يعد «منتزه جبل حفيت الصحراوي» أحد أهم المواقع الثقافية في العين، ويُعد موقع المنتزه أحد المواقع الأولى بدولة الإمارات، المدرجة على قائمة مواقع التراث العالمي لدى «اليونسكو».

وأدرجت «اليونسكو» المنتزه ضمن قائمتها التراثية، بناء على قيمته العالمية المتميزة؛ لأنه يقدم شهادة استثنائية على تطور ثقافات ما قبل التاريخ، المتعاقبة في منطقة صحراوية، خلال حقبة تمتد من العصر الحجري الحديث إلى العصر الحديدي، باعتباره موطناً تاريخياً ثرياً.

وسيكتشف زائر «منتزه جبل حفيت الصحراوي» أعاجيب طبيعية وشواهد حية ثرية، وعلى الرغم من شحّ الأدلة الأثرية على وجود استيطان حول أراضي المنتزه في القرون التي سبقت دخول الإسلام إلى دولة الإمارات، والحقبة التي تلتها، إلا أن السجلات التاريخية تكشف عن ذكر موقع باسم «حفيت» كأحد أهم الأماكن في هذا الجزء من شبه الجزيرة العربية، بحسب موقع «دائرة الثقافة والسياحة - أبوظبي».

وظهرت قرية «مزيد» جنوب «منتزه جبل حفيت الصحراوي»، كمستوطنة مهمة خلال القرنين التاسع عشر والعشرين، إذ اكتُشفت آثارٌ لمطبخ ومبانٍ أخرى جنوب قلعة «مزيد»، إضافة إلى دليل على وجود فلج يمر عبر الموقع الأثري، ولعله كان مصدر الري لزراعة نخيل التمر بالمنطقة في ذلك الحين.

وشهدت المستوطنة حول منطقة مزيد توسعاً مرافقاً لازدهار العين المجاورة، حيث بُني عدد من المباني التاريخية المهمة للدفاع عن طرق الوصول الرئيسية إلى العين خلال تلك الحقبة. وتعد القلعة في موقع «مَزيد» أكبر تلك المباني، ويبدو أنها بُنيت في تسعينيات القرن التاسع عشر.

ومرّت القلعة بعدة مراحل من التعديلات والإضافات، بما في ذلك بناء الأبراج. وكانت حتى وقت قريب تُستخدم مركزاً حدودياً للشرطة بين دولة الإمارات وسلطان عُمان، لكنها أضحت الآن شاهداً يذكّرنا بأهمية جبل حفيت كموقع استراتيجي في منطقة العين.

وتُعد البقايا الأثرية والتاريخية في «منتزه جبل حفيت الصحراوي» شواهد مهمّة على أن المنطقة كانت موطناً للبشر، الذين اتخذوا منها مسكناً ومكاناً لمزاولة الأنشطة منذ 8,000 عام مضت. ويتغيّر المناخ والسكان حول الجبل، وتظل هذه البقايا الأثرية شاهدة على التحولات الاقتصادية.. المحلية، والإقليمية، والعالمية.

ولا شكّ في أن البحث الأثري المتواصل يكشف المزيد من الأدلة على تاريخ هذا الموقع الفريد، ويجيب على العديد من علامات الاستفهام التي لا تزال تراود فهمنا للأمور، وكيف جرت خلال آلاف السنين الماضية.

ويستطيع زائر المنتزه قضاء أوقات مبهجة ومدهشة، متجولاً في المكان، الذي تتوفر فيه الخدمات اللوجستية الضرورية، لقضاء أوقات ممتعة.