فاطمة آل عبدالله: المرأة الإماراتية شريك أساسي في التنمية المجتمعية
بخبرة مهنية تتجاوز 36 عاماً، قدمت سعادة فاطمة أحمد محمد آل عبدالله، مديرة جمعية النهضة النسائية بدبي ـ فرع الخوانيج، ومديرة روضة البساتين الخاصة، مسيرة حافلة من العطاء والتفاني، بعدما كرست جهودها للمساهمة في ترجمة رؤية القيادة الرشيدة في تمكين المرأة وتعزيز دورها في مختلف مجالات الحياة. حرصت «زهرة الخليج» على مقابلتها للتحدث حول أبرز محطات تجربتها، والدروس المستفادة، والقيم التي تكرسها في عملها. كما نستعرض الجهود التي تقودها الجمعية لتمكين المرأة، ودعم فئات المجتمع المختلفة. تالياً نص الحوار:
ما أبرز الدروس التي خرجتِ بها من مسيرتك المهنية الطويلة؟
لقد نشأت في دولة الإمارات التي توفر بيئة داعمة ومحفزة للمرأة لتطوير قدراتها. عملي في مجال تمكين المرأة منحني الفرصة لتوسيع مهاراتي، سواء في اتخاذ القرارات أو في بناء العلاقات المؤسسية والإنسانية. أهم ما تعلمته هو أن النجاح لا يأتي بسهولة، بل هو نتيجة للتعلم المستمر، والإصرار على التقدم.
شفافية.. ووضوح
ما القيم التي تعتبرينها مرجعاً في عملك؟
قيم الشفافية والوضوح، الأساس الذي أبني عليه جميع علاقاتي مع الفريق، بالإضافة إلى ضرورة تحمل المسؤولية والالتزام التام بالمسائل الموكلة إلي. القيادة الناجحة، في رأيي، لا تقتصر فقط على اتخاذ القرارات الصائبة، بل على التعاون المستمر بروح الفريق لتحقيق الأهداف المشتركة. كما نحرص على تقييم الأنشطة بشكل دوري، والعمل على تحسينها. أما بالنسبة للخطط الاستراتيجية، فنعمل على وضع خطة سنوية واضحة ومعتمدة لجميع الأنشطة والفعاليات التي نقوم بها، مع أهمية مواكبة التطور التقني والاجتماعي لضمان استدامة المشاريع وتقدمها بشكل دائم.
-
فاطمة آل عبدالله: المرأة الإماراتية شريك أساسي في التنمية المجتمعية
حدثينا عن الاستراتيجيات الرئيسية التي تعتمدها جمعية النهضة النسائية ـ فرع الخوانيج، في مجال تمكين المرأة؟
جمعية النهضة النسائية بدبي وفروعها، ومنها فرع الخوانيج، تتبع استراتيجيات مرتبطة بتوجهات الدولة والأجندة الوطنية، وهي تسعى باستمرار لتحقيق أهداف تمكين المرأة في مختلف المجالات الاجتماعية والتعليمية والاقتصادية، وتعزيز دورها كشريك أساسي في التنمية المجتمعية. نحن نعمل تحت إشراف وتوجيه الشيخة أمينة بنت حميد الطاير، رئيسة جمعية النهضة النسائية بدبي رئيس مجلس الإدارة، وسعادة الدكتورة فاطمة الفلاسي، المدير العام للجمعية.
أطلعينا على أبرز المبادرات التي قمتم بها لتحقيق هذه الأهداف!
من أبرز المبادرات التي أطلقناها في فرع الخوانيج: مبادرة «نهضة لدعم المشاريع والأعمال الريادية»: تهدف هذه المبادرة إلى دعم المرأة الإماراتية في تطوير أفكارها ومشاريعها الريادية بشكل عملي ومنهجي. ومبادرة «ملتقى المسؤولية الاجتماعية في دور المرأة العربية»: هي منصة تسلط الضوء على دور المرأة في مجال المسؤولية المجتمعية، وتشجع على تبادل التجارب والخبرات بين القيادات النسائية العربية، مما يعزز من مساهمة المرأة في التنمية المستدامة على المستويين المحلي والعربي.
