حاجز البشرة، المعروف علمياً باسم الطبقة القرنية، هو خط الدفاع الأول لبشرتكِ ضد العوامل الخارجية. يتكوّن من خلايا جلدية ميتة مدموجة بدهون طبيعية مثل السيراميدات، ويعمل كدرع يمنع فقدان الرطوبة، ويحمي من الملوثات، والبكتيريا، والتغيرات البيئية. وعندما يضعف هذا الحاجز، تبدأ البشرة في إرسال إشارات استغاثة: احمرار، تقشّر، تهيّج، وحتى التهابات مزمنة.
اليوم، «حمّى التقشير» تسيطر على روتينات العناية بالبشرة، مع استخدام الأحماض والريتينول بشكل مفرط بهدف الحصول على إشراقة فورية. لكن النتيجة في كثير من الأحيان كارثية، إذ تضعف حاجز البشرة، ما يسبّب حساسية مفرطة وجفافاً مزمناً.
إليكِ أهم مفاتيح الموازنة للمحافظة على حاجز البشرة:
-
من المبالغة في التقشير إلى الإفراط في إصلاح حاجز البشرة... إليكِ الصواب
كيف نوازن بين التقشير والترميم؟
لضمان توازن صحي بين تجديد البشرة وحماية حاجزها:
- لا تقشّري أكثر من مرتين إلى ثلاث مرات أسبوعيًا.
- لا تستخدمي أكثر من مكوّن فعّال واحد في الليل.
- لا تنسي الترطيب اليومي، خاصة بعد التقشير.
عندما تتحوّل العناية إلى عبء
شاع اعتماد روتينات معقدة تتكوّن من سبع إلى ثماني خطوات يومية، وتحتوي على سيرومات متعددة، مرطّبات ثقيلة، وطبقات من الكريمات، تُغلف الوجه بطبقة سميكة من المنتجات. وعلى عكس التوقعات، فإن النتيجة في كثير من الأحيان تؤدي إلى الإصابة باحمرار، والتهابات جلدية في مناطق مثل حول الفم.
أما السبب، فيعود إلى تراكم المنتجات وتداخل مكوناتها، ما يزيد من امتصاص المواد الفعّالة ويخلّ بتوازن الحاجز الطبيعي للبشرة.
صحيح أن السيراميدات، والنياسيناميد، والببتيدات مواد فعّالة ومفيدة للبشرة، لكن استخدامها المفرط أو بتركيزات عالية، مثل النياسيناميد فوق 5%، قد يؤدي إلى الالتهابات، خصوصًا لدى ذوات البشرة الحساسة. لهذا، فإن طريقة استخدام المنتج وتوقيت إدراجه ضمن الروتين اليومي هو أهم من نوعه.
-
من المبالغة في التقشير إلى الإفراط في إصلاح حاجز البشرة... إليكِ الصواب
لا تستخدمي كل شيء دفعة واحدة
تتجاوز المنتجات المصنّفة تحت «حاجز البشرة» عشرات الآلاف، من كريمات مرطّبة إلى تينتات وواقيات شمس. لكن ليست كل هذه المنتجات ضرورية، بل قد تكون سبباً في زيادة المشاكل إذا تم استخدامها بشكل عشوائي أو مفرط.
في كثير من الأحيان، يكون الحل الأبسط هو الأفضل. التوصيات الحديثة تشدّد على استخدام منتج واحد فقط مخصص لدعم الحاجز، مثل كريم مرطّب غني بالدهون أو السيراميدات.
والجدير بالذكر أن معظم المرطّبات الجيدة تدعم الحاجز تلقائياً، حتى لو لم يُذكر ذلك صراحة على العبوة.
منتجات إصلاح الحاجز ليست للجميع، ولكنها تفيد في حالات معيّنة، منها:
- ذوات البشرة الجافة أو الناضجة.
- من يعانين من الأكزيما أو الوردية.
- من أفرطن سابقاً في التقشير أو استخدمن منتجات قوية بشكل خاطئ.
البساطة هي سر النجاح
أفضل روتين لدعم حاجز البشرة لا يحتاج إلى الكثير. منتجات بسيطة ولطيفة تكفي، مثل:
- غسول زيتي خفيف.
- مرطّب غني بالسيراميدات.
- واقي شمس يومي ذو تركيبة خفيفة.
-
من المبالغة في التقشير إلى الإفراط في إصلاح حاجز البشرة... إليكِ الصواب
راقبي بشرتكِ... وأضيفي بحذر
عند ظهور علامات الاحمرار، من الأفضل التوقّف عن استخدام معظم المنتجات. اكتفي بغسول لطيف، ومرطّب، وواقي شمس.
وبعد أسبوعين إلى ثلاثة، راقبي استجابة بشرتكِ. إذا هدأت وتحسّنت، يمكنكِ إعادة إدخال المنتجات واحدة تلو الأخرى.
الهدف ليس بناء حاجز جديد من الصفر، بل منح الحاجز الطبيعي الموجود فرصة للتعافي والقيام بدوره، وتذكري دائماً ان الاعتدال هو الأساس، والمبالغة حتى في الأشياء المفيدة قد تنقلب ضدك.