مي المنصوري: عضوية «أبوظبي للشباب» شرف.. وسأبقى على العهد

الشغف كان المحرك الأول للدكتورة المهندسة مي المنصوري؛ لاختيار تخصص «الهندسة الميكانيكية» خلال دراستها الجامعية؛ وحتى حصولها على درجة الدكتوراه من جامعة القوات المسلحة بألمانيا، تخصص الهندسة الكهربائية (الطاقة الموجهة)، لتصبح أول متخصص إماراتي يساهم - بشكل كبير - في مجال أنظمة «الطاقة الموجهة»، وتقني

الشغف كان المحرك الأول للدكتورة المهندسة مي المنصوري؛ لاختيار تخصص «الهندسة الميكانيكية» خلال دراستها الجامعية؛ وحتى حصولها على درجة الدكتوراه من جامعة القوات المسلحة بألمانيا، تخصص الهندسة الكهربائية (الطاقة الموجهة)، لتصبح أول متخصص إماراتي يساهم - بشكل كبير - في مجال أنظمة «الطاقة الموجهة»، وتقنيات الكشف والحماية، مقدمة، وهي في الثامنة والعشرين من عمرها، نموذجاً ملهماً للمرأة الإماراتية، التي تدرك مكامن قوتها، وتوظفها للارتقاء بنفسها ووطنها.

تعمل مي المنصوري باحثاً رئيسياً في مركز بحوث الطاقة الموجهة، التابع لمعهد الابتكار التكنولوجي. علاوة على ذلك، هي عضو في مجلس أبوظبي للشباب، الذي تترأس - تحت مظلته - المشاريع الخاصة بالتكنولوجيا والطاقة والعلوم، بهدف تشجيع ودعم الشباب، وتوفير احتياجاتهم، والأدوات اللازمة لهم عند دخولهم مجال العلوم المتقدمة، حتى يتمكنوا من الإبداع والابتكار، تماشياً مع رؤية دولة الإمارات، التي تسعى إلى تنمية اقتصاد مبني على التكنولوجيا والمعرفة.. وكان لمجلة «زهرة الخليج» مع مي المنصوري الحوار التالي:

  • مي المنصوري

تخصصت في “الهندسة الميكانيكية”، فهل كان ذلك بدافع الشغف؟

جاء اختياري هذا التخصص بتحفيز من والدي، وكان كذلك بدافع شغفي بالعمل في مجال الطاقة وما يرتبط بها، أي كل ما يساهم في هذا القطاع الحيوي المهم. لذلك، درست الهندسة الميكانيكية بجامعة خليفة، وحصلت على درجة الماجستير، تخصص طيران الفضاء، إلى أن انضممت إلى معهد الابتكار التكنولوجي، التابع لمجلس أبحاث التكنولوجيا المتطورة عام 2020، والذي منحني الفرصة للمضي قدماً في مسيرتي العلمية، والحصول على درجة الدكتوراه من جامعة القوات المسلحة بألمانيا، تخصص الهندسة الكهربائية (الطاقة الموجهة)، وقد ركزت في أطروحتي للدكتوراه على موضوع «التطورات في الأنظمة الكهرومغناطيسية عالية الطاقة.. منظور ميكانيكي على المصادر والأنظمة وأساليب الكشف والحماية»، وتناولت فيه العديد من العمليات الهندسية والتصنيعية الحديثة، المستخدمة لتحسين الأنظمة الرئيسية، والأنظمة الفرعية، لتقنيات “الطاقة الموجهة”.

مكانة رائدة

اخترت «الطاقة الموجهة» موضوعاً لرسالة الدكتوراه، وأصبحت أول إماراتية تحقق هذا النجاح العلمي بهذا التخصص.. حدثينا عن ذلك!

كنت أرغب في دراسة «الطاقة الموجهة»؛ لأنها نادرة في المنطقة، ولأهميتها البالغة في الوقت ذاته، للاستفادة منها في التطبيقات العملية المتعددة، ولعل منها ضمان سلامة الأفراد والأصول، حيث تمتلك «الطاقة الموجهة» تكنولوجيا واعدة في الكثير من المجالات النامية الأخرى، مثل: أنظمة الاتصالات المتقدمة، وتطبيقات الفضاء، وكان هدفي ترسيخ مكانة الإمارات مركزاً رئيسياً للتكنولوجيا المتطورة، وجعلها رائدة في مجال «الطاقة الموجهة».