هل هناك برامج مخصصة للفتيات الشابات؟
نعم، لدينا العديد من الدورات والورش التدريبية للفتيات الشابات في مختلف المجالات الثقافية والتوعوية والدينية والاجتماعية. كما نتيح لهن فرص التطوع لاكتساب الخبرات العملية والميدانية. ويعد مركز «أجيال المستقبل» التابع للجمعية منصة مخصصة للفتيات والشابات، حيث يستقطب الكفاءات منهن للمشاركة في تفعيل الأنشطة والبرامج، بما يعزز من دورهن الفعال في خدمة المجتمع واستثمار طاقاتهن بشكل إيجابي.
أنشطة مستدامة
كيف تقدمون الدعم الاجتماعي والنفسي للنساء من كبار المواطنين وأصحاب الهمم؟
نحن نولي اهتماماً بالغاً بهذه الفئات، ونؤمن أن الدعم الاجتماعي والنفسي حق أساسي لكل فرد في المجتمع. وقد أطلقنا عدة مبادرات نوعية في هذا الجانب، أبرزها: مبادرة «احتياجك أمانة»، وهي مبادرة إنسانية تسعى لخلق بيئة مجتمعية واعية ومتفاعلة مع كبار المواطنين، وتعمل على دمجهم في الحياة اليومية عبر أنشطة مستدامة وشراكات فعالة. كما قمنا بتنظيم ورش توعوية في المدارس والجامعات لزرع ثقافة التقدير والتفاعل الإيجابي مع كبار السن بين الأجيال الجديدة. ونظمنا ملتقى الزهايمر ومقدمي الرعاية، والذي يُعد منصة لدعم أسر مرضى الزهايمر وتقديم جلسات إرشاد نفسي وتبادل خبرات. أما فيما يخص أصحاب الهمم، فقد أطلقنا مبادرة «تحدياتنا تصنع الفرق»، ومؤتمراً يحمل اسم المبادرة، وشاركنا في معرض «إكسبو لأصحاب الهمم».
ما الدور الذي تلعبه التكنولوجيا والابتكار في تطوير برامج الجمعية؟
التكنولوجيا أصبحت اليوم ركيزة أساسية في عملنا. ساعدتنا في الوصول إلى شرائح أوسع من النساء، وفي تطوير المحتوى التدريبي. نعمل حالياً على دمج أدوات الذكاء الاصطناعي وتحليل البيانات لتصميم برامج تدريبية مخصصة تلائم احتياجات كل سيدة، سواء في المجال المهني أو في تحسين جودة الحياة.
كيف تساهم الجمعية في تحقيق أهداف «عام المجتمع»؟
ننظر إلى «عام المجتمع» كفرصة استراتيجية لتجديد التزامنا تجاه الوطن، من خلال الاستثمار في الإنسان والأسرة. الجمعية تحرص على تبني مبادرات تنسجم مع الأهداف الوطنية، وتسعى للابتكار في تصميم البرامج المجتمعية، بما يسهم في بناء مجتمع متماسك ومزدهر.
ما رسالتك للنساء الإماراتيات الساعيات إلى النجاح والتقدم؟
إن دولة الإمارات تمضي بخطى راسخة نحو تحقيق مشاركة عادلة وشاملة وفاعلة للمرأة في مختلف المجالات، معززة جودة حياتها ضمن بيئة آمنة ومستقرة. ومن هذا المنطلق أدعو كل امرأة إلى أن تحرص على تسخير إمكاناتها وقدراتها لتحقيق التميز والنجاح والمساهمة الفاعلة في نهضة مجتمعنا ووطننا.