عبير البلوشي: الطموح لا حدود له و«الأولمبياد» هدفي القادم
وضعت عبير البلوشي، لاعبة منتخب الإمارات لألعاب القوى، بصمتها في ساحات المنافسة المحلية والدولية، محققة إنجازات مشرّفة، بفضل موهبتها واجتهادها، منذ اتخاذها قرار الانضمام إلى ألعاب القوى عام 2016. وقد خاضت البلوشي العديد من التحديات؛ لتصل إلى ما هي عليه اليوم، حيث أصبحت قصتها واحدة من قصص النجاح الملهمة، التي تلهم الأجيال الجديدة في عالم الرياضة.. في هذا الحوار مع «زهرة الخليج»، تحدثنا اللاعبة الإماراتية عن رحلتها في سباقات الجري والوثب، وتشاركنا تطلعاتها، التي تسعى إلى تحقيقها في «أم الألعاب».
بدأتِ مشواركِ في «ألعاب القوى»، فلماذا اخترتِ «الجري»؟
بدأت رحلتي في «ألعاب القوى» عام 2016، إذ كنت منذ طفولتي شغوفة بالرياضة، ومؤمنة بأنني قادرة على التميز في هذا المجال. انطلقت من نادي الشارقة الرياضي للمرأة، حيث بدأت بسباقات الجري لمسافات 100، و200 متر. لكن بمرور الوقت، اكتشفت أن قدراتي تمتد إلى مجالات أخرى داخل ألعاب القوى. فقد وجدت شغفي الحقيقي في الوثب، فبدأت أركز على «الوثب الطويل، والوثب الثلاثي، والوثب العالي». كان هذا التحول نقطة فارقة في مسيرتي، حيث وجدت نفسي أكثر تميزًا في هذه الألعاب، ما دفعني إلى تطوير مهاراتي، والاستمرار في تحقيق الإنجازات.
تركيز.. وانضباط
كيف كانت تجربتكِ الأولى كعداءة؟
تجربتي كعداءة كانت مليئة بالحماسة والتحديات في الوقت ذاته. فالمنافسة لم تكن سهلة، سواء على مستوى النادي أو المنتخب الوطني، وكان عليَّ أن أرفع مستوى تركيزي وانضباطي. وقد أدركت - منذ البداية - أن النجاح في هذا المجال يتطلب بذل جهد مضاعف، والالتزام بنظام تدريبي صارم؛ لذلك لم أسمح لأي عقبة بأن تعيق تقدمي نحو تحقيق طموحاتي.
-
عبير البلوشي: الطموح لا حدود له و«الأولمبياد» هدفي القادم
هل كانت لديكِ قدوة رياضية، أثرت في مسيرتكِ؟
نعم، تأثرت كثيرًا بالعداء الأسطوري يوسين بولت، فهو نموذج يُحتذى في عالم سباقات السرعة. أما في مجال الوثب الطويل، فأستلهم طموحي من البطلة الأميركية تارا ديفيز، التي حققت إنجازًا مذهلًا بوصولها إلى مسافة 7.10 أمتار. وأحلم بأن أحقق أرقامًا مماثلة لأرقامها، وأسعى إلى الوصول إلى أعلى المستويات في هذا المجال.
كيف تتجهزين للمنافسات، وما التدريبات التي تواظبين عليها؟
نظامي التدريبي مكثف؛ فيشمل: التدريب اليومي، وتمارين السرعة، وتدريبات الوثب، بالإضافة إلى التمارين داخل الصالة الرياضية؛ لتعزيز القوة، واللياقة البدنية. هذا النظام أساسي لتطوير مهاراتي، وتحقيق أفضل أداء في المنافسات. وقبل أي منافسة، أضع كل تركيزي على هدف واحد فقط، هو «تحقيق الإنجاز».
