انطلقت رحلة نورة المازمي، لاعبة فريق كرة الطاولة في نادي الشارقة الرياضي للمرأة، من خلال الألعاب الذهنية، ثم انتقلت إلى ميدان الرياضات البدنية؛ لتسطع موهبتها في رياضة كرة الطاولة، محققةً إنجازات مشرفة محلياً ودولياً، بعدما جمعت بين المهارات العقلية والبدنية في لعبة مليئة بالتحديات. في حوارها مع «زهرة الخليج»، نستكشف مسيرتها الرياضية، ورؤيتها لمستقبل الرياضة في الإمارات، وأهدافها الشخصية التي تسعى إلى تحقيقها.. تالياً نص الحوار:

كيف بدأت رحلتكِ في عالم كرة الطاولة؟

عائلتي كانت، دائماً، تحفزني على استثمار وقتي في أنشطة مفيدة، وكنت أشارك في المخيمات الصيفية خلال الإجازات. بدأت أولاً في فريق الشطرنج بنادي الشارقة، ثم جربت التنس في دروس خاصة. وخلال أحد تدريبات التنس، تابعتني مدربة كرة الطاولة، ورأت أنني موهوبة فيها. من هنا بدأت مشاركتي في تدريبات كرة الطاولة بنادي الشارقة الرياضي للمرأة، وشعرت بأنني وجدت شغفي الحقيقي؛ لأنها تجمع بين التركيز والسرعة.

سرعة.. ودقة

ما أبرز التحديات، التي واجهتكِ عند التحول من الشطرنج إلى كرة الطاولة؟

أكبر تحدٍّ كان الجانب البدني؛ فالشطرنج يتطلب الجلوس الطويل، بينما كرة الطاولة تعتمد على الحركة السريعة. لذلك، بدأت أركز على تحسين لياقتي، والتحمل البدني، تدريجياً؛ حتى تمكنت من مواكبة متطلبات اللعبة.

كيف استفدت من خبرتكِ بالشطرنج في كرة الطاولة؟

الشطرنج علمتني التفكير المسبق، والتحليل العميق، وهذان الأمران ساعداني أثناء ممارسة كرة الطاولة في التمكن من قراءة تحركات الخصم، وتوقع خطواته. كما أنني تعلمت كيفية الحفاظ على هدوئي تحت الضغط، وهو أمر حيوي في الرياضات، التي تتطلب ردود فعل سريعة، واتخاذ قرارات حاسمة.

  • نورة المازمي: «كرة الطاولة» منحتني الالتزام والصبر والتحمل

ما الأساليب التي تتبعينها؛ لتحسين أدائكِ؟

أركز، كثيراً، على التدريب الفني، وأقوم بمراجعة مبارياتي السابقة؛ لأحلل أخطائي. أيضاً، أتابع اللاعبات المحترفات؛ لأتعلم منهن تقنياتٍ وحركات جديدة. بجانب ذلك، أعمل على تحسين لياقتي البدنية، وأركز على الجانب الذهني؛ لأن التركيز عنصر أساسي في تحقيق النجاح خلال المباريات.

ما اللحظة الأكثر فخراً في مسيرتكِ الرياضية؟

كل لحظة أمثل فيها دولة الإمارات بالمحافل الدولية تمثل فخراً لي. عندما حققت أول ميدالية لي في إحدى البطولات الكبرى، كانت لحظة مليئة بالسعادة والفخر، كذلك عندما أتمكن من الفوز في مباراة صعبة بعد جهد طويل، فهذا النوع من الانتصارات له طعم خاص.

طاقة.. وحماسة

كيف توازنين بين حياتكِ الشخصية، والتزاماتكِ كرياضية محترفة؟

التنظيم هو الحل.. إنني أضع جدولاً دقيقاً، يجمع بين التمارين اليومية، وأوقات العائلة، والدراسة (أنا حالياً في مرحلة الماجستير)، إضافة إلى العمل. كما أنني أحرص على تخصيص وقت للراحة؛ لأتمكن من الاستمرار بالحماسة والطاقة نفسيهما.

ماذا عن مساهمتك في تعزيز العمل الجماعي داخل الفريق؟

إن الدعم والتشجيع بين اللاعبات مهمان جداً، حتى في الرياضات الفردية؛ فالروح الجماعية، والدعم المتبادل داخل الفريق، يعززان الروح الإيجابية؛ لذلك أحرص، دائماً، على تحفيز زميلاتي، وتشجيعهن، وأعتقد أن هذا ينعكس إيجاباً على الأداء الفردي والجماعي. كما أنني أستمتع بتدريب اللاعبات الناشئات، ومساعدتهن في تنمية مهاراتهن، فتدريب الأجيال الجديدة يساعد في بناء مجتمع رياضي قوي، ويشجع على التقدم والتطور رياضياً.

ما التقنيات أو الاستراتيجيات، التي تفضلين استخدامها خلال مبارياتك؟

أحب أن أغير أسلوبي حسب الخصم، وأركز على الإرسالات الذكية، وأحرص، كذلك، على الضغط على نقاط ضعف الخصم. إضافة إلى ذلك، أتابع تحركاتي باستمرار، وأظل نشطة طوال المباراة؛ حتى لا أترك مجالاً للخصم للسيطرة عليَّ.

كيف كانت تجربتكِ في المشاركات الدولية؟

 المنافسات الدولية مليئة بالتحديات، لكنها أيضاً فرصة كبيرة للتعلم. لقد تعلمت أساليب جديدة من لاعبات من دول مختلفة، كما اكتسبت خبرة كبيرة في التعامل مع الضغط، والتحضير الذهني قبل المباريات الكبيرة.

هل لديكِ هوايات تؤثر إيجاباً في أدائكِ الرياضي؟

 أحب التصوير، وهو ليس هواية فقط، بل جزء من عملي؛ لأنني أتعامل مع وسائل التواصل الاجتماعي. إن التصوير يعزز التركيز على التفاصيل الدقيقة في الحياة، والمباريات. هذا الأمر يساعدني في تحليل أدائي بدقة أكبر، كما أنه يعطيني الفرصة للاسترخاء، ويعزز التوازن في الحياة.. مهنياً، ورياضياً.

كيف تعزز الرياضة القيم الإيجابية بالمجتمع، خاصةً بين الشباب؟

الرياضة تعلم الالتزام، والصبر، والتحمل، كما أنها تساهم في تعزيز القيم الإيجابية بين الشباب، وتُبعدهم عن العادات السلبية. كما أنها تضع أمامهم أهدافاً واضحة، وتعزز روح الفريق والتعاون؛ ما يجعلها أداة فعالة للتنمية الشخصية.

ما أهدافكِ المستقبلية في كرة الطاولة.. محلياً ودولياً؟

أطمح إلى تحقيق المزيد من الميداليات الدولية، وتمثيل بلادي في البطولات العالمية، وأن أصبح - كذلك - من أفضل اللاعبات في هذه الرياضة، وقدوة للفتيات الشابات، اللاتي يرغبن في دخول عالم الرياضة.

نصيحة توجهينها إلى الفتيات الراغبات في احتراف كرة الطاولة.. ما هي؟

أقول لهن: لا تخفن من التحديات، فالبداية قد تكون صعبة، لكن بالمثابرة والالتزام، سيتحقق النجاح. واستمتعن بالتدريب، وامنحن اللعبة وقتاً وجهداً؛ لحصد الإنجازات.