يميل بعض الناس إلى السهر لساعات طويلة، وقد يذهبون إلى أعمالهم أو جامعاتهم دون نوم، ولأسباب كثيرة، ما يجعلهم يعانون خلال يومهم من النعاس والخمول والتعب، إلى جانب فقدان التوازن، وعدم القدرة على أداء مهماتهم بحماس وتركيز.

  • قلة النوم.. ضارة بالقلب

وإن كان هذا الأمر يحدث أحياناً بسبب ظروف معينة لدى البعض، كصعوبة الحصول على إجازة من العمل، وقد يُعد أمراً عرضياً، إلا أن اللافت أن بعض الناس قد أدمنوا السهر اليومي، مكتفين بفترات نوم وجيزة لا تزيد على ثلاث أو أربع ساعات، وهو ما يصنّفه باحثو جامعة أوبسالا السويدية على أنه خطر حقيقي يهدد صحة الإنسان على المدى الطويل.
ويؤكد الباحثون في دراستهم السريرية، التي نشرتها صحيفة الإندبندنت البريطانية، أن النوم المحدود ولساعات قليلة لثلاثة أيام متواصلة، يتسبب في تغيرات في دم الإنسان، تدفعه للإصابة بأمراض القلب!

  • قلة النوم.. ضارة بالقلب

وقد استند الباحثون في دراستهم إلى التغيرات التي تطرأ على بروتينات الدم عند التعرض للتوتر والقلق لفترات طويلة نسبياً، وهي نفسها التغيرات التي تظهر عند قلة النوم. إذ بيّنت الدراسة أن ارتفاع هذه البروتينات في مجرى الدم لفترات ممتدة، يزيد خطر الإصابة بقصور القلب، والأمراض التاجية، والرجفان الأذيني بنسبة تصل إلى 125% على المدى البعيد.
وأُجريت الدراسة السريرية على 16 طالباً جامعياً يتمتعون بصحة جيدة وبنية جسدية ممتازة، حيث قُسمت الدراسة إلى مرحلتين:
الأولى، نوم الطلاب لثماني ساعات يومياً بشكل طبيعي لمدة ثلاث ليالٍ، والثانية، نومهم لأربع ساعات فقط لثلاث ليالٍ أخرى. وفي كلتا الحالتين، قام الباحثون بقياس ضغط دم الطلاب عند إيقاظهم من النوم مرة، ومرة أخرى بعد أداء تمرين رياضي، هو ركوب الدراجة الثابتة.

  • قلة النوم.. ضارة بالقلب

وتم تحليل نحو 100 بروتين مختلف في عينات دم الطلاب، وتبيّن أن الحرمان من النوم - مهما كان سببه - يؤدي بشكل مباشر إلى ارتفاع علامات الالتهاب المرتبطة بأمراض القلب. كما أظهرت النتائج أن ممارسة التمارين الرياضية، التي تساعد عادة في تعزيز ضخ الدم إلى القلب والدماغ، لا تُجدي نفعاً على المدى الطويل في حال استمرار عادة قلة النوم، وعدم الحصول على الراحة الكافية للجسم والعقل والقلب.

  • قلة النوم.. ضارة بالقلب

ويؤكد خبراء الصحة في موقع مايو كلينك أن للنوم دوراً أساسياً في تحسين جودة حياة الإنسان والحفاظ على توازنها واستدامتها. فالتأثير لا يقتصر على الجانب البدني فقط، بل يمتد ليشمل الجوانب النفسية والاجتماعية والغذائية والعقلية، إذ يلعب النوم دوراً حاسماً في تعزيز الصحة كجزء أساسي من نمط حياة سليم.
كما يسهم النوم في تجديد الطاقة، وتحسين الوظائف العقلية والجسدية، وترميم الخلايا، وتعزيز جهاز المناعة.