في عام 2025، لم يولد أحدث هوس في عالم الموضة على منصات العرض أو في ورشات الأزياء الراقية، بل وصل في صناديق صغيرة، يكتنفها الغموض وتنبض بالشخصية المميزة. من الألعاب القابلة للجمع مثل «لابوبو» و«سكل باندا» و«كراي بيبي» من بوب مارت إلى قلادات حقائب اليد المصممة التي تبلغ قيمتها مئات الدولارات، يشهد هذا القطاع تصادماً غريباً ولكنه آسر تحت عنوان «الألعاب والأزياء الراقية أصبحتا صديقتين حميمتين».
ما بدأ كثقافة متخصصة لهواة الجمع سرعان ما تطور إلى اتجاه عالمي، هذه الألعاب التي كانت مقتصرة سابقاً على الرفوف أو علب العرض، تُثبّت الآن على حقائب فاخرة من ديور وشانيل وغيرها من العلامات التجارية الفاخرة. لم تعد دمية لابوبو الناعمة المتدلية من حقيبة هيرميس كيلي غريباً؛ بل أصبح أمراً مُلهماً.
-
من ألعاب مُجمعة إلى إكسسوارات لأفخم الحقائب.. هوس جديد في عالم الموضة
سر تطور تصميم الألعاب المُجمعة
يعود أصل الألعاب القابلة للتحصيل والتجميع كعنصر من عناصر نمط الحياة إلى ثقافة «كاواي» اليابانية وظهور علامات تجارية مثل «ميديكوم توي» وألعاب الفينيل الفنية من مصممين مثل مايكل لاو وكاوس. لم تكن هذه مجرد ألعاب، بل كانت دمى صغيرة محدودة الإصدار من تصميم فنانين، طمست الخط الفاصل بين الفن الراقي وثقافة الشباب.
أحدثت شركة «بوب مارت» التي تأسست في بكين عام 2010، ثورة في هذا النمط من الألعاب بإدخال نظام «الصندوق الأعمى» إلى ثقافة جمع الألعاب السائدة. بفضل أسعارها المعقولة، وشخصياتها المميزة (مثل لابوبو، وديمو، وباكي، وسكولباندا)، وإصداراتها الجديدة المتكررة، أنشأت «بوب مارت» وغيرها من الشركات، بيئةً إدمانيةً جذبت إليها المعجبين من جميع الأعمار. بدأت ألعابها كمقتنيات، لكنها سرعان ما تطورت إلى نمط حياة، وبطبيعة الحال، تبعتها الموضة.
لماذا أصبحت الألعاب القابلة للجمع إكسسوار للحقائب في 2025؟
خلال الفترة الأخيرة، شاهدنا موجة كبيرة من إكسسوارات الحقائب المعتمدة على الدمى وألعاب التجميع، حيث أصبحت تُزين أفخم الحقائب مثل هيرميس وشانيل وديور وغيرها. كما اتجهت النجمات إلى اقتناء نسخ خاصة ومحدودة الإصدار من هذه الدمى والألعاب، كنوع من التفرد.
وفي ضوء استمرار رواج هذه الإكسسوارات التي أصبحت لا تقتصر على فئة محددة من الجمهور مثل المراهقات أو الشابات، فقد وصلت إلى نجمات لامعات وناضجات بما في ذلك جيجي حديد وريهانا وشير!
اسباب تحول هذه الدمى إلى هوس جديد في عالم الموضة
-
من ألعاب مُجمعة إلى إكسسوارات لأفخم الحقائب.. هوس جديد في عالم الموضة
1. هوس التخصيص
لا تكتفي مُحبات الموضة اليوم بارتداء ما هو عصري، بل يُردن نسج قصة أسلوبهن الخاصة، وتُتيح إكسسوارات الحقائب المُصممة بألعاب قابلة للجمع لمرتدياتها التعبير عن الفكاهة واللطف، وحتى عن حالتهن المزاجية. دمية «كراي بيبي» ذات الإصدار المحدود المُعلقة على حقيبة هيرميس بيركين تُعبّر عن مشاعر أكثر مما يُعبر عنه وشاح أو بطاقة تعريف.
هذه الرغبة في التخصيص هي أيضاً استجابة مباشرة للاتساق الجماهيري في عالم الموضة السريعة. في عالم يُمكن فيه للملايين شراء فستان زارا نفسه، تُعد إضافة حُلي لعبة فريدة إلى حقيبة فاخرة تمرداً خفياً.
