أمينة الدبوس: الإبداع وسيلتنا لبناء مجتمع مبتكر

تتمتع سعادة أمينة إبراهيم الدبوس بخبرة واسعة بمجال الطفولة؛ أهلتها لتولي منصب المدير التنفيذي لجائزة لطيفة بنت محمد لإبداعات الطفولة، التي تُعد إحدى المبادرات الوطنية الرائدة في دعم ورعاية الطفولة بدولة الإمارات، حيث عملت سعادتها على تحقيق أهداف «الجائزة»، منذ انطلاقتها عام 1998. وتحت قيادة أمينة إب

تتمتع سعادة أمينة إبراهيم الدبوس بخبرة واسعة بمجال الطفولة؛ أهلتها لتولي منصب المدير التنفيذي لجائزة لطيفة بنت محمد لإبداعات الطفولة، التي تُعد إحدى المبادرات الوطنية الرائدة في دعم ورعاية الطفولة بدولة الإمارات، حيث عملت سعادتها على تحقيق أهداف «الجائزة»، منذ انطلاقتها عام 1998. وتحت قيادة أمينة إبراهيم الدبوس، نجحت «الجائزة» في تعزيز مكانة الطفولة الإماراتية محلياً ودولياً.. في حوارها هذا مع «زهرة الخليج»، نستكشف رؤيتها وتجاربها في فتح آفاق جديدة؛ لاكتشاف ورعاية الموهوبين، وتعزيز الإبداع، ودعم الأطفال في المجالات كافة:

حدثينا عن «جائزة لطيفة بنت محمد لإبداعات الطفولة».. النشأة، والرؤية!

انطلقت «الجائزة» عام 1998، بمقر جمعية النهضة النسائية في دبي، برعاية حرم صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، سمو الشيخة هند بنت مكتوم بن جمعة آل مكتوم، وقد جاءت تكريماً لجهود سمو الشيخة لطيفة بنت محمد بن راشد آل مكتوم، بعد حصول سموها على لقب «سفيرة أطفال العالم»، بملتقى أطفال العالم في باريس 1998. كانت رؤية «الجائزة» واضحة، منذ البداية، وهي توفير منصة وطنية، تُعنى بتشجيع الإبداع لدى الأطفال، وتعزيز مشاركتهم الفاعلة في المجتمع، عبر 17 مجالاً متنوعاً، منها: القرآن الكريم، والشعر، والقصة القصيرة، والإبداع العلمي والبرمجي، والفنون بأنواعها.

دافع.. والتزام 

ما التجارب الشخصية، التي أثرت في مسيرتك المهنية، وكيف ساهمت في تحقيق أهداف «الجائزة»؟

لقد تأثرت، بشكل عميق، بتوجيهات القيادة الرشيدة، والبيئة التي نشأت فيها، والتي تقدر التعليم والإبداع. كما أن دعم سمو الشيخة هند بنت مكتوم بن جمعة آل مكتوم، ودعم سمو الشيخة لطيفة بنت محمد بن راشد آل مكتوم، كانا دافعين لي؛ للعمل على تعزيز أهداف «الجائزة». كما أن كل تجربة مرت بي - في الملتقيات العالمية، أو ورش العمل - ساهمت في تشكيل رؤيتي وتوجهاتي، ما يعزز التزامي بدعم الطفولة.

  • أمينة الدبوس: الإبداع وسيلتنا لبناء مجتمع مبتكر

هل هناك تعاون مؤسسي، يدعم أهداف «الجائزة»؟

بالتأكيد؛ فقد حرصنا على فتح قنوات للتعاون مع المدارس والأندية والمؤسسات المعنية بالطفولة، من خلال مجلس المنسقين للجائزة، كما أسسنا مجلس «أمهات مبدعين» لدعم أولياء الأمور، و«مجلس الشباب للقيادة والابتكار»؛ لتمكين الطلبة أنفسهم. هذه المجالس أصبحت أذرعاً فعالة، تدفع باتجاه تحقيق رؤية «الجائزة» وتنميتها؛ لرعاية إبداعات الطفولة.

كيف تعكس «الجائزة» احتياجات الأطفال من أصحاب الهمم، وما المبادرات التي أطلقتموها لدعمهم؟

منذ انطلاقتها، وضعت «الجائزة» احتياجات أصحاب الهمم ضمن أولوياتها، وفتحت المجال لمشاركتهم، بالفئات العمرية من 8 إلى 25 عاماً، كما خصصت تكريماً للمؤسسات التي ترعاهم. كما نعمل على دمجهم من خلال مسابقات مخصصة، وتحويل إبداعاتهم إلى طوابع بريدية، فضلاً عن إشراكهم في المجالس القيادية. فنحن ندرك أن لكل طفل حق التألق، بصرف النظر عن التحديات التي يواجهها.

