مع إعلان 2025 «عام المجتمع»، تؤكد دولة الإمارات، مجدداً، التزامها بتعزيز روح العطاء والعمل الإنساني، فالعمل التطوعي يشكل إحدى أبرز القيم التي تحتفي بها الدولة، ويعكس رؤيتها في بناء مجتمع متماسك، وقائم على التكاتف والمشاركة الفاعلة من الجميع، مواطنين ومقيمين. وتُترجم هذه الرؤية من خلال منظومة متكاملة من السياسات والمنصات الوطنية، التي تنظم العمل التطوعي، وتدفع به نحو آفاق أكثر تأثيراً واستدامة، بحسب ما جاء في سياسة العمل التطوعي بأبوظبي، الصادرة عن دائرة تنمية المجتمع عام 2024.
-
«عام المجتمع».. تجدد الالتزام بالعمل الإنساني
ثقافة متجذرة
منذ تأسيسها، حرصت دولة الإمارات على ترسيخ ثقافة التطوع والعمل الخيري بين أبنائها. واليوم، أصبحت الإمارات من الدول الرائدة عالميًا في هذا المجال، حيث تحتضن أكثر من 649 ألف متطوع، مسجلين عبر المنصة الوطنية «متطوعين.إمارات»، بحسب ما أعلنت وزارة تمكين المجتمع في الدولة، مؤخراً. ويأتي «عام المجتمع»؛ ليعزز هذا الزخم، ويوجه الجهود نحو دعم الروابط الاجتماعية، وخدمة الفئات الأكثر احتياجاً، والمساهمة في تحقيق التنمية المستدامة.
فرص التطوع متاحة للجميع
بهدف تيسير مشاركة المواطنين والمقيمين في العمل التطوعي، أطلقت الإمارات منصات رقمية عدة، تقدم فرصاً متنوعة، تناسب مختلف الأعمار والخبرات، مؤكدة بذلك أن التطوع ليس حكراً على فئة معينة، بل مجال مفتوح لكل من يرغب في خدمة المجتمع. وتشكل منصات التطوع الحكومية الرسمية، في الإمارات، ركيزة أساسية لتنظيم هذا القطاع، وضمان جودته، حيث توفر بيئة آمنة ومنظمة، تلتزم بالمعايير الأخلاقية والقانونية، وفق ما أشارت إليه منصة «متطوعين.إمارات». وتساهم هذه المنصات في تنسيق الجهود التطوعية بكفاءة وفاعلية؛ لتجنب ازدواجية العمل، ما يعزز أثر المبادرات المجتمعية. وتلعب، أيضاً، دوراً حيوياً في تشجيع مختلف شرائح المجتمع على الانخراط في العمل التطوعي، من خلال تقديم فرص متنوعة، تلبي اهتماماتهم ومهاراتهم، وترسخ قيم المواطنة والمسؤولية المجتمعية، حسبما ذكرت المنصة الوطنية للتطوع. وتعزز هذه المنصات مبادئ الشفافية، من خلال توثيق ساعات التطوع، وتقديم شهادات رسمية بها، فضلاً عن توفير برامج تدريبية، تهدف إلى تطوير قدرات المتطوعين، وصقل خبراتهم. كما تسهل الوصول إلى الفرص التطوعية محلياً ودولياً، وتعمل كحلقة وصل بين المتطوعين والمؤسسات الحكومية والخاصة؛ لدعم المشاريع الوطنية، وضمان استدامة العمل التطوعي. ووفقاً للبوابة الرسمية لحكومة دولة الإمارات العربية المتحدة، توجد في الدولة 5 منصات للتطوع، هي:
-
«عام المجتمع».. تجدد الالتزام بالعمل الإنساني
1 - «متطوعين.إمارات».. منصة وطنية تعزز روح العطاء
طورت مؤسسة الإمارات المنصة الوطنية للتطوع «متطوعين.إمارات»، بالتعاون مع وزارة تنمية المجتمع. وأطلقت هذه المبادرة في إطار «عام الخير» (2017)، الذي أعلنه المغفور له الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، طيب الله ثراه، لتكون حلقة وصل فعالة بين المتطوعين والجهات المنظمة للفرص التطوعية، حكومية، أو خاصة، أو من مؤسسات النفع العام، بحسب ما جاء على موقع البوابة الرسمية لحكومة دولة الإمارات. وتوفر هذه المنصة واجهة سهلة الاستخدام، تتيح للراغبين في التطوع تصفح الفرص، واختيار ما يتناسب مع اهتماماتهم ومهاراتهم وخبراتهم، وتتيح للمؤسسات عرض احتياجاتها من الدعم التطوعي في المجالات كافة.
