خمسون عاماً مرّت على ولادة حقيبة «إنترشياتو» من دار الأزياء الإيطالية «بوتيغا فينيتا»، ذلك التصميم المتشابك الذي لا ينطق باسم الدار، بل يتحدث بلغة اليد، والحرفة، والصمت الأنيق. وفي حملتها الجديدة «الحرفة لغتنا»، تُعيد الدار إحياء هذا الرمز، ليس كمجرد تقنية في التصنيع، بل كفلسفة، وتراث حيّ يتنقّل من يدٍ إلى يد، ومن جيل إلى آخر، في حوار بصري يمزج بين الفن والإحساس والدقة الإيطالية الأصيلة.
-
الجمال الحقيقي يبدأ من اليد
لغة عالمية لليد
صورت الحملة عدسة جاك دافيسون وصمم رقصاتها لينيو كاكليا، لتحتفي بجمال الإيماءات بوصفها وسيلة تواصل تتجاوز حدود اللغة المحكية، وتنطلق من يد الحرفي لتصل إلى جسد من يرتدي القطعة، في دورة إبداعية مستمرة.
في مقاربة شاعرية وعميقة، تتأمل الحملة في الرمزية الكامنة خلف الإيماءة، سواء تلك التي تُشكّل الجلد أو تلك التي تُعبّر عن فكرة أو شعور، مستحضرة مرجعاً كلاسيكياً في هذا السياق: «ملحق القاموس الإيطالي» للفنان برونو موناري، المنشور عام 1963، والذي وثق فيه إيماءات اليد الإيطالية كوسيلة تعبيرية فريدة.
-
الجمال الحقيقي يبدأ من اليد
شخصيات لامعة
تجمع الحملة طيفاً واسعاً من الأسماء، من حرفيي الدار إلى شخصيات لامعة في السينما والموسيقى والأدب والموضة. من الممثلة جوليان مور إلى الروائية زادي سميث، ومن المخرج داريو أرجينتو إلى عارضة الأزياء لورين هاتون، التي حملت حقيبة كلاتش «إنترشياتو«» عام 1980 في فيلم «أمريكان جيجولو»، لحظة ثقافية ساهمت في ترسيخ مكانة هذا التصميم في الذاكرة البصرية العالمية.
وتُكرم الحملة أيضاً المصمم إدوارد بوكانان، الذي شغل منصب مدير التصميم في التسعينيات، وقدّم أول مجموعة ملابس جاهزة للدار، معيداً رسم ملامح «بوتيغا فينيتا» بلمسة حداثية حافظت على عمق الحرفة.
-
الجمال الحقيقي يبدأ من اليد
غنيٌ عن التوقيع
رغم شهرة «إنترشياتو» العالمية، إلا أن «بوتيغا فينيتا» حافظت على التزامها بفلسفة «اللا شعار»، واضعة ثقتها في جودة الحرفة لتكون التوقيع الحقيقي لها. يعتمد هذا التصميم على نسج شرائط رفيعة من الجلد تُعرف باسم fettucce، وتُدمج بعناية في قاعدة جلدية أو حول قوالب خشبية، في عملية قد تستغرق أياماً، وتستلزم خبرة طويلة ودقة لا هوادة فيها. ويجمع تصميم «إنترشياتو» بين المهارة التقليدية المتجذرة في منطقة فينيتو وخيال التصميم العصري، ليظل حياً ومتجدداً عبر الزمن.
-
الجمال الحقيقي يبدأ من اليد
حوارات وإيماءات
في سلسلة من الأفلام القصيرة المرافقة للحملة، نشاهد حوارات حقيقية بين الحرفيين وشخصيات ثقافية بارزة، يتبادلون خلالها لغة الإيماءات، ويتأملون في أدوار الأيدي، كأداة للعمل والإبداع والتعبير.
هذا الحوار العابر للثقافات والأجيال لا يهدف فقط إلى إظهار البراعة التقنية، بل لإعادة الاعتبار إلى العلاقة الإنسانية التي تنسج بين الصانع والمصنوع، بين اللمسة والقطعة، بين الحرفة والفن.
قاموس جديد
ولأن «الحرفة لغتنا» هي أكثر من مجرد حملة بصرية، أعلنت «بوتيغا فينيتا» عن إطلاق كتاب خاص في سبتمبر المقبل، يتضمن خمسين إيماءة تُجسّد لغة الدار البصرية، وتُؤسس «قاموساً» لقيمها الجمالية والفكرية. وسيُرافق الكتاب إصدار ثانٍ من الصور والأفلام، بمشاركة مجموعة جديدة من الأسماء الإبداعية، ليُكمل رحلة الحملة المستمرة في سرد الحكاية الفريدة لحرفة لا تُنسى.