لا يتقبل الجميع أن يُقال لهم «لا»، فطالما تسبب رفض إنسان بتوقف مسيرته ونجاحه وعيشه حالة من الإحباط تؤدي إلى تراجعه على الأصعدة كافة.

كلمة «لا» ثقيلة على النفس ولا تروق للجميع، ولا يقدر على التعامل معها مختلف البشر، بل إنها قد تسبب موجات من الحزن والاكتئاب للملايين، فلها وقع ثقيل جداً على الأذن والنفس بآن واحد.

كلنا يعرف أن «لا» واحدة قد تفوق بتأثيرها السلبي 100 كلمة «نعم»، لكن دعونا نتوقف هنا، فماذا لو جعلنا من الـ «لا» طريقاً لتوضيح الأهداف، كشف الإصرار، وتأكيد قيمة ما نسعى إليه.

  • الرفض ليس نهاية الطريق.. كيف تكون كلمة «لا» مفتاح حياتك الجديدة؟

لا نجاح بغير جهد

لا تحتاج هذه القاعدة الثابتة في الحياة لتفسير كبير، فلا يمكن الحصول على شيء بدون جهد، وكل طريق مليئ بالمصاعب والعثرات، فقط من يتجاوزها هو القادر على إكمال سيره فيها والوصول إلى نهايتها، لأن الحياة بكل بساطة لا تأخذنا بطريق مستقيم خالٍ من العقبات حتى نصل إلى النجاح.

ومن هذا المنطلق عليكِ دائماً ألا نخاف كلمة «لا»، رغم ثقلها على النفس وصعوبة قبولها كون أغلبنا يعتقد أنها تأتي رفضاً لذاته ونفسه وقيمته، بل لمستقبله أيضاً ويعتقد أنها قرار نهائي، وحكم غير قابل للاستئناف لكن الحقيقة تقول غير ذلك تماماً فكلمة «لا» ماهي إلا جزء من الحساب، وخطوة في الطريق لا نهايته.

الشخص الناجح هو القادر على الوصول لهدفه القابع في نهاية الطريق المليئة بسلسلة متتالية وطويلة من الـ «الا» فقد يرفض الإنسان مرة ومرتين وعشرة وأكثر، لكنه لا يتوقف ويبقى ساعياً وراء هدفه.

«لا» هو الخيار الأكثر أماناً بالنسبة لهم

- خيار آمن

علينا أن ندرك جيداً أن معظم الناس يقولون «لا» ليس لأنهم لا يردوننا ويرفضون وجودنا ولكنها كلمة آمنة لهم وتزيل تخوفهم من المقابل بشكل قاطع، لذا فإن «لا» على الأغلب لا تتعلق بنا بل بمسافة الأمان للطرف الآخر.

لأن الرفض يبقي الأمور كما هي، بينما القبول قد يقلب الحال رأساً على عقب سواء كان ذلك إيجاباً أم سلباً والإنسان بطبيعته يخشى التغيير والمخاطرة فيلجأ دائماً لرفض كل ما هو جديد وتكون كلمة «لا» كافية لإبقائه على حاله دون أي التزام جديد. إن معرفة هذه القاعدة تمنحك راحة أكثر، وتجعلك تعلمين أن الرفض ليس لك وإنما هو رفض للتغيير والالتزام، رفض لما هو جديد، رفض غالباً من دون أسباب ولا منطق.

- «لا» فرصة جديدة

لكي يكون الرفض بمثابة فرصة جديدة لنا، ويكون جزءاً من الطريق لا نهايته، بإمكاننا تغير مفاهيمنا وصياغة طلبنا بأسلوب آخر. وعلى سبيل المثال يمكننا أن نختار بعض العبارات المناسبة التي لا تجعل من لا نهاية حتمية لطريقنا مثل: «هل الوقت مناسب للحديث؟». عبارات كهذه وطريقة مماثلة تجعل من كلمة «لا» حتماً طريقاً للتفاوض، وتسمح لنا أن نتقبلها بكل سرور، ويعطينا فرصة لمناقشة أخرى لتكون هذه الكلمة الصعبة، بمثابة حجر في الطريق يمكن تجاوزه لا أكثر.

  • الرفض ليس نهاية الطريق.. كيف تكون كلمة «لا» مفتاح حياتك الجديدة؟

كيف نتقبل «لا» بداخلنا؟

حتى نستطيع تقبل هذه الكلمة الثقيلة وتجاوزها علينا أن نجعل منها مرآة لأهدافنا، فنقف عندها ونعيد التفكير من جديد، هل يستحق هدفنا أن نكمل لأجله، وهل ما زلنا نؤمن به حقاً، علينا إعادة رؤية الأمور بوضوح أكبر، والتأكد بأن الشغف ما زال موجوداً.

لنفكر مرة ثانية، هل بذلنا جهداً كافياً للحصول على «نعم»، هل كان الجهد المبذول يساوي قيمة الطموح الذي نسعى إليه؟ لا بأس علينا بذل المزيد حتى نصل للقبول الذي يغير حياتنا بشكل كامل وينسينا تماماً تلك المشاق والصعاب ومرات الرفض.

«لا» هي جرس إنذار داخلي بأنه حان وقت تغيير الطرق، والديناميكيات، علينا اليوم ابتكار طرق جديدة، إزالة العثرات، تقوية نقاط الضعف، البدء من جديد.

الإيمان بعدم التوقف ضرورة ملحة، سواء حصلت على «لا» واحدة او ألف «لا»، علينا إكمال المسير والصمود حتى النهاية، فربما أنت على بعد خطوة واحدة من تحقيق الهدف المنشود، فلا تضيعي الفرصة.

ينصح خبراء التنمية الذاتية والمدربون بعد مرات الـ «لا» التي نحصل عليها حتى نصل لـ «نعم»، ويشيرون إلى أن الحياة عبارة عن ماراثون جري مليء بالمحطات التي علينا تجاوزها لكن لا فرحة تضاهي فرحة الوصول إلى خط النهاية، ولن يستطيع الوصول إليه سوى الجادون الحقيقيون المؤمنون بأنفسهم.