2 - «الهلال الأحمر الإماراتي».. تطوع بمسؤولية مجتمعية
تلعب «هيئة الهلال الأحمر الإماراتي» دوراً بارزاً في تأطير العمل التطوعي، ضمن برامج متنوعة، تستهدف مختلف الفئات العمرية. وتشمل هذه البرامج، بحسب ما جاء أيضاً على الموقع الرسمي لحكومة الإمارات:
- «الهلال الطلابي»: ويشمل طلاب المدارس من المرحلة «الابتدائية» إلى «الثانوية».
- «الهلال الجامعي»: لطلاب الجامعات، والكليات.
- «العمل التطوعي العام»: وهو مفتوح لكل من تجاوز الـ18 عاماً، من أبناء المجتمع.
وتركز «الهيئة» على إشراك المتطوعين في أنشطة اجتماعية وثقافية واقتصادية، بشكل فردي أو ضمن مجموعات منظمة؛ ما يعزز التفاعل المجتمعي، ويوفر تجارب إنسانية عميقة.
3 - «برنامج دبي للتطوع».. منصة حكومية لرعاية المبادرات
أطلقت هيئة تنمية المجتمع بدبي «برنامج دبي للتطوع»، كأول برنامج حكومي من نوعه؛ لتنسيق وإدارة الفعاليات والمبادرات التطوعية في إمارة دبي، والإمارات كافة. ويتعاون «البرنامج» مع مختلف الجهات؛ لتوفير فرص تطوعية للمواطنين والمقيمين، وتعزيز قيم التضامن والتكافل المجتمعي، ومنح الأفراد والشركات منصة للمساهمة في خدمة المجتمع، من خلال الأعمال التطوعية.
-
«عام المجتمع».. تجدد الالتزام بالعمل الإنساني
4 - «مركز الشارقة للعمل التطوعي».. تدريب وتأهيل من أجل كفاءة تطوعية
أما في إمارة الشارقة، فيتولى مركز الشارقة للعمل التطوعي - الذي تأسس عام 2016؛ بهدف المساهمة في تحقيق التكافل الاجتماعي، والتلاحم المجتمعي في إمارة الشارقة - مسؤولية نشر ثقافة التطوع، وتنظيمها. ومن خلال منصته الإلكترونية، يقوم «المركز» بأمور عدة، منها:
- استقطاب، وتسجيل المتطوعين.
- تأهيل المتطوعين عبر ورش تدريبية متخصصة.
- إطلاق فرص تطوعية، بالتعاون مع الجهات المختلفة.
- توثيق الساعات التطوعية، وإصدار الشهادات إلكترونيًا.
ويعمل «المركز» على تمكين المتطوعين، وتنمية مهاراتهم؛ ليكونوا جزءاً فاعلاً من المشهد المجتمعي المتكامل. وقد سجل «المركز» انتساب 95400 متطوع، و3312 فرصة تطوعية، و1472184 ساعة تطوع، بحسب ما جاء على موقعه الإلكتروني.
5 - «أكاديمية الإمارات للتطوع في أبوظبي».. تأهيل الكوادر الوطنية
جاءت أكاديمية الإمارات للتطوع في أبوظبي؛ استجابةً عمليةً لتوصيات المؤتمرات الوطنية والخليجية المعنية بالتطوع، وتهدف الأكاديمية إلى:
- نشر ثقافة التطوع.
- تأهيل وتدريب الكوادر الوطنية.
- التعاون مع الجهات الحكومية، والخاصة.
وتُعد الأكاديمية نموذجاً يُحتذى في بناء جيل جديد من المتطوعين المؤهلين؛ لإحداث فرق ملموس في مجتمعاتهم، لاسيما في إمارة أبوظبي، التي تبنت نهجاً متقدماً في تنظيم العمل التطوعي، إذ أطلقت سياسة خاصة لتنظيم العمل التطوعي في الإمارة؛ لتمكين فئات المجتمع كافة من المشاركة، ضمن معايير مهنية واضحة، مع الحفاظ على قيم: الاحترام، والشفافية، والتعاطف، والمسؤولية المجتمعية. وتشمل السياسة آليات جديدة، تسمح للمتطوعين بالحصول على تراخيص رسمية؛ لتشكيل فرق تطوعية مستقلة بعيداً عن التبعية لأي مؤسسة، بالإضافة إلى تسهيل تراخيص الأفراد، والمؤسسات الراغبة في العمل التطوعي.