«لولا النساء؛ لأغلقت الأسواق».. مقولة تتردد كثيراً، وتختصر بشكل طريف علاقة المرأة بالتسوّق، حتى أصبحت هذه العلاقة من المسلّمات الاجتماعية. فالمرأة، بطبيعتها الباحثة عن التجدّد، تميل إلى اقتناء الجديد، ليس فقط لإشباع حاجاتها اليومية، بل أيضاً كنوع من التعبير عن الذات، وتحسين المزاج، والشعور بالسيطرة وسط ضغوط الحياة المتقلبة.
بالنسبة للكثيرات من النساء، التسوق ليس مجرد نشاط استهلاكي، بل تجربة تحمل في طيّاتها بعدًا نفسياً، وشخصيًا، لا يُستهان به.
وبين حب التسوق، ومتعة التجديد، وسهولة الوصول إلى المنتجات عبر التطبيقات والعروض المستمرة.. قد تجد المرأة نفسها عالقة في دوامة من الإنفاق العشوائي، الذي قد يؤثر، لاحقًا، على استقرارها المالي، أو حتى شعورها بالرضا الذاتي. هنا، تبرز أهمية التوازن: متى يكون الشراء مبررًا وممتعًا، ومتى يتحول إلى عبء نفسي ومادي، يستنزف طاقتنا وميزانيتنا؟.. من الذكاء دائمًا التفكير مرتين قبل تمرير البطاقة البنكية. ووضع قاعدة (1%) في الحسبان، وهو ما نستعرضه في السطور التالية.
-
هل ترغبين في ادخار المال؟.. إليك الطريقة لتفادي الشراء العشوائي
ما قاعدة (1%)؟
إحدى الطرق، التي يمكن أن تساعدكِ على ضبط نفقاتكِ هي قاعدة «1%»، وفكرتها ببساطة: إذا رغبتِ في شراء شيء غير ضروري (حقيبة، أو ساعة ذكية من «آبل»، أو حذاء، أو تذكرة سفر...)، وكان سعره يتجاوز الـ1% من دخلكِ السنوي، فتوقفي وانتظري 24 ساعة قبل اتخاذ القرار.. امنحي نفسكِ فترة انتظار.
مثلًا إذا كنتِ تتقاضين 50,000 دولار في السنة، فيجب أن تفكري مليًا في أي عملية شراء، يتجاوز سعرها الـ500 دولار.
وهذه أسئلة يجب أن تطرحيها على نفسكِ، خلال فترة الانتظار:
- هل أحتاج فعلاً لهذا الشيء؟
- هل سأستخدمه بانتظام؟
- هل سأندم عليه بعد زوال حماستي؟
قد يبدو، واضحًا، أن 500 دولار مبلغ كبير، لكن من السهل جدًا تبرير هذه النفقات في لحظة اندفاع، خصوصًا عندما تشاهدين حقيبة فخمة على الإنترنت، أو هاتفًا جديدًا في المتجر، خصوصًا إذا كان هناك خصم، أو كمية محدودة متوفرة.
هل تنجح قاعدة (1%)؟
إن قاعدة (1%) تساعدكِ على الاحتفاظ بميزانيتكِ، وقدرتكِ الشرائية في ذهنكِ عند التفكير في شراء شيء فاخر.
صحيح أن عملية الشراء، التي تعادل (1%) من دخلك قد تكون مكلفة، لكنها غالبًا لن تُحدث ضررًا كبيرًا على مدخراتكِ. ورغم أنها ليست قاعدة رسمية، لكنها أداة فعّالة؛ لتقييم تأثير الشراء على وضعكِ المالي.
كما أنها تساعدكِ على التوقف والتفكير، وهذا أحيانًا كل ما تحتاجينه قبل التهور بدافع الحماسة والاندفاع، لا بسبب حاجة فعلية أو رغبة حقيقية.
-
هل ترغبين في ادخار المال؟.. إليك الطريقة لتفادي الشراء العشوائي
بالطبع هناك استثناء، فإذا كنتِ ستستخدمين الشيء فعلًا، فلا بأس إذا كان ذلك بمناسبة عيد ميلادكِ، أو كنتِ تحلمين باقتنائه منذ سنوات.
لكن، إذا كان مجرد اندفاع لحظي، فهنا تتجلى أهمية قاعدة (1%)، التي قد تنقذكِ من إنفاق لا داعي له. ويمكن أيضًا تطبيق القاعدة بالعكس: بدلًا من صرف هذا المبلغ، يمكنك وضعه في حساب التوفير، كهدية مستقبلية لنفسك.
من تناسب قاعدة (1%)؟
هذه القاعدة تناسب الجميع، لكنها مفيدة بشكل خاص لمن تحاول الادخار، وتندفع نحو الشراء، أو لمن تتسوق دون تخطيط ثم تندم لاحقًا. كما أنها مفيدة إذا كنتِ محاطة بأصدقاء يملكون دخلًا أعلى. فالقاعدة تساعدكِ على تجنب ما يُعرف بـ«زحف نمط الحياة»، أي الإنفاق الزائد؛ لمحاولة مجاراة من حولكِ.