في عالم تتزاحم خلاله العلامات التجارية على التميز، خرجت «whind» لتُعبّر عن شيء أعمق من مجرد مستحضرات تجميل. إنها رسالة حنين، ودعوة حسيّة للاحتفاء بالجمال بدفئه وفرادته. وقد عملت مؤسِّستها، هند سبتي، خلف الكواليس في كبرى شركات التجميل العالمية، إلى أن أنشأت علامة تجارية تحمل بصمتها، وجذورها، بكل فخر. في هذا الحوار، تأخذنا سبتي في رحلةٍ عبر الذاكرة والحواس، من الحمّام المغربي إلى مختبرات الابتكار، حيث يتحول التراث إلى رفاهية معاصرة. وبخطوات واثقة، تمزج ماء زهر البرتقال والنياسيناميد، ووهج الغروب في مراكش، وبريق التوهج الصحي للبشرة.. هنا، نكتشف كيف وُلدت «whind» من رغبةٍ في تمثيل الجمال العربي لا كفولكلور، بل كقوة ناعمة تنبض بالعاطفة، والفرح، والهوية:

  • هند سبتي: الجمال طقس يومي يلامس الروح

متى رأيت أن الوقت مناسب لدمج التراث المغربي، وصناعة التجميل العالمية، في علامة تجارية واحدة؟

لم يكن الأمر وليدَ لحظةٍ، بل كان أشبه بيقينٍ يتصاعد تدريجياً. فبعد سنوات من العمل في صناعة التجميل، أدركتُ أنه بينما كنتُ أساهم في بناء علامات تجارية ذات جاذبية عالمية، كانت جذوري المغربية الغنية، والحسية، تُشكّل إحساسي وموهبتي، بهدوء، طوال الوقت. ونبعت كلمة «whind» من شوقٍ إلى رؤية انعكاس هذه الثنائية، وعندها أدركت أنه قد حان الوقت؛ لإنشاء علامة تجارية تجمع بين طقوس الجمال التقليدية، وأحدث العلوم، وتمنحها الشعور نفسه بالحداثة، والفخامة.

توازن

في رأيك.. ما الذي ينقص صناعة التجميل اليوم، وتسعين إلى إحيائه؟

هناك أمران: أولاً: الفرح، وأقصد به فرحة حقيقية، منطلقة بالجمال. لقد أصبح جزءٌ كبيرٌ من هذه الصناعة سريرياً، ووصفياً، أكثر من كونه احتفاءً. ومع «ويند»، أردتُ استعادة ذلك الشعور بالدلال، والتواصل العاطفي، والإشراق؛ صحيح يجب أن تكون العناية بالبشرة فعّالة، ولكن يجب أن تشعري أيضاً بأنها رسالة حب لنفسك. ثانياً: تمثيل وجهة نظر الجمال العربية، بأن تُظهري كيف يبدو الجمال، وكيف تشعرين به، فهدفنا هو تسليط الضوء على جمالنا عالمياً.

  • هند سبتي: الجمال طقس يومي يلامس الروح

كيف توفّقين بين فاعلية المنتج علمياً، وعمقه الحسي والعاطفي؟

لا أرى بينهما تناقضاً. في «whind»، نصمّم المنتجات بمكونات فعالة وعالية الجودة، ولكننا نرفض التضحية بالإحساس. فالملمس، والعطر، والتجربة، كلها عناصر أساسية. والجمال عندنا ليس فقط نتائج، بل طقس يومي يلامس النفس والحواس.

ما أول منتج تخيلتِه؛ عندما فكرتِ في «whind»، ولماذا؟

«ماء ندى المدينة المنعش».. كنتُ أعود، دائماً، إلى تلك البشرة بعد الحمام، ممتلئة، ومتوهجة، ومفعمة بالحيوية برائحة ماء الورد، التي تدوم طويلاً. وقد أردتُ أن أجسّد هذا الشعور؛ بأنه يجب أن يكون مُرطّباً، وأيضاً مُؤثراً حسياً، مثل رشة ماء الورد، التي ترحّب بالبشرة، والروح.