2. عامل الحنين
تتشابك اتجاهات الموضة بعد الجائحة بشكل وثيق مع الراحة وذكريات الطفولة. تستلهم الألعاب القابلة للتحصيل جماليات أواخر التسعينيات وأوائل الألفية الثانية، حين كانت ألعاب التماغوتشي وسانريو وبولي بوكيت هي السائدة. في ظل هذه الظروف غير المستقرة، تُضفي هذه الشخصيات المصغرة لمسة من الألفة والبراءة وقليلاً من المرح، مُصممة خصيصاً للمستهلكات البالغات ذوات القدرة الشرائية.
3. تأثير وسائل التواصل الاجتماعي
تُسهم منصات مثل تيك توك وإنستغرام ريلز في تنامي التوجهات الصغيرة بوتيرة أسرع من أي وقت مضى، إذ يؤدي مقطع فيديو متداول يُظهر كيفية «تجميل دمية لابوبو بأزياء برادا» إلى نفاد عدد من شخصيات بوب مارت. غالباً ما يُقدم المؤثرون محتوى «ما هو موجود في حقيبتي»، حيث تُعتبر ألعاب التمائم أكثر العناصر رواجاً.
لا تؤثر وسائل التواصل الاجتماعي على ما يشتريه الناس فحسب، بل تُغذي أيضاً أسلوبهم في تنسيقها، حيث تُضفي الألعاب القابلة للتحصيل جاذبية فورية على الصور. ألوانها زاهية، وشخصياتها آسرة، وندرتها تجعلها مرغوبة في عصر العرض الرقمي.
4. الأزياء الفاخرة تحتضن اقتصاد الألعاب
في البداية، قد يبدو الجمع بين حقيبة يد بقيمة 1000 دولار ولعبة بقيمة 15 دولاراً أمراً غير بديهي. لكن الموضة الفاخرة اليوم تُعرف أكثر بالشخصية الفردية والأهمية الثقافية، وليس بالسعر. لهذا السبب نشهد تعاونات غير مسبوقة بين صانعي الألعاب القابلة للتحصيل ودور الأزياء.
-
من ألعاب مُجمعة إلى إكسسوارات لأفخم الحقائب.. هوس جديد في عالم الموضة
5. دور ثقافة الصناديق العمياء
يلعب نموذج الصناديق العمياء دوراً نفسياً حاسماً في هذا التوجه. فهو يمزج بين إثارة الغموض ورضا الامتلاك. إنها موضة مُصممة بأسلوب الألعاب: لا تعرف أي شخصية ستحصل عليها، ما يجعلها أكثر إثارة وجاذبية للجمع. عادة ما تتاجر المعجبات أو يبحثن عن الشخصيات النادرة للغاية، تماماً مثل إصدارات الأحذية الرياضية أو حقائب اليد الفاخرة.
يعكس هذا البحث نموذج الندرة الخاص بالأزياء الفاخرة، ما يخلق ضجة إعلامية وحصرية وسوقاً نشطاً. تُباع بعض إكسسوارات الألعاب النادرة الآن بمئات الدولارات، خاصة إذا كانت جزءاً من تعاونات محدودة أو سلاسل تتوقف عن الإنتاج.
6. جاذبية محايدة للجنسين وعابرة للأعمار
على عكس قطع الأزياء التقليدية التي تكون مُصممة حسب الجنس والعمر، تتمتع إكسسوارات الألعاب القابلة للجمع بجاذبية عالمية. يشتريها المراهقون، ومؤثرو الموضة، وعشاق أزياء الشارع، ويُعلقها البعض على حقائب اليد، والبعض الآخر على حقائب الظهر، أو حافظات الهواتف، أو حتى حلقات الحزام.
تُعد هذه المرونة مفتاحاً لازدهارها. ففي عالم الموضة الذي يتبنى بشكل متزايد مرونة الجنسين والأناقة الخالدة، تُتيح هذه القلادات الصغيرة فرصةً للمشاركة في أحدث الصيحات دون الشعور بالتقيّد بالمعايير القديمة.
لابوبو.. ليست الدمية الوحيدة الرائجة
خلال الأشهر القليلة الماضية، لاحظنا موجة واسعة وضجة كبيرة على منصات التواصل الاجتماعي، بسبب دمية «لابوبو» التي يبحث عنها الجميع ويحاول الكثير اقتناء النسخ النادرة، بينما على الجانب الآخر، لم تكن «لابوبو» وحدها الدمية الأكثر رواجاً، بل كانت هناك دمى وألعاب تجميع أخرى، كان لها حظ من الرواج.
