بين الخطوط الانسيابية، والذهب المصقول بعناية، واللمسات التي تنبض بالعاطفة، تبرز علامة AMENDE كصوت جديد في مشهد المجوهرات الراقية. خلف هذه اللغة البصرية المرهفة تقف المصممة السعودية جمانة الدخيل، التي نسجت من مشاعرها وتفاصيل حياتها أسلوباً يوازن بين الخلود والحداثة، وبين القوة والنعومة.. من هدية صمّمتها لوالدتها في عام 2013، وُلد الشغف، وتكونت رؤية شخصية أرادت من خلالها تحويل المجوهرات إلى وسيلة للتعبير، لا مجرد زينة. اليوم، من خلال «اموند»، تبني جمانة عالماً أنثوياً متكاملاً، يحتفي بالثقة الهادئة والهوية المعاصرة للمرأة، حيث كل قطعة تُروى كأنها قصيدة صامتة تلامس الروح. في هذا الحوار، تفتح لنا جمانة قلبها وتتحدث عن البدايات، والإلهام، والتفاصيل الصغيرة التي تصنع الفرق، وتجعل من كل تصميم تجربة وجدانية نابضة بالحياة.

ما الذي دفعكِ إلى دخول عالم المجوهرات بعد دراستك للغة الإنجليزية؟

اللغة والتصميم كلاهما شكلان من أشكال سرد القصص. أردتُ التعبير عن المعنى بطريقة بصرية وشخصية أكثر، وشعرتُ أن المجوهرات هي الوسيلة المثالية. وهكذا وُلدت «اموند» AMENDE، من رغبة في سرد القصص عبر قطع خالدة ومعبرة.

  • جمانة الدخيل: المجوهرات وسيلتي للتعبير عن الحب والهوية

هل تتذكرين اللحظة التي أدركتِ فيها أن المجوهرات هي شغفكِ الحقيقي؟

نعم، يعود الأمر إلى عام 2013، عندما صممتُ أول قطعة مجوهرات لأهم شخص في حياتي: والدتي. كانت أقراطاً من اللؤلؤ، وما زلتُ أتذكر المشاعر التي غمرتني عند تصميم قطعة شخصية كهذه. ظلت تلك التجربة عالقة في ذهني، وغرست فيّ بذرة AMENDE. كنتُ أعلم أنني أريد إنشاء علامة تجارية تحمل نفس الحب والمعنى في كل قطعة.

هوية فنية

كيف أثرت دراستك للإخراج الفني في تشكيل هويتك الفنية؟

لقد فتحت لي فترة دراستي في جامعة لندن للفنون آفاقاً جديدة. فقد علمتني كيف أرى ما وراء المرئيات، وأخلق مشاعر وقصصاً ومعنى من خلال التصميم. ودفعتني هذه التجربة إلى تطوير أسلوبي الخاص، وفهم كيف يمكن لكل تفصيل أو لون أو مفهوم أن يؤثر على مشاعر الناس، وهو أمرٌ حملته معي إلى AMENDE. لم أرد فقط صنع مجوهرات جميلة؛ بل أردتُ أن أبني حولها عالماً متكاملاً ملهماً ومعبراً ومليئاً بالحياة.

ماذا يعني اسم AMENDE لكِ شخصياً؟

كلمة AMENDE مشتقة من الكلمة اللاتينية «amandus»، وتعني «أن تُحَب». هذا المعنى شخصيٌّ جداً بالنسبة لي، لأن رحلتي كلها بدأت بالحب، تحديداً بالقطعة التي صممتها لأمي. الاسم يحمل هذا الشعور ويُذكرني دوماً بما أريده لكل تصميم، الحب، والتواصل، والهدف.

روح حقيقية

كيف تُضفين الروح والعاطفة على تصاميمك؟

أُصمّم دائماً انطلاقاً من مشاعري. قبل أن أرسم أي شيء، أفكر في القصة أو العاطفة التي أريد أن تُخلّدها القطعة. أحياناً تكون ذكرى، أو شخصاً، أو مجرد شعور لا أستطيع التخلص منه. أُضفي ذلك على التصميم، آملةً أن يتواصل مع شخص ما بطريقة حقيقية. أطمح أن يشعر الشخص الذي يرتديها وكأنها صُممت خصيصاً له، حينها تصبح للقطعة روح حقيقية.

كيف يؤثر تراثك السعودي على رؤيتك الإبداعية؟

نشأتُ بين نساء سعوديات يتميزن بالأناقة والقوة والتعبير، ويرتبطن ارتباطاً وثيقاً بالجمال والتفاصيل. كان لذلك تأثير كبير عليّ. هناك شيء من الجرأة والرقي في طريقة تعامل المرأة السعودية مع نفسها، وأحاول أن أعكس هذه الروح في AMENDE. يتجلى ذلك في مزيج من الأناقة والجرأة، والنعومة والقوة؛ توازنٌ يُجسّد تماماً موطني.

ما الذي ألهمكِ لتصميم مجموعتكِ الأولى ALLURE؟

أردت ابتكار قطع أنيقة، لكنها مناسبة للارتداء اليومي. التصاميم جاءت انعكاساً لثقة هادئة، تلك اللحظة التي تشعرين فيها بأنك على طبيعتك. هذا الشعور هو ما أردت تجسيده في مجموعة ALLURE.

ما المواد أو الزخارف التي تجذبكِ أكثر، ولماذا؟

أنجذب بطبيعتي إلى الأشكال العضوية والخطوط الناعمة المتدفقة. وأحب أن تبدو القطعة عاطفية وحيوية. أستخدم الذهب واللؤلؤ بكثرة لما يحملانه من توازن رائع بين القوة والنعومة. أعشق أيضاً الأحجار الكريمة الملونة، وخاصةً الياقوت. أول خاتم صممته كان في الواقع خاتم خطوبتي، وكان مرصعاً بحجر ياقوت أصفر. هذا الحجر غال جداً بالنسبة لي، وأخطط بالتأكيد لإضافته إلى تصاميم AMENDE المستقبلية. هناك شيء مميز في اللون: فهو يضفي على كل قطعة طاقة وشخصية مميزة ومشاعر.

  • جمانة الدخيل: المجوهرات وسيلتي للتعبير عن الحب والهوية

تصاميم مألوفة

كيف تحققين التوازن بين الخلود والحداثة في تصاميمك؟

السر يكمن في التباين. أبدأ بعناصر خالدة، وخطوط أنيقة، ومواد كلاسيكية، ونسب أنيقة، ثم أضيف لمسة رقيقة. ربما يكمن السر في الشكل، أو طريقة الحركة، أو أسلوب التصميم. أريد أن تبدو كل قطعة وكأنها تنتمي إلى أي عصر، وفي الوقت نفسه تعكس الحاضر. الأمر يتعلق بابتكار تصاميم مألوفة، وفي الوقت نفسه قطع جديدة ستعودين إليها عاماً بعد عام.

كيف تُترجمين مفهوم «الثقة الهادئة» في المجوهرات؟ ومن هي سيدة AMENDE؟

الثقة الهادئة تعني حضوراً لا يحتاج إلى إثبات. وهذا ما أسعى لتجسيده في التصميم. امرأة AMENDE لا ترتدي المجوهرات لإثارة الإعجاب، بل للتعبير عن ذاتها. هي قوية، مبدعة، مرحة، وعلى تماس دائم مع إيقاعها الداخلي. تختار قطعاً تعكس شخصيتها.

ما نصيحتك للمصممين الجدد؟

ثق بصوتك. من السهل الانجراف وراء الصيحات أو المقارنات، لكن ما يميزك هو منظورك. كن فضولياً، وكن صادقاً مع ما يُحركك، ولا تتردد في البدء بخطوات صغيرة. كل علامة تجارية عظيمة تبدأ بفكرة صادقة.

ما تطلعاتك لـ AMENDE في السنوات المقبلة؟

أرى أن AMENDE ستصبح أكثر من مجرد علامة تجارية للمجوهرات. أريدها أن تكون مصدر إلهام وتعبير عن الذات للنساء في كل مكان. هدفي هو الاستمرار في ابتكار قطع تُذكّر النساء بقوتهن وجمالهن وشخصيتهن الفريدة. أحلم ببناء علامة تجارية تنمو مع مجتمعها، وتروي