شخصياً.. ماذا تعني لكِ «الساعة الذهبية» المغربية؟

إنها «نور الذاكرة».. كيف تغرب الشمس خلف جدران مراكش الصفراء، أو تغمر أسطح منازل طنجة؟.. إنها أكثر من مجرد وهج، إنها مزاج، وحنين، وتذكير بالتوقف، والصمت، وذاك الدفء، وتلك النعومة، وذلك السحر العابر، فأردتُ أن يحمل كل منتج نفحة من ذلك النور.

  • هند سبتي: الجمال طقس يومي يلامس الروح

كيف تختارون المكونات أو الروائح، التي تُجسّد جوهر المغرب، دون الوقوع في النمطية؟

نبدأ بالعاطفة.. ما الذي نريد أن يشعر به الآخرون؟.. ثم ننظر إلى المشهد الطبيعي: ماء الورد، وزهر البرتقال، والعنبر، مع إعادة تصورها بطريقة عصرية، وراقية، وعالمية. إن الأمر يتعلق بتكريم روح المغرب، لا بتقليدها؛ فهي همسة، وليست نسخة طبق الأصل.

كيف تختلف كيمياء «Glow»، لديكم، عن منتجات التوهج الأخرى المتوفرة بالسوق؟

فلسفتنا هي أن التوهج يجب أن يأتي من الصحة، لا من لمعان مؤقت. «Glow» يجمع بين مكونات، مثل: النياسيناميد، والببتيدات، ومضادات الأكسدة، ويعمل بعمق لإبراز إشراقة طبيعية من الداخل، بلا اختصارات.

سنوات من العمل

في مجموعتك.. ما المنتج الذي تعتبرينه أفضل «نقطة دخول» للمبتدئات في عالم «whind»؟

منتجا: «Oasis Veil»، و«Medina Dew» هما الأفضل للمبتدئات. فهما يرطبان بعمق، ويحملان تجربة حسية فاخرة، ويجسدان جوهر العلامة: «أداء عالٍ، ومتعة فائقة، وروح مثابرة».

ما المنتج الذي واجه أكبر تحدٍّ في تطويره؟

«Marrakech Sun Tinted Drops» (قطرات مراكش المُلوّنة للشمس)، إنه مستحضر تسمير ذاتي، لمن لا يرغبن في استخدامه (لأنه يسبب رائحةً كريهةً، أو يسبب فوضى)، أو لا يستطعن استخدامه (لأنه لا يناسب بشرتهن الداكنة، أو الزيتونية). أردنا منتجاً سهل الاستخدام والتطبيق للغاية (بقوامٍ يشبه الماء)، وممتعاً للغاية (برائحة الكراميل)، ونتائجه فورية، وقابلة للزيادة مع مرور الوقت، ويناسب جميع ألوان البشرة. كان الأمر طويلاً، لكنه يستحق العناء.. إنه الأكثر مبيعاً لدينا.

بعد سنوات من العمل مع كبرى علامات التجميل.. ما أهم تحدٍّ واجهته عند تأسيس علامتك الخاصة؟

أن تصبح العلامة جزءاً منكِ؛ فلم يعد الأمر مجرد مشروع، بل هو امتداد لشخصيتي وهويتي. كل قرار كان عاطفياً ومكشوفاً، وكان عليَّ أن أتعلّم التوازن بين الثقة والانفتاح.

ما نصيحتكِ لمن يسعى لبناء علامة تجارية تعكس خلفيته الثقافية؟

لا تخفف من جوهرك لتناسب العالم.. فالعالم لا يحتاج إلى نسخة أخرى من القصص المعتادة، بل يحتاج إلى قصتك أنت. قوتك تكمن في اختلافك، في تلك التفاصيل التي لا يملكها أحد سواك.

ما مكونك المغربي المفضل، الذي لا تستغنين عنه؟

«ماء زهر البرتقال»، وليس فقط لما يقدمه، بل لما يمثله. إنه عطرٌ أصيل، ومستدام، وأنثويٌّ للغاية؛ فببضع قطرات منه، أشعر كأنني في بيتي.

ما الجديد الذي تحمله «whind» في المرحلة المقبلة؟

إننا، فقط، نتعمق أكثر في فن العطور، ورواية القصص، وإذا كانت فصولنا الأولى عن البشرة، فستكون التالية عن الحواس.. المزيد من المشاعر، والمزيد من الانغماس، ودائماً المزيد من المغرب.