فوزية المشرخ: المسافر الواعي يبحث عن التجربة لا الرفاهية فقط

مع اقتراب الصيف، فصل الانطلاق بعيداً عن أجواء العمل، والارتباطات الحياتية الأخرى، ورغبة الجميع في القيام بأمور عدة خارج إطار روتينهم اليومي؛ تتجدد أحلام العطلات والسفر، ويقوم الكثيرون بالتخطيط لرحلاتهم المقبلة؛ بحثاً عن وجهات مميزة، وتجارب استثنائية؛ ليجددوا نشاطهم، وليمنحوا أنفسهم جرعة من الهدوء ال

مع اقتراب الصيف، فصل الانطلاق بعيداً عن أجواء العمل، والارتباطات الحياتية الأخرى، ورغبة الجميع في القيام بأمور عدة خارج إطار روتينهم اليومي؛ تتجدد أحلام العطلات والسفر، ويقوم الكثيرون بالتخطيط لرحلاتهم المقبلة؛ بحثاً عن وجهات مميزة، وتجارب استثنائية؛ ليجددوا نشاطهم، وليمنحوا أنفسهم جرعة من الهدوء النفسي، والاستمتاع بهذا الوقت من العام. وفي هذا السياق، تحدثنا إلى فوزية سهيل المشرخ، رئيس القسم التجاري في «الاتحاد للعطلات»؛ التي سلطت الضوء على أحدث وجهات السفر اليوم، وأهم النصائح التي تضمن عطلة ناجحة، وتستعرض معنا كيف يمكن للتخطيط الواعي أن يصنع فرقاً في تجربة السفر، وهذا نص الحوار:

بداية.. كيف بدأت رحلتك في عالم السفر والسياحة؟

 شغفي بالسفر بدأ منذ طفولتي، فقد كنت دائماً أطمح إلى استكشاف العالم، والاطلاع على الثقافات المختلفة. وبمرور الوقت، تحول هذا الشغف إلى مسيرة مهنية، بدأت من خلال برامج التدريب والتأهيل في «الاتحاد للطيران»، حيث أتيحت لي فرص العمل والدراسة في دول، مثل: أستراليا، والكويت، بجانب الإمارات. خلال عملي، أسعى إلى الاستكشاف، والتعلم، والمساهمة في صنع تجارب تلامس قلوب المسافرين، قبل أن تكون مجرد عطلة.

وعي.. وخبرة

حدثينا عن توجهات المسافرين من الإمارات، هذا الصيف!

هناك وعي متزايد لدى المسافرين، فالعطلة لم تعد مجرد إقامة في فندق، أو رحلة طيران، بل أصبحت تجربة متكاملة، تبدأ بالتخطيط، وتنتهي بالانغماس في ثقافة الوجهة. كما نلاحظ ميلاً إلى اختيار وجهات متعددة الأنشطة، تجمع بين الطبيعة، والمغامرة، والتسوق، والاستجمام.

  • فوزية المشرخ: المسافر الواعي يبحث عن التجربة لا الرفاهية فقط

ما أبرز العوامل المؤثرة في قرار السفر؟

هناك عوامل عدة تتحكم في هذا القرار، أبرزها الميزانية، فالناس يبحثون عن رحلات تستحق المال المدفوع فيها، وسهولة السفر وتشمل: التأشيرات، والرحلات المباشرة، والاهتمام بالأمان الصحي بعد «الجائحة»، إلى جانب الاعتماد على التكنولوجيا؛ للمقارنة بين الأسعار أو لتنظيم الرحلات. وهناك، أيضاً، رغبة كبيرة في عَيْش تجارب ثقافية تشبه حياة السكان المحليين، بعيداً عن الصورة النمطية للسائح.

حالياً.. ما الوجهات الأكثر طلباً من عملائكم؟

بحسب الإحصاءات، هناك خمس وجهات تعد الأكثر طلباً حالياً، هي: بانكوك، بسبب طقسها، وطعامها، وأسعارها المناسبة. ومومباي، للأعمال، والترفيه، والعلاج. وروسيا، لمن يبحثون عن الطبيعة، والمغامرة. ولندن، لمن يفضلون الأجواء الكلاسيكية. بالإضافة إلى المالديف، للاسترخاء والرفاهية. كما نشهد اهتماماً متزايداً بوجهات سفر غير تقليدية، مثل: قيرغيزستان، وألبانيا، والبوسنة، وجورجيا.

