تحتفي منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو)، في الثالث والعشرين من شهر أبريل سنوياً، بـ«اليوم العالمي للكتاب»، بهدف إبراز مكانة مؤلفي الكتب، وأهمية الكتاب عالمياً، ولفت النظر إلى جهودهم المثمرة، في إعلاء ثقافة الفرد، حيث تختار أيضاً مدينة حول العالم، لتكون عاصمة سنوية للكتاب، لتشجيع الناس عموماً، والشباب على وجه الخصوص، على اكتشاف متعة القراءة، واحترام الإسهامات الفريدة التي قدمها الأدباء عبر العصور من أجل نشر الثقافة بين الشعوب.

وتتعهد عاصمة الكتاب المختارة كل عام بالترويج للكتب، والتشجيع على القراءة في مختلف الفئات العمرية والسكانية داخل الدولة وخارجها، كما تتعهد باستحداث برنامج للأنشطة الثقافية في ذلك العام.

واختارت «اليونسكو» العاصمة الغانية أكرا، عاصمة عالمية للكتاب لعام 2024، لتكون المدينة رقم 23، التي تحمل هذا اللقب، منذ إقرار اختيار عواصم الكتب في عام 2001.

ويعود اختيار مدينة أكرا إلى الجهد الكبير الذي تبذله؛ لضمان منفعة الشباب، وإطلاق العنان لإمكاناتهم كي يساهموا في الارتقاء بثقافة غانا، وبهذا الصدد تقترح مدينة أكرا برنامجاً ثقافياً، يهدف إلى توظيف القوة التي تحتضنها الكتب بين ثناياها؛ لإثارة اهتمام الشباب، وتحفيزهم على الثقافة والقيام بدورهم الفعال في المجتمع.

أبوظبي منارة أدبية وثقافية:

إماراتياً، ينظر إلى العاصمة الإماراتية أبوظبي على أنها إحدى أهم المدن العربية المهتمة بالأدب والثقافة، إلى جانب إمارة الشارقة، حيث يعد «معرض أبوظبي الدولي للكتاب»، الذي تنطلق دورته الثالثة والثلاثون بعد أيام في موعده السنوي الدائم في شهر أبريل، و«معرض الشارقة الدولي للكتاب» الذي يقام في موعده السنوي خلال شهر نوفمبر، على أنهما من أبرز روافد دعم الثقافة العربية ومؤلفيها والعاملين بها.

ولا يخفى على أحد أن دولة الإمارات العربية المتحدة تقود جهود تأسيس جيل عربي قارئ متسلح بالمعرفة، عبر إطلاق مبادرات عملية مبتكرة تسهم في تحويل المطالعة إلى سلوك يومي لدى جيل النشء، والدفع به ليكون في صلب عملية الإنتاج والإبداع المعرفي العالمي.

وتراهن الإمارات على القراءة، لاستئناف حضارة الأمة العربية، حيث تقود منذ نحو عقد من الزمن جهوداً حثيثة نحو تأسيس جيل عربي قارئ متسلح بالمعرفة، وذلك عبر طرح العديد من المبادرات القرائية والثقافية التي تجاوزت بأهدافها وتأثيراتها الإطار الوطني إلى الإطار العربي والإسلامي.

«تحدي القراءة العربي»:

تعد مبادرة «تحدي القراءة العربي»، التي أطلقها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، عام 2015، أكبر مشروع معرفي عربي، لتشجيع القراءة لدى الطلاب في العالم العربي.

وتتمحور رسالة «تحدي القراءة العربي» حول إحداث نهضة بين الطلبة في مدارس الوطن العربي، وأبناء الجاليات العربية في الدول الأجنبية، إذ يسعى «التحدي» إلى تنمية الوعي العام بواقع القراءة، وضرورة الارتقاء به للوصول إلى موقع متقدم عالمياً.

«شهر القراءة»:

ويعتبر النهوض بواقع القراءة من الأولويات الوطنية في دولة الإمارات، حيث يمثل «شهر القراءة»، الذي يقام سنوياً في شهر مارس، مناسبة وطنية تسهم في بناء مجتمع قارئ متسلح بالعلم والمعرفة، وقادر على قيادة مسيرة التنمية في الدولة، بحسب ما جاء في تقرير لوكالة الأنباء الإماراتية (وام).

كما تنظر الإمارات إلى الترجمة كعامل رئيسي ومؤثر في التشجيع على القراءة، ومن هذا المنطلق أخذت على عاتقها مهمة إثراء المكتبة العربية بأفضل ما قدّمه الفكر العالمي من أعمال، عبر ترجمتها إلى العربية، إضافة إلى إبراز الوجه الحضاري للأمة، عبر ترجمة أبرز الإبداعات العربية إلى لغات العالم. وتقود الإمارات أكبر حركة ترجمة علمية على المستوى العربي، للنهوض بالعمل الثقافي العربي، وانفتاحه على ثقافات العالم، ومعارفه المختلفة.

مبادرة «كلمة»:

كما تتولى مبادرة «كلمة»، منذ عام 2007، مهمة إحياء حركة الترجمة في العالم العربي، ودعم الحراك الثقافي الفاعل، الذي تشهده أبوظبي، للمساهمة بدورها في خارطةِ المشهدِ الثقافي الإقليمي والدولي، من أجل تأسيس نهضة علمية ثقافية عربية تشمل مختلف فروع المعرفة البشرية، وقد ترجمت «كلمة» آلاف الكتب من أهم المؤلفات العالمية الكلاسيكية والحديثة والمعاصرة، من مختلف دول العالم، إلى اللغة العربية.