غالبًا نتوق إلى اللحظة التي نصعد فيها إلى الطائرة، استعدادًا للمغامرة والتغيير. لكن كم مرة تحوّلت هذه اللحظات المبهجة إلى تجربة مرهقة بسبب صداع مفاجئ، أو عسر هضم، أو إرهاق شديد؟.. وكم من رحلة انتهت بزيارة لطبيب في بلد غريب؟
السفر لا يخلو من مسبّبات المرض، مثل: التغير في المناخ، واختلاف نوعية الطعام والماء، وتبدّل جدول النوم، والتعرّض للجراثيم الجديدة، والجلوس لساعات طويلة في وسائل النقل. كلها عوامل يمكن أن تؤثّر مباشرة في الجهاز المناعي، وصحة الجهاز الهضمي، وحيوية البشرة، وحتى الصحة النفسية.
إذًا، الصحة أثناء السفر ليست رفاهية، بل هي حجر الأساس لتجربة ناجحة وخالية من المنغّصات. وسواء كنتِ من عشاق المدن الصاخبة، أو تفضّلين الطبيعة الهادئة، أو حتى رحلات العمل السريعة، فإن استعدادكِ الصحي هو صمّام الأمان؛ لتستمتعي بكل لحظة تستحقينها. في هذا الدليل، جمعنا لكِ أهم النصائح الطبية والعملية، التي أوصى بها الأطباء، وخبراء السفر، لرحلة بلا منغّصات صحية.
-
صحتكِ في السفر.. دليلك للاستمتاع برحلة بلا منغّصات
قبل الصعود إلى الطائرة:
بعد معرفة تاريخ السفر، من المهم القيام ببعض التحضيرات الذكية، التي قد تقيكِ الكثير من المفاجآت غير السارّة. فإذا كنتِ تعانين أمراضاً مزمنة، مثل: الربو أو السكري، فمن الضروري استشارة طبيبكِ قبل الرحلة، والتأكّد من أن أدويتكِ صالحة، وكافية للفترة التي ستقضينها بعيدًا، مع الحصول على خطة طبية للطوارئ مكتوبة.
كذلك، لا بدّ من التحقّق من متطلبات الوجهة التي تقصدينها، فبعض الدول، لا سيما في جنوب شرق آسيا أو أفريقيا، تفرض الحصول على لقاحات وقائية ضد أمراض، مثل: الحمى الصفراء أو التيفوئيد أو الكوليرا، وهي خطوة ضرورية لصحتكِ، وللسماح بدخولكِ إلى البلد. ولا تكتمل الاستعدادات دون تجهيز حقيبة صحية صغيرة ترافقكِ أينما ذهبتِ، وتحتوي على الأساسيات، مثل: خافضات الحرارة، والأدوية المضادّة للحساسية، وعلاج لدوار السفر، وضمادات للجروح الطفيفة، ومعقّم لليدين، وواقٍ شمسي مناسب لنوع بشرتكِ، خاصة إذا كنتِ ستقضين وقتًا في مناطق مشمسة أو استوائية. هذا التحضير البسيط قد يبدو تفصيليًا، لكنه يمنحكِ راحة البال، ويقيكِ مشكلات صحية، يمكن تجنّبها بسهولة.
على متن الطائرة:
إذا شعرتِ بالقلق أثناء الرحلات الجوية، فإن الأسلوب البسيط هو الشهيق من خلال أنفكِ، والزفير من خلال فمكِ، مع العدّ إلى خمسة مع كل شهيق وزفير. وقومي بتعميق كل نفس ببطء، واعملي حتى العدّ إلى 10، واستمري حتى تشعري باسترخاء جسمكِ. ويمكنكِ أيضًا محاولة التأمل.
أما إذا كنتِ ممن لا ينامون خلال الرحلة، فاحرصي على تعويض النوم مسبقًا، أو ممارسة تمارين التنفّس، والاسترخاء أثناء الرحلة.
- انتبهي إلى وضعيّة جسمكِ:
الجلوس أو الوقوف لفترات طويلة أثناء السفر يزيد حدّة الألم المزمن لديكِ. ولتقليل هذا الألم، ينصح الخبراء بالاهتمام بوضعية الجسم خلال الرحلة. فإذا كنتِ تعانين آلاماً في الظهر، فيُفضّل الجلوس بشكل مستقيم على مقعد الطائرة، مع إبقاء الركبتين في مستوى أعلى من الوركين قليلًا، ما يساعد على تخفيف الضغط عن أسفل الظهر. كما يُعتبر استخدام وسادة دعم للفقرات القطنية (وسادة أسفل الظهر) من الوسائل المفيدة أثناء السفر. وإذا أمكن، فاختاري مقعدًا يوفّر مساحة إضافية للأرجل، ما يتيح لكِ أداء تمارين تمديد الساقين الخفيفة من وقت لآخر، ما قد يخفّف بعض أنواع الألم، مثل: ألم العصب الوركي، أو آلام الركبة.
-
صحتكِ في السفر.. دليلك للاستمتاع برحلة بلا منغّصات
- الطعام وصحتكِ في السفر:
تجنّبي الطعام النيئ، مثل: السوشي أو السلطات غير المعروفة المصدر، خاصة في الوجهات ذات المعايير الصحية المتوسطة. واشربي الماء المعبّأ، ففي دول عدة قد لا يكون الماء آمنًا. واحرصي على ترطيب جسمكِ باستمرار؛ لتفادي الجفاف، خصوصًا في الطائرات، واحذري الإفراط في الكافيين أو المشروبات الغازية، فقد تزيد اضطرابات الهضم والقلق.
- لا تنسي أن تعتني ببشرتك:
بالطبع تتعرّض البشرة، خلال السفر، للضغوط. فمثلًا، ينخفض مستوى الرطوبة في الطائرة إلى ما دون 20%، ما يجعل البشرة أكثر عرضة للجفاف والشدّ. لذا، يُنصح باستخدام مرطّب خفيف وفعّال قبل الإقلاع، ويفضّل أن يكون غنيًا بحمض الهيالورونيك، أو السيراميد؛ للحفاظ على التوازن المائي للبشرة.
ولا تنخدعي بالغيوم، فالواقي الشمسي ضروري حتى في الطقس الغائم أو البارد، خصوصًا إذا كنتِ تتجولين لساعات طويلة في الخارج. ولحظات الانتعاش السريعة، خلال اليوم، يوفّرها بخّاخ الماء الحراري، الذي يهدّئ البشرة، ويعيد إليها نضارتها، خاصة في الرحلات إلى أماكن حارّة، أو بعد جولات طويلة في الطبيعة، أو المدن المزدحمة. لا تنسي أن بشرتكِ مرآة راحتكِ، وكلما منحتِها عناية بسيطة ومدروسة، انعكس ذلك على إشراقتكِ في صور السفر، وذكرياته.