جَلَسَتْ سَلَامِي فِي الصَّبَاحِ أَمَامِي

فَرَأَيْتُ فِي العَيْنَيْنِ طَيْرَ حَمَامِ

حَلَّ الذُّهُولُ عَلَيَّ مِنْ نَظرَاتِهَا

وَبِصَمْتِهَا هَجَرَ الفُؤَادَ سَلَامِي

مَاذَا جَرَى؟.. قُولِي سَلَامَةُ وَاشْرَحِي

لاَ تَتْرُكِينِي فِي جَحِيمِ ظَلَامِي

قَالَتْ: أَبِي.. التِّلْفَازُ هَذَا مُزْعِجٌ

وَأَكَادُ أَفْقِدُ إذْ أَرَاهُ زِمَامِي

أَخْبَارُهُ قَتْلٌ وَذَبْحٌ دَائِماً

وَيَقُضُّ صَوْتُ الأَبْرِيَاءِ مَنَامِي

قُلْتُ: اتْرُكِي التِّلْفَازَ هَذَا يَا ابْنَتِي

لاَ تَلْجَئي لِوَسَائِلِ الإِعْلاَمِ

أَخْبَارُنَا لَيْسَتْ تَرُوقُ لِوَاحِدٍ

وَغَنِيَّةٌ بِالمَوْتِ وَالآلاَمِ

لاَ تَنْظُرِي أَوْ تَسْمَعِي أَخْبَارَنَا

فَهْيَ البَلاَءُ وَلَعْنَةُ الآثَامِ

قَالَتْ: أَبِي.. أَحْتَاجُ أَخْبَارَ الحِمَى

كَالاحْتِيَاجِ لِمَشْرَبِي وَطَعَامِي

فَإِذَا عَرَفْتُ؛ فَإِنَّ مَعْرِفَتِي غَدَتْ

لِي كَاشِفاً لِمَوَاقِعِ الأَقْدَامِ

قُلْتُ: الّذِي تَشْكِينَ مِنْهُ ضَرُورَةٌ

لِبِنَاءِ مَوْطِنِ شَعْبِنَا المِقْدَامِ

قَالَتْ: حَبِيبِي يَا أَبِي.. يَا قُدْوَتِي

فِي دَرْبِ فِعْلٍ مُسْتَمِرٍّ سَامِي