ما الدور، الذي تلعبه «الجائزة» في ترسيخ القيم الاجتماعية، والإبداعية؟

تساهم «الجائزة»، بشكل فعال، في غرس القيم الاجتماعية والتعاون والاحترام والتسامح، وبناء مجتمع يزخر بالأفكار المبتكرة، والقدرات الفريدة، التي تساهم في مواجهة تحديات المستقبل، من خلال برامجها ومبادراتها، التي تشجع على التعاون والاحترام بين الأطفال. إن الإبداع وسيلتنا الرئيسية؛ لبناء مجتمع متماسك، وقادر على الابتكار. وتتضمن مبادرات «الجائزة» لعام 2025 مواضيع، مثل: «سؤال وحوار، وآثار بلادي، ورواق لطيفة بنت محمد الثقافي لإبداعات الطفولة، والمتحف الإلكتروني لجائزة لطيفة بنت محمد بن راشد آل مكتوم لإبداعات الطفولة، والتطوع.. سمو وعطاء، وهمم فوق القمم»؛ وهذه المبادرات كافة تسير على نهج القيادة في ترسيخ 2025 عاماً للمجتمع.

تبادل خبرات

ما أهمية التعاون الدولي في تعزيز أهداف «الجائزة»؟

يمثل التعاون الدولي عنصراً أساسياً في نجاح «الجائزة»، حيث يتيح لنا تبادل الخبرات والتجارب مع مؤسسات عالمية. هذا التعاون يعزز مكانتنا على الساحة العالمية، ويفتح آفاقاً جديدة لدعم الطفولة؛ ما يساهم في تحقيق الإبداع ببيئات مختلفة. وقد عقدنا مؤتمرات دولية؛ لمناقشة قضايا الطفولة محلياً وخليجياً وعالمياً، كما خصصت «الجائزة» مسابقات لدول مجلس التعاون الخليجي منذ 2004؛ فالطفولة مسؤولية مشتركة، تتطلب جهوداً متكاملة من المعنيين جميعهم.

حدثينا عن أبرز إنجازات «الجائزة»، خلال الأعوام الماضية!

حققنا العديد من الإنجازات، منها: دعم آلاف الأطفال المبدعين في الإمارات ودول مجلس التعاون الخليجي، وأطلقنا مبادرات تهدف إلى تطوير مواهب الأطفال بمجالات عدة، مثل: الفنون، والتكنولوجيا، وشاركنا في فعاليات عالمية؛ لتعزيز مكانة الإبداع الإماراتي دولياً. كما أنشأنا متحفاً إلكترونياً لجائزة لطيفة بنت محمد بن راشد آل مكتوم لإبداعات الطفولة؛ ما يتيح لجميع أطفال العالم المشاركة في فعالياته ومعارضه، والاطلاع على الأعمال الفائزة. كذلك، أصدرنا سلسلة قصصية للأعمال الفائزة في القصة القصيرة، إلى جانب طوابع بريدية من أعمال الفائزين. إن كل إنجاز يعكس التزامنا بتحقيق الأهداف، التي وضعتها «الجائزة» منذ البداية.

على مدى 27 عاماً.. ما المشاعر التي تنتابك؛ عند النظر إلى مسيرة «الجائزة»؟

عندما أنظر إلى مسيرة «الجائزة»، التي تحمل شعار «الطفولة مسؤولية مشتركة»، أشعر بالفخر والاعتزاز بما حققته من إنجازات وفق المنهج المجتمعي، وقد جاءت كلها نتيجة للتعاون بين القيادة والأسرة والمؤسسات التعليمية و«الجائزة»، والمتطوعين الذين لعبوا دوراً مميزاً في تحفيز الإبداع، ودفع عجلة الأداء. كما أشعر بالامتنان للفرق، التي عملت بجد؛ لتعزيز أهداف «الجائزة»، ولكل من ساهم في مسيرة نجاحها؛ فكل إنجاز تحقق خطوة نحو بناء مستقبل أفضل للأطفال. كما أشعر بمزيد من السعادة؛ عندما أرى الأطفال يحققون أحلامهم، بفضل الدعم الذي تلقيناه من المجتمع. كذلك، أقدر كثيراً ما وصل إليه مجتمعنا من وعي وتفاعل مع توجهات القيادة، وسياساتها، التي تهدف إلى الارتقاء بالمجتمع.

هل هناك توجه؛ لتوسيع نطاق «الجائزة»، مستقبلاً؟

بالتأكيد؛ فلدينا خطة لتوسيع مجالات «الجائزة»؛ لتشمل: الابتكار والتكنولوجيا، مع التركيز على الفئات العمرية الأصغر (5-7 سنوات)؛ بهدف تحفيز الإبداع منذ سن مبكرة. كما أننا نسعى إلى إطلاق مسابقات عالمية، تعكس طموح «الجائزة» بالوصول إلى جميع أطفال العالم.