ما اللحظة الأكثر فخراً لكِ، خلال مسيرتكِ الرياضية، حتى الآن؟
إحدى أجمل اللحظات في حياتي الرياضية كانت يوم تكريمنا من قِبَل قرينة صاحب السمو حاكم الشارقة، سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، رئيسة مؤسسة الشارقة لرياضة المرأة. كانت لحظة لا تُنسى، حيث لم تكتفِ سموها بتكريمنا، بل قدمت إلينا دعمًا معنويًا كبيرًا، وشجعتنا على مواصلة السعي نحو تحقيق الإنجازات. فكلمات سموها الملهمة كانت دافعًا لي، ولزميلاتي، لبذل المزيد من الجهد والمثابرة.
كيف تتعاملين مع الضغوط، خلال البطولات الكبرى؟
التحضير الذهني هو المفتاح؛ فلا أسمح للضغوط بأن تؤثر في أدائي، وأركز على تدريباتي، وألتزم بتعليمات المدرب؛ فالنجاح الرياضي لا يعتمد فقط على القوة البدنية، بل أيضًا على الذهنية القوية، والاستعداد النفسي لمواجهة أي تحدٍّ.
ما أهدافكِ القادمة.. محلياً، ودولياً؟
محليًا، أسعى إلى تحطيم الرقم القياسي للدولة في الوثب الطويل، والوثب الثلاثي. أما دولياً، فإن هدفي الأكبر هو التأهل للأولمبياد، والمنافسة في البطولات العالمية الكبرى؛ لرفع اسم الإمارات عاليًا، وتحقيق إنجازات تاريخية.
دافع قوي
كيف أثر دعم العائلة، والنادي، في مسيرتكِ الرياضية؟
عائلتي هي الداعم الأول لي، فأفرادها يساندونني دائمًا، ويرفعون معنوياتي؛ فعندما أسمعهم يقولون لي: «نحن فخورون بكِ!»، أشعر بطاقة مضاعفة للاستمرار في تحقيق النجاح. والدتي، تحديدًا، تلعب دورًا كبيرًا في دعمي، وحضورها بعض المنافسات يمنحني دفعة معنوية قوية. أما نادي الشارقة الرياضي للمرأة، فهو البيئة المثالية، التي وفرت لي كل سبل النجاح والتطور.
هل تفكرين في تدريب الجيل القادم من الرياضيين.. مستقبلاً؟
نعم، إذا أتيحت لي الفرصة، فأود أن أكون مدربة للأجيال القادمة؛ لأنني أدرك أن نقل المعرفة والتجربة جزء مهم من بناء جيل جديد من الرياضيين المتميزين. وسيكون من دواعي سروري المساهمة في تشكيل مستقبل الرياضة، ونقل شغفي وحبي لهذا المجال إلى غيري.
ما النصيحة، التي تقدمينها إلى كل فتاة ترغب في دخول عالم الرياضة؟
إذا كنتِ ترغبين في دخول عالم الرياضة، فابدئي بقوة وثقة، واعلمي أن الرحلة تبدأ بخطوة صغيرة، لكنها تحتاج إلى الاستمرارية. ولا تجعلي الخوف من الفشل يوقفكِ، فالعقلية الإيجابية تصنع الفرق. واختاري رياضة تستمتعين بها. كما أود التأكيد على أن الرياضة ليست مجرد هواية، بل أسلوب حياة يمنحكِ القوة والثقة.
تفوق رياضي
حققت عبير البلوشي، لاعبة منتخب الإمارات لألعاب القوى، العديد من الإنجازات الرياضية، في العديد من البطولات المحلية والدولية، منها:
• ذهبيتا الوثب الطويل، والوثب الثلاثي في بطولة الدوري – المرحلتان الأولى والثانية 2025.
• ذهبيتا الوثب الطويل، وسباق التتابع 4×100 متر، في كأس رئيس الدولة 2024.
• ذهبية الوثب الطويل في كأس الإمارات 2024.
• ذهبية سباق 100 متر في بطولة الدوري العماني 2023.
• برونزية سباق التتابع 4×100 متر، في دورة ألعاب الخليج – الكويت 2022.
• ذهبية سباقَيْ: 100، و200 متر، في البطولة التخصصية لألعاب القوى 2021-2022.