الثور لا يحب العَجَلة؛ لا لأنه كسول، بل لأنه يحسب خطواته بدقة؛ فيمشي على إيقاعه الخاص، ولا يلهث خلف أحد، ولا يسمح لأحد بأن يدفعه إلى فعل ما لا يريده؛ وقد يبدو بطيئاً، لكنه يعرف تماماً إلى أين هو ذاهب. فهذا البرج رمز الثبات، والراحة، وحب ما هو جميل وملموس، فهو يحب أن يشعر بالأشياء.. بطعم القهوة، وبملمس القماش، وبصوت الموسيقى. الثور واقعي، لكنه ليس جامداً، ففيه شغف ناعم لا يظهر بسهولة، ولا يتكلم كثيراً عن مشاعره، لكنه يحب بعمق، ويصبر كثيراً، ولا يستعجل شيئاً، حتى في الحب. إنه ينتظر، وإن تأخرت؛ سيظل ينتظر.

لا يحب هذا البرج الضجيج، ولا يقفز من فكرة إلى أخرى، فهو يفضل المسارات الواضحة، والخطط المدروسة، والقرارات التي تُبنى على أساس متين. وروتين الحياة لا يزعجه، بل يمنحه الإحساس بالسيطرة، وقدرته على الالتزام تجعله شخصاً يُعتمد عليه في العمل، والبيت، وغيرهما.

الصداقات بالنسبة للثور ليست كثيرة، لكنها قوية، وهو لا يمنح ولاء بسرعة، لكنه حينما يفعل ذلك، يصبح صديقاً لا يُستغنى عنه. إنه يحب التفاصيل الصغيرة في العلاقة، ويلاحظ، ويتذكر، ويقدّر!

  • أبراج.. «الثور».. صديق لا يخذلك أبداً

الثور يعشق الألوان، التي ترتبط بالأرض، كالأخضر، والبني، وكل ما يبعث على الطمأنينة؛ فهذه الألوان تشبهه؛ لأنها صلبة، وهادئة، ومتّزنة. كما أنه يبحث عن الراحة في محيطه، ويختار بيئته بعناية؛ لأن الاستقرار عنده ليس ترفاً، بل ضرورة.

أما طفل هذا البرج، فهو هادئ، لكنه عنيد يرفض التغيير المفاجئ، ويحتاج وقتاً ليتأقلم، لكنه مخلص جداً، ويجذب الأصدقاء بطبيعته الصادقة، والبسيطة.

لكن مع كل هذا الثبات، يملك الثور رأساً صلباً؛ فعناده قد يتحول إلى تصلّب في الموقف؛ حتى لو كان الخطأ واضحاً. وقد يميل، أحياناً، إلى حب التملك، سواء في العلاقات أو الأشياء. كما يصعب عليه أن يتقبل الخسارة أو التغيير، وإذا تعرّض للنقد، فقد يأخذه بشكل شخصي ويتحفظ، وأحياناً يغلق على نفسه بدل أن يواجه. كذلك، يمكن أن يكون مادياً أكثر من اللازم. هو ليس طمّاعاً، لكنه يربط الأمان بالمال والاستقرار المادي، وهذا قد يجعله حذرًا بشكل زائد، أو مهووساً بالادخار أحياناً.

الثور لا يحب الاستعراض، لكنه أنيق، ولا يسعى إلى لفت النظر، لكن حضوره لا يمر مرور الكرام. فمن يتعرف عليه جيداً، يدرك أن خلف الهدوء صلابة، وخلف الواقعية قلباً دافئاً. فإذا كان لك صديق من هذا البرج، فأنت محظوظ. لا لأنه مثالي، بل لأنه وفيّ، وثابت، ويظهر وقت الحاجة.. دون طلب!