ما الذي يدفع الناس إلى تفضيل هذه الوجهات؟

الوعي المتزايد بالسفر يجعل المسافر أكثر فضولاً لتجربة أماكن غير تقليدية. وكثير من الشباب يبحثون عن مغامرات وتجارب مختلفة، بعيداً عن الوجهات المزدحمة والمكلفة. كما أن بعض الوجهات الجديدة توفر خدمات أكثر مقابل السعر، مدعومة بتسهيلات السفر، والتأشيرات السريعة. ولا يمكن إنكار دور التسويق الذكي، والترويج المكثف للوجهات غير التقليدية، ما يفتح شهية المسافرين لاكتشاف أماكن جديدة. 

تخطيط مبكر

ما النصائح التي تقدمينها إلى الذين يخططون لعطلاتهم، هذا الصيف؟

أنصحهم بالتخطيط المبكر، فهو يضمن أسعاراً أفضل، وخيارات أوسع، خاصة للوجهات الشهيرة. كما أنصح باختيار وجهات تجمع بين الطبيعة والثقافة والتكلفة المناسبة، والاستفادة من التطبيقات الذكية في الحجز، والترجمة، والبحث عن تجارب محلية. كذلك، يُفضل اختيار حجوزات مرنة، للتذاكر والفنادق، تتيح التعديل أو الإلغاء عند الحاجة.

ما الأمور، التي يجب التحقق منها قبل السفر؟

أهم شيء أن يكون جواز السفر سارياً، لمدة لا تقل عن 6 أشهر، ويفضل أن تزيد على عام. كما أود لفت الانتباه إلى أهمية تأمين السفر، لأي طارئ صحي أو لوجستي، وكذلك الاطلاع على الإجراءات الصحية، ومتطلبات دخول الدولة المقصودة.

كيف ترين حضور المرأة الإماراتية في قطاع السياحة؟

أثبتت المرأة الإماراتية وجودها وجدارتها بمعظم القطاعات، بما في ذلك: السياحة، والاقتصاد، ويعود ذلك إلى الدعم الكبير من القيادة الرشيدة، التي أولت ابنة الإمارات اهتماماً ورعاية استثنائيين على مدار السنوات الماضية. فهي، اليوم، تتولى مناصب مهمة، وتشارك بفاعلية في رسم ملامح هذا القطاع الحيوي، في الشركات الكبرى، والمشاريع الناشئة.

ماذا عن النجاحات، التي تحققها دولة الإمارات في هذا «القطاع»؟

نجاحات الإمارات في القطاع السياحي تجسد رؤية قيادة طموحة، أسست بنية تحتية متكاملة، وجعلت الدولة وجهة سياحية عالمية. كما تعكس معارض السفر الدولية، التي تقام في الإمارات - بوضوح - التزام الدولة بتعزيز التعاون الدولي، وتطوير هذا القطاع بوصفه أحد أعمدة الاقتصاد الوطني، ومجالاً رئيسياً لتجسيد قيم التسامح، والانفتاح، والتواصل الثقافي. وشهدت هذه المعارض مبادرات نوعية، ومشاريع مبتكرة، تعكس نضج هذا القطاع، وحرص الجهات المشاركة - من مختلف دول العالم - على بناء مستقبل مشترك، قائم على الاستدامة والابتكار.

أخيراً.. ما رسالتك إلى المسافر هذا الموسم؟

السفر تجربة شخصية وعاطفية قبل أن يكون ترفيهاً؛ لذلك خذ وقتك في التخطيط، واختيار الوجهة التي تناسبك فعلاً. ولا تبحث فقط عن الأماكن المشهورة، بل فكر في ما يمنحك الراحة، ويضيف إليك شيئاً جديداً؛ لأن التجربة الأفضل لا تكون، دائماً، في الوجهة الأغلى أو الأشهر، بل في التفاصيل التي تصنعها بنفسك.