-
من ألعاب مُجمعة إلى إكسسوارات لأفخم الحقائب.. هوس جديد في عالم الموضة
كراي بيبي Cry Baby من بوب مارت Pop Mart
شركة بوب مارت POP MART كان لها نصيب الأسد هذا العام، في تحقيق أرباح مأهولة من خلال هذه الألعاب، فعلى الرغم من أن دمية «لابوبو» هي الأكثر رواجاً في العالم بالوقت الحالي، إلا أن سلسلة كراي بيبي Cry Baby التي تبدو حزينة وباكية، قد أسرت قلوب الجميع أيضاً، بعيونها الدامعة وخدودها المنتفخة. تتوفر هذه القلادات بألوان شعر مختلفة، وتكون على شكل سلسلة مفاتيح أو دمية صغيرة مستقلة.
-
من ألعاب مُجمعة إلى إكسسوارات لأفخم الحقائب.. هوس جديد في عالم الموضة
سكالباندا Skullpanda من بوب مارت Pop Mart
أسست شخصية سكالباندا Skullpanda في عام 2018، وهي مسافرة عالمية حرة الروح، تتميز بخوذة رائدة فضاء وضفائر ومكياج جريء. وانضمت إلى ألعاب بوب مارت عام 2020؛ وحققت علبة «القلعة القديمة» الخاصة بها مبيعات مذهلة بلغت 60,000 وحدة في ثانية واحدة. تتوفر سكالباندا بأشكال وسلاسل متنوعة، بما في ذلك سلسلة «سيمفونية الشتاء» الأكثر شهرة، وتُظهر هذه المجموعة شخصيات غامضة ترتدي ملابس شتوية فاخرة، لكنها مُخيفة، مع قلنسوات منفوخة بألوان مُختلفة، ومكياج عيونٍ رائع.
-
من ألعاب مُجمعة إلى إكسسوارات لأفخم الحقائب.. هوس جديد في عالم الموضة
الدب بارثولوميو Bartholomew Bear من جيليكات Jellycat
واحدة من ألعاب التجميع التي أصبحت من أبرز إكسسوارات الحقائب، هي دمية الدب بارثولوميو Bartholomew Bear من جيليكات Jellycat التي صنعت لأول مرة في عام 1999، وتتميز بشكل الدب القطني فائق النعومة، ومزودة بمشبك مخلب فضي متين.
تاماغوتشي Tamagotchi
إذا كنتِ من مواليد التسعينيات، بالتأكيد تعد لعبة تاماغوتشي بمثابة حنين العودة إلى الماضي، فاليوم أصبحت هذه اللعبة الشهيرة، إكسسواراً مميزاً للحقائب، حيث إن تمائم تاماغوتشي القابلة للتجميع تأتي بتصميم صندوق مخفي، يضم 10 أشكال، مع مشبك معدني للحقائب أو المفاتيح.
-
من ألعاب مُجمعة إلى إكسسوارات لأفخم الحقائب.. هوس جديد في عالم الموضة
ميفي بلش Miffy Plush من موما MOMA
دمية ميفي المحشوة بالكروشيه، صنعت يدوياً بواسطة جست داتش في فيتنام، باستخدام قطن عضوي 100 %، وسرعان ما تحولت إلى واحدة من أكثر الدمى المستخدمة كإكسسوار سواء في الحقائب أو ميداليات المفاتيح، وتتميز بتصميم بسيط وناعم مع عيون بارزة، تجعلها ساحرة ومختلفة.
-
من ألعاب مُجمعة إلى إكسسوارات لأفخم الحقائب.. هوس جديد في عالم الموضة
دمية تيدي Teddy من برادا PRADA
هذه الدمية الفخمة، أصبحت اليوم من الإكسسوارات المرحة لحقيبتكِ، ورمزاً للأناقة العصرية خاصة مع توقيع العلامة التجارية الفاخرة برادا PRADA عليها، فهي مصنوعة في إيطاليا من قماش فخم، تتميز بمشبك وحلقة منفصلة، مزينة بشعار برادا المثلث المطلي بالمينا، وتتوافر بألوان عدة مثل الأبيض والوردي الأوركيد.