ضمن فعاليات شهر القراءة الوطني 2024، ناقش مجلس شما محمد للفكر والمعرفة كتاب «روح غنية أم عبد فقير» بحضور رئيسة المجلس الشيخة الدكتورة شما بنت محمد بن خالد آل نهيان والكاتبة رولا جردي مطر عبر «ندوة الكتاب».

وقالت الشيخة الدكتورة شما: «إن كتاب «روح غنية أم عبد فقير» رحلة استكشافية تتنقل بين أعماق الروحانيات وأسرار الوجود، مقدما مقالات تشع بالحكمة، وتدعو القارئ لإعادة التفكير بمفاهيم الحرية، الرضا، والارتقاء الروحي وغيرها».

وأضافت أن الكتاب يحمل من المفاهيم الروحية التي تتعلق بخروج الإنسان من حالة اللاوعي للإدراك والوعي، وهي النقطة الأولى بانطلاقة الإنسان للتحرر من رصيد متراكم من المفاهيم التي جعلت الإنسان يعيش في ظلمة النفس بعيدا عن شفافية الروح.

  • الكاتبة رولا جردي مطر

وأشارت إلى أنها تتفق مع طرح الكاتبة حول الأهمية الكبيرة للتوازن العاطفي والفكري بحياة الإنسان، لأن الإنسان المتوازن يعرف كيف يسامح دون أن ينسى الدروس المستفادة، ويخزن التجربة بالذاكرة، دون أن يترك المجال للنفس أن تخزن انطباعات سلبية تجاه الأشخاص؛ فالروح الحقيقية للتسامح تعكس القوة الداخلية للإنسان، والتي مردها الحقيقي للعقل والروح.

وعرضت الكاتبة رولا ملخصا لكتابها وقالت إنه «دعوة للعودة للذات وإلى حقيقتها المحبّة الخيّرة ودعوة للحب والنور والسلام والتوحّد والتسامح بدل الانقسام والتعصب والكره، ودعوة للصلة والاتصال بالخالق عبر صلاة اليقين وحسن الظن».

وقامت الكاتبة بالرد على التساؤلات التي طرحتها الشيخة شما خلال النقاش ومنها كيف يمكننا التحرر من سجن الذات وإيجاد التوازن بين الحاجات المادية والروحانية؟ وما هي الطرق التي يمكن من خلالها تطوير قدرتنا على البحث الداخلي بعيدا عن التأثيرات الخارجية؟ وكيف يمكن للتوازن العاطفي والفكري أن يؤدي لحياة أكثر إشباعا ورضا؟، وفي ظل تحديات الحياة المعاصرة، كيف يمكن للإنسان أن يحافظ على قوته الداخلية وصلته بالروحانيات؟ وما هي الآليات التي يمكن أن تساعدنا على تعزيز مبدأ المساواة وتقدير الروح الإنسانية بغض النظر عن الاختلافات الخارجية؟.

واختتمت الندوة بدعوة من الشيخة الدكتورة شما للتأمل وإعادة النظر بمفاهيم الحرية والتوازن الروحي والوصول لجوهر الحكمة والعمق بفهم الحياة والإنسانية، مستشهدة باقتباس من الكتاب «إذا أردت أن تعرف مدى رقي حضارة ابحث أولا عن مستوى الأخلاق فيها، وعن مدى ارتقاء الإنسان بعقله وروحه ونفسه وصفاته ليستطيع إدراك نور العلم والحكمة الحقيقية في الوجود».