يشتهر «زيت الأرغان»، ويسمى أيضاً «الأرغان»، بين الناس لاستخداماته المتعددة، في طهي الطعام، ودخوله في تصنيع الأدوية، ومستحضرات التجميل، حتى إنه يطلق عليه لقب «الذهب السائل»، وتُعرف عن هذا الزيت قدرته على الوقاية من أمراض القلب والأوعية الدموية وفوائده للبشرة.
-
«زيت الأرغان».. ذهب سائل يُحتفى بشجرته سنوياً
ويُستخرج الزيت من شجرة الأرغان، التي تنتشر في المملكة المغربية، وهي نوع متوطن من الأشجار الغابية، يوجد في محمية في جنوب غرب المغرب، وتنمو هذه الشجرة في المناطق القاحلة وشبه القاحلة. وشجرة الأرغان هي النوع المحدد للنظام البيئي للغابات الغني بالنباتات المستوطنة، الذي يُعرف بـ«أرقانيري»، وهذا النظام قادر على الصمود في بيئة قاسية في ظل ندرة المياه، وخطر التعرية والتربة الفقيرة. كما أن هذا النظام البيئي ذا الجمال الاستثنائي مهم لصون التنوع البيولوجي، وللبحث، وللتنمية الاجتماعية والاقتصادية؛ نظرًا لتأثيره في الغابات والزراعة وتربية الماشية.
وبحسب منظمة الأمم المتحدة، تُعد غابات شجر الأرغان مصدرًا لمنتجات حرجية، وفواكه، وأعلاف، وأوراقها وثمارها صالحة للأكل وذات قيمة عالية، كما أنها تشكل احتياطي علف حيوي لقطعان الماشية حتى في فترات الجفاف. وفضلاً عن ذلك، تُستخدم هذه الأشجار حطباً ووقوداً للطبخ والتدفئة.
ويُستخرج زيت الأرغان المشهور عالمياً من بذور هذه الشجرة، ولهذا الزيت استخدامات متعددة، خاصة في الطب التقليدي والتكميلي، وفي صناعات الأغذية، ومستحضرات التجميل.
لكن اللافت في الأمر، هو احتفاء المنظمة الأممية السنوي بهذه الشجرة، وتخصيص يوم 10 مايو الحالي، من كل عام، يوماً سنوياً لها، نظرًا لندرة الشجرة وأهميتها، حيث حددت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو) عام 1998 منطقة إنتاج الأرغان بوصفها محمية، كما أُدرجت جميع الممارسات والمعارف الفنية المتعلقة بأشجار الأرغان القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي للبشرية عام 2014. وفي عام 2021، أعلنت الجمعية العامة للأمم المتحدة يوم 10 مايو يوماً عالمياً لشجرة الأرغان، وشاركت 113 دولة عضواً في رعاية مشروع القرار الذي قدمه المغرب، وتم تبني القرار بالإجماع.
-
«زيت الأرغان».. ذهب سائل يُحتفى بشجرته سنوياً
وبحسب (اليونسكو)، تتميز شجرة الأرغان بجذع قصير وفروع كثيفة ومنخفضة وأوراق شوكية، ويوجد منها في المغرب نحو 20 مليون شجرة، موزعة على 830 ألف هكتار، وتنتج الشجرة الواحدة في السنة نحو 8 كيلوغرامات من ثمار الأرغان.
ولشجرة الأرغان ثمرة بيضاوية الشكل يبلغ حجمها نحو 3 سم، وعند نضجها يكون لونها بين الأصفر والبني، وتحتوي على جوزة صلبة جداً بداخلها لب يشبه اللوز. وعندما تسقط ثمار الشجرة على الأرض تأكل المواشي قشرتها الفوقية، وتطرح النوى التي تحتوي على اللوز، فتجمع هذه النويات، وتُكسَّر قشرتها الصلبة لاستخراج اللب بداخلها ثم طحنه، بعد ذلك، من أجل الحصول على الزيت.
أما طريقة استخلاص زيت الأرغان فليست سهلة، إذ يستدعي الأمر عملاً شاقاً، يبدأ بجني الثمار وتجفيفها تحت أشعة الشمس، ثم تُقشَّر الطبقة الخارجية لثمارها يدويًا باستعمال حجرين أملسين لاستخراج النواة الداخلية، التي تُطحن لاستخلاص الزيت منها، باستخدام حجر الرحى التقليدي، والحصول على عجينة تُدلَّك لساعات، ويُخلط بإضافة الماء الساخن لإخراج الزيت. وغالباً تُحمَّص الحبوب أو النوى قبل الطحن، لإضافة نكهة خاصة، لكن إذا كان الزيت مُعَدًّا للتجميل فقط، فإن الحبوب تُطحن من دون تحميصها.
-
«زيت الأرغان».. ذهب سائل يُحتفى بشجرته سنوياً
وللحصول على لتر واحد من الزيت، يتطلب الأمر نحو 40 كيلوغراماً من محصول ثمار الأرغان، إذا كان مخصصاً للأكل، وأكثر من هذه الكمية إذا كان مخصصاً للتجميل، بحيث تكون النواة غير محمصة فوق النار، وذلك ينعكس على كمية الزيت المستخرجة في نهاية العملية. أما بقايا هذه الثمار، فتُستعمل علفاً للماشية، أو في إشعال النار عوضاً عن الفحم والحطب.