  • أول إماراتية تحقق هذا النجاح العلمي

أخبرينا عن إسهاماتك الثرية، خلال مسيرتك البحثية؛ للحصول على درجة الدكتوراه!

خلال تلك الفترة، قدمت أكثر من 25 ورقة بحثية، نشرت في مجلات ومؤتمرات عالمية، كما قدمت أبحاثاً مبتكرة في مجال توطين الأجهزة والأنظمة الكهرومغناطيسية العالية الطاقة، ومجال الراديوية؛ وسجلت منها 3 براءات اختراع، كما أصبحت أول امرأة من دولة الإمارات والمنطقة، تفوز بمنحة «موجغان دينشماند»، التي أطلقتها جمعية الهوائيات والانتشار، التابعة لمعهد مهندسي الكهرباء والإلكترونيات (IEEE) عام 2022. كما حصلت على جائزة العالِم الشاب من الاتحاد الدولي لعلوم الراديو عام 2020، لقاء مساهماتي في التحليل الإحصائي لمصادر الميكروويف العالية الطاقة، بالإضافة إلى حصولي على جائزة حمدان بن راشد آل مكتوم للأداء الأكاديمي المتميز عام 2011، انطلاقاً من طموحي الذي يعانقني، دوماً؛ لتنفيذ مشاريع يكون لها أثر طيب وفاعل في الدولة، والمنطقة، والعالم أجمع.

ماذا عن مسيرتك العملية؟

أعمل باحثاً رئيسياً في مركز بحوث الطاقة الموجهة، أحد المراكز البحثية العشرة المتخصصة في معهد الابتكار التكنولوجي، والذي يركز على البحوث التطبيقية والإمكانات التكنولوجية للعصر الجديد، حيث أقوم بإدارة فريقين من العلماء والمتخصصين في مجالات الأنظمة الاستشعارية، ومضخمات طاقة الترددات الراديوية، وكذلك قمت بقيادة التحليل الفيزيائي المتعدد لمشروع المسرع الكهرومغناطيسي، بالإضافة إلى العمل على الجوانب الميكانيكية للمشاريع الداخلية الأخرى. كما أنني عملت، سابقاً، باحثة في مركز أبحاث وابتكار الفضاء، وكان تركيزي منصباً على تصميم هياكل الفضاء مثل الهوائيات.

منصة مثالية

تم اختيارك ضمن الكفاءات المميزة لعضوية مجلس أبوظبي للشباب في دورته السادسة 2023-2025.. كيف ترين هذه التجربة؟

حظيت بشرف الانضمام إلى هذه المنصة المثالية؛ لتعزيز التواصل المباشر بين الشباب وصناع القرار، وهي أداة مبتكرة لاحتضان ابتكاراتهم، وتحفيزهم على الإسهام الفاعل في تحقيق تطلعات القيادة، والتوجهات والأهداف المستقبلية لدولتنا، ما يعكس إيمان حكومة أبوظبي بأهمية تشجيع الشباب، وتمكينهم من المشاركة الفاعلة في مختلف البرامج والفعاليات والأنشطة، خاصة التي تحظى باهتمامهم، وتصب في خدمة الوطن والمجتمع، إذ يعمل أعضاء وعضوات المجلس - منذ تأسيسه - على تقديم أفكار ووجهات نظر، تثري الحوارات القائمة، وما ينتج عنها من فرص مبتكرة. وفي هذا الإطار، أسندت إليَّ مهمة رئاسة المشاريع الخاصة بالتكنولوجيا والطاقة والعلوم، بهدف تشجيع ودعم الشباب، وتوفير احتياجاتهم، والأدوات اللازمة لهم عند دخولهم مجال العلوم المتقدمة، حتى يتمكنوا من الإبداع والابتكار.

