البروتوكول العلاجي بعد تحديد الهوية البيولوجية للمرض.

واستطاع الطبيب القادم من قرية صغيرة في لبنان، الوصول إلى العالمية في طب السرطان، حيث كرّس 56 سنة من الحياة، لإعطاء الحياة للمرضى، ففي يونيو من سنة 1968، التحق بمؤسسة «Memorial Sloan Kettering Cancer Center» في نيويورك للتخصص في معالجة الأمراض السرطانية، ‏ومن يومها إلى يومنا هذا، وهو يقدم إنجازاته في هذا المجال

الدكتور مصطفى السيد

  • الدكتور مصطفى السيد

طوّر الدكتور المصري مصطفى السيد تقنية علاج السرطان باستخدام حبيبات الذهب النانوية، ويُعتبر أول مصري وعربي يحصل على قلادة العلوم الوطنية الأميركية التي تعتبر أعلى وسام أميركي في العلوم بفضل إنجازاته العديدة في مجال النانو تكنولوجي وتطبيقه لهذه التكنولوجيا في مجال السرطان.

وإلى جانب ذلك فهو واحد من أفضل عشرة علماء في الكيمياء في العالم، وكذلك هو أستاذ الكيمياء بجامعة جورجيا الأميركية للتكنولوجيا.

في عام 2011 حصل على المرتبة 17 ضمن تصنيف تومسون رويترز لـ أفضل علماء الكيمياء في العقد الماضي.

أما السبب الذي دفعه للبحث في مجال السرطان، فكان زوجته التي أصيبت بسرطان الثدي، وتوفيت بعد حوالي خمس سنوات من إصابتها بالمرض.

الدكتور إلياس زرهوني

  • الدكتور إلياس زرهوني

ابتكر الدكتور الجزائري إلياس زرهوني جهاز «سكانر» يميز بين الأورام الحميدة والخبيثة دون الحاجة إلى أخذ الخزعات وما يرافقها من آلام، حيث إن السكانر يستطيع تحديد نسبة الكالسيوم في الأنسجة الحيّة، وهو ما يجعل التمييز بين الورم الخبيث (الذي يحتوي نسيجه على القليل من الكالسيوم) والحميد أمراً في غاية السهولة.

وقد اختار زرهوني تخصصاً غير مألوف، عقب تخرجه طبيباً في الجزائر، حيث تخصص في التصوير الطبي، ثم التحق بجامعة جون هوبكنز ليتخصص في استعمال التصوير الإشعاعي في تشخيص الأمراض.

وفي عام 1978، جاء تعيينه كأستاذٍ مساعد، ثم تدرج ليُصبح أستاذاً محاضراً، قبل أن يتجاوز سن الرابعة والثلاثين، وبين عاميّ 1981 و1985 عمل في قسم الطب الإشعاعي في كلية الطب في فرجينيا الشرقية، مُشتغلاً على استخدام التصوير الإشعاعي كوسيلة للتشخيص المُبكّر للأمراض السرطانية، وحينها ابتكر أول جهاز «سكانر» في هذا المجال.

وقد نال زرهوني ثماني براءات اختراع عن مكتشفاته في التصوير الإشعاعي، ومُنح الميدالية الذهبية للعلوم في أميركا، كما أنه أول من استعمل الصور الإشعاعية، منذ عام 1978 لتشخيص مرض ترقق العظام، الذي يعتبر من أكثر الأمراض انتشاراً، ولا سيما بين النساء.