غادة السبيعي مصممة أزياء ورائدة أعمال قطرية ومؤسسة علامة 1309Studios، الرائدة في مجال الأزياء العصرية. تتميز أعمالها بفلسفة جمالية تترك لمسات واضحة، وتتجسد عبر التصاميم ومشاريع التعاون الفريدة، التي تجمع بين الكلاسيكية المعاصرة مع عناصر من التراث القطري الأصيل. 

كُرمت غادة بجائزة المرأة العربية عن فئة المصممة الشابة لعام 2013، تقديراً لإنجازاتها وأفكارها العصرية، وتمكنت من حجز مكانة مرموقة في مشهد تصميم الأزياء القطري، بفضل عقليتها السبّاقة وسعيها نحو التميز. في هذا الحوار، تحدثنا غادة عن أفكارها ورؤيتها في الموضة، مبادراتها المتنوعة في مجال الأزياء ودعم المرأة والفنانين وتعاوناتها معهم، والاستدامة التي تشكل حجر الأساس في قيم علامتها التجارية، وتشكيلة أزيائها الرمضانية الربيعية بعنوان «رقصة الشمس».

  • العباية على مسرح الموضة العالمية

إلى ماذا يرمز الاسم التجاري (1309) وما الذي ألهمك لتأسيس علامتك التجارية 1309 Studios؟

13/09 هو عيد ميلاد والدتي التي بفضلها حصلت على حس الموضة والذوق. 1309علامة تجارية مخصصة لها لأنها مصدر إلهامي، فعندما كنت صغيرة، كنت أشاهد قصّاتها وخياطتها، ومنذ ذلك الحين تعلمت كل شيء عن الأقمشة والخياطة، لقد وجدت نفسي أستكشف أسلوبي الشخصي عندما كنت في سن المراهقة وبدأت في شراء الأقمشة لنفسي والطلب من الخياط ابتكار موديلات لم تكن متوافرة في الأسواق في قطر آنذاك.

ما رؤيتك لإحداث ثورة في مفهوم الموضة في قطر؟

الرؤية الرئيسية تمحورت حول تغيير الفهم العالمي للعبايات، واعترافاً بأهمية قطر المتزايدة في صناعة الأزياء، كان الهدف هو تحدي العالم ورفع مكانة العبايات إلى مستوى يحظى بالاحترام العالمي على غرار الكيمونو. كان الهدف هو رؤية العبايات تُلبس في جميع أنحاء العالم ليس فقط كملابس محتشمة ولكن أيضاً كتعبير عن الموضة، والتخلص من فكرة أنها «أقل» من أنماط الملابس الأخرى. عن طريق وضع العبايات على مسرح الموضة العالمية، تهدف 1309 Studios إلى المساهمة في السرد الأوسع للأزياء الشمولية والتنوع في صناعة الأزياء.

كيف يمكنك دمج عناصر التراث في تصاميم 1309Studios المعاصرة؟

إن غرس عناصر التراث في تصاميمنا المعاصرة ينطوي على نهج مدروس يركز على إثارة الروابط العاطفية مع ملابسنا. بدلاً من النظر فقط في مجموعات الألوان والتطريز، فإننا نعطي الأولوية للشعور العام الذي تثيره ملابسنا عند ارتدائها. هدفنا هو أن تشعر المرأة بالاسترخاء والأصالة أثناء ارتدائها قطعة 1309. ونؤمن بأن الراحة ضرورية للتعبير الشخصي، حيث إن عدم الراحة يمكن أن يمنع الذات الحقيقية من التألق. ولذلك، نقوم بدمج عناصر التراث بعناية في تصميماتنا بطريقة تعزز الراحة وتشجع الشعور بالسهولة والثقة.

ما الذي ألهمك إنشاء The Cutting Studio، وكيف يدعم هذا المشروع المواهب الإبداعية؟

عندما بدأت كمصممة، لم يكن لدي الإرشاد اللازم أو مكان يمكنني اللجوء إليه للحصول على التوجيه. لهذا السبب كان من المهم جداً بالنسبة لي أن أفتتح The Cutting Studio وأن أوظف خبراء قادرين على ذلك عبر تقديم العون للمصممين من الشرق الأوسط بشكل خاص، ومساعدتهم في بناء علامتهم التجارية لتصبح عالمية، وتظهر في أسابيع الموضة حول العالم. أردت لهم أن يكونوا واثقين مما يقدمونه والجودة التي يقدمونها. أريد أن أجعل الإنتاج شفافاً، وأن يبدأ الناس في رؤية ما يحدث خلف الكواليس، بالإضافة إلى تقدير عملية صنع الملابس. نحن نقدم أفضل جودة في The Cutting Studio بهدف صنع ملابس رائعة تدوم لفترة أطول كجزء من مساهمتنا في الاستدامة، كما أن ورش العمل لدينا شاملة ومفتوحة أمام أي شخص مهتم بغض النظر عن خلفيته، لأنني شخصياً لم أحصل على شهادة في الموضة وأريد من أي شخص مهتم بالموضة أن يأتي ويتعلم ويستكشف.

  • أهم التحديات

ما أبرز التحديات التي واجهتك كمصممة وسيدة أعمال وكيف تغلبت عليها؟

أحد أهم التحديات التي واجهتها كانت رحلة بناء علامتي التجارية دون أي توجيه أو إرشاد والبدء من الصفر الذي يعني التنقل بين جوانب مختلفة من الصناعة خطوة بخطوة، الأمر الذي كان شاقاً ومجزياً على حد سواء. ومع ذلك، مع اكتساب 1309 قوة جذب في المنطقة ونجاح تصميماتي، شعرت بالقوة والرغبة في التغلب على الصعوبات التي واجهتها والمساهمة في نمو مجتمع الموضة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، ليولد The Cutting Studio.

كيف يمكنك تحقيق التوازن بين الاتجاهات الموسمية ورؤية التصميم المميزة للعلامة التجارية؟

تحقيق هذا التوازن يتطلب تفكيراً مدروساً مترافقاً مع نهجنا الذي يعطي الأولوية لتفضيلات العملاء مع الحفاظ على هويتنا، فنحن نحرص باستمرار على التعامل مع عملائنا وفهم رغباتهم وتفضيلاتهم، مما يضمن توافق تصميماتنا مع احتياجاتهم إلى جانب الحفاظ على 1309 وجمالياتنا الأساسية، والابتكار من خلال تقديم تقنيات جديدة، والتطريز، والتنوعات المرحة والمطبوعات، وهذا يسمح لنا ببث النضارة والإبداع مع الحفاظ على وفائنا لروح 1309. بالإضافة إلى ذلك، نحن نواكب أحدث التطورات والاتجاهات الحالية ونحاول دمجها بسلاسة في تصميماتنا لضمان ملاءمتها وجاذبيتها وتحقيق التوازن بين التقاليد والابتكار، فإننا نحافظ على تراث علامتنا التجارية والتطور مع الزمن لتلبية المتطلبات الديناميكية لصناعة الأزياء.

ما الذي دفعك إلى التعاون مع فنانين عرب لتصميم مجموعة مطبوعات مميزة؟

كان الدافع وراء التعاون، هو الرغبة في التقاط جوهر الجمال الثقافي والتأمل. على سبيل المثال، تعاوننا الأخير مع الفنانة بيان دحدح في عباية «الجنة» مستوحى من الأجواء الهادئة للحدائق الإنجليزية والإسلامية. الخوض في التناقض بين تصاميم الحديقتين، وجدنا قصة مقنعة تتوافق مع رؤيتنا. بينما الحدائق الإنجليزية مخصصة للنزهات الترفيهية، والحدائق الإسلامية هي ملاذات للتأمل والهدوء. وبالتعمق في التناقض بين تصميمي الحديقتين، وجدنا قصة مقنعة تتوافق مع رؤيتنا. لقد صور تفسير بيان دحدح هذا التمييز بمهارة، وغرس في عباءتنا عناصر الهدوء والتناسق والجمال الطبيعي من خلال رسومها التوضيحية. من خلال هذا التعاون، لم نهدف فقط إلى تقديم تصميمات مبهجة من الناحية الجمالية، بل أيضاً إلى الاحتفال بالأهمية الثقافية ووجهات النظر الفريدة للفنانين العرب.

كيف تساهم هذه المطبوعات في هوية العلامة التجارية والقصة وراء كل مجموعة؟

تساهم المطبوعات من خلال تجسيد التطور والإلهام المستمد من عالم نساء 1309 مع تطور هؤلاء النساء وتغيرهن، ليصبحن مصدر إلهام لتصاميمنا المبتكرة. مطبوعاتنا، المليئة بالروحانية، والشعر والرسائل المطرزة على كل عباية تعكس عمقاً ومعنى للملابس. علاوة على ذلك، فإن التزامنا بالاستدامة يتجلى في اختيارنا للأقمشة وأساليب التصميم، مما يضمن أن كل قطعة تتماشى مع منتجاتنا وتحاكي قيم الوعي البيئي. من خلال هذا التكامل بين الإلهام والروحانية والاستدامة، فإن مطبوعاتنا لا تعزز هوية العلامة التجارية فحسب، بل تعمل أيضاً كوسيلة سرد قصصي، ونقل الرحلة والروح وراء كل مجموعة.

  • عبوات قابلة للتحلل

ما الذي ألهمك لإعطاء الأولوية للاستدامة في الممارسات التجارية لعلامتك؟

تعتبر 1309Studios مثالاً يحتذى به في المنطقة عندما يتعلق الأمر بالاستدامة في استخدام نسيج مستدام وطبيعي ونباتي، بالإضافة إلى عبوات قابلة للتحلل. نقوم بإعادة تدوير خردة القماش وتحويلها إلى أثاث. كما أننا نعتمد على المهارات البشرية مع تجنب استخدام الآلات قدر الإمكان، وكذلك تجنب الشراء بكميات كبيرة للمواد. وقد أدى هذا النهج الخالي من النفايات إلى تعزيز العلاقة مع عملائنا الأكثر ولاءً مع تقدير أخلاقياتهم وممارساتهم المستدامة، وبإمكان كل شركة ودار أزياء أن تطبق ذلك في ممارساتها اليومية، سواء كان ذلك باستخدام كمية أقل من الورق وصنع أنماط خالية من النفايات، أو عن طريق إعادة تدوير الخردة ومحاولة استخدام المواد المخزنة. أشعر أنه يمكن للمرء أن يبدأ بخطوات بسيطة، فصناعة الملابس المصممة جيداً أمر مستدام لأنه سيستمر لفترة أطول، الخياطة الجيدة هي شيء يمكن أن تقوم به بيوت الأزياء وينبغي التركيز عليه.

ما النصيحة التي تقدمينها للمصممين ورواد الأعمال الشباب الذين يتطلعون إلى تحقيق النجاح وأن يشكلوا علامة فارقة في صناعة الأزياء؟

أود أن أؤكد على أهمية الإبداع والتوازن، هذان العنصران لهما أهمية قصوى في ابتكار تصميمات مؤثرة وتأسيس علامة تجارية ناجحة، فمرحلة تصور المنتج وصولاً إلى تنفيذه النهائي تتطلب التفاني والعمل الجاد، فمن الضروري الحفاظ على التوازن بين الابتكار والتطبيق العملي. استثمار الوقت والجهد في عملية التصميم، نختار بدقة الأقمشة والمنسوجات التي تتوافق مع رؤيتنا وتعطي الحياة لتصاميمنا وهو أمر ممتع للغاية ويعد بمثابة تذكير بأن المثابرة تؤتي ثمارها.

هل هناك أي مشاريع أو مبادرات قادمة أنت متحمسة لها بشكل خاص؟

قدمت مؤخراً مجموعتنا الرمضانية، وسعادتي لا توصف فعملية صياغة هذه المجموعة آسرة حقاً، لأنها تنطوي على اهتمام دقيق بالتفاصيل وقدر كبير من الطاقة الإبداعية، نسعى جاهدين لجعل كل مجموعة رمضانية مميزة بشكل استثنائي. وما يحفزني أكثر هو فرصة التعامل مع هذه المجموعة بمنظورات جديدة، وتجريب أشكال وأنماط مختلفة لتصميمات لها صدى عميق لدى النساء اللاتي يسعين للتعبير عن أنفسهن من خلال الموضة في رمضان، وهو الوقت الذي ندفع فيه حدود الإبداع والابتكار، ونضمن بذلك أن تعكس كل قطعة روح الموسم وتقديم ما هو فريد وآسر لعملائنا.