  • مثلت دولة الإمارات في منتدى اليونسكو للشباب بدورته الـ13

مثلت دولة الإمارات في منتدى اليونسكو للشباب بدورته الـ13.. ماذا تعلمت من هذه المهمة الوطنية؟

 تم اختياري مندوباً للشباب الإماراتي في الدورة الـ13 لمنتدى اليونسكو للشباب، الذي عقد بمقر اليونسكو في باريس. لقد كان لي شرف تمثيل المنطقة العربية كعضو في المجموعة التوجيهية للمنتدى. وتمكنت، خلال هذه الفترة، من العمل على تقديم رؤى قيمة، وخبرات تعليمية ثرية. وقد قمت، أنا وزملائي المندوبون من جميع أنحاء العالم، بالتعبير بلا كلل عن هموم شبابنا، والتعاون على المستوى العالمي؛ لصياغة ورقة توصيات حول تأثير تغير المناخ في الشباب والمجتمع. وفي إنجاز متوج، قدمنا وثيقة توصيتنا العالمية النهائية أمام رئيس المؤتمر العام لليونسكو. لقد كانت تجربة مختلفة عن بيئتي الطبيعية بين الأبحاث والدراسات، لكنني استفدت منها كثيراً، وحاولت - قدر المستطاع - أن أعطي أفضل ما لديَّ؛ حتى أشرف دولتي الغالية، انطلاقاً من إيماني بأن الإماراتي يجب أن يتميز في كل مكان يوجد به. وقد أتاحت لي هذه التجربة توثيق حلقات الاتصال والتعاون مع اليونسكو، فتمت دعوتي إلى الكثير من الدورات والمحاضرات والمؤتمرات، لاستعراض جهود دولة الإمارات في دعم وتمكين المرأة بمجال العلوم المتقدمة.

كيف كانت ردود أفعال الحاضرين من مختلف الجنسيات، بعد الاطلاع على هذه الجهود؟

لقد أظهروا الكثير من الإعجاب بهذه التجربة الاستثنائية، لدولة تمكنت - على مدار 52 عاماً - من أن تصبح بين الدول الرائدة في تمكين المرأة بجميع المجالات والقطاعات، وتوفير أفضل بيئة تشريعية لتعزيز جودة حياة المرأة. ولكنهم كانوا أشدَّ استغراباً؛ عندما علموا أن نسبة المرأة الإماراتية بمجال العلوم والتكنولوجيا في بعض الهيئات التعليمية والمهنية قد تكون أكبر من نسبة الرجل، وهذا ما نتميز به، ففي دول كثيرة تكون نسبة وجود المرأة بهذا المجال محدودة. وقد كانت دهشتهم أكبر، عندما أخبرتهم بأن الأمر لا يقتصر على تمكين المرأة وتشجيعها على دخول هذا المجال، بل ارتقى إلى بلوغ ثقة القيادة الرشيدة لتمكين المرأة بالمناصب القيادية، والدليل على ذلك وجود معالي سارة بنت يوسف الأميري، وزيرة دولة للتعليم العام والتكنولوجيا المتقدمة، إذ تقود معاليها هذا الملف المهم، بفضل خبرتها وتفانيها في العمل.

ما الطموحات، التي تعانقك مستقبلاً؟

 لم أضيع، أبداً، فرصة التعلم والتطور، بغض النظر عن مدى تعقيد وتحدي المشاريع التي طلبت المشاركة فيها، ومنحتني المشاركة اكتساب الخبرات اللازمة، لأتمكن من تحقيق طموحي بأن أمثل الشاب الإماراتي في مجال الطاقة الموجهة على مستوى العالم، وأنشر ثقافة دور المرأة في هذا المجال الحيوي، بحيث تكون هي المفكرة والمستشارة والمساهمة الأولى في القرارات المهمة. كما أسعى إلى تقديم الدعم إلى الطلاب والمجتمع؛ للالتحاق بالتخصصات العلمية والهندسية المتقدمة، والإبحار في عالم الابتكارات، التي تعد أهم السبل لنهضة الدولة، وأحد أهم الموارد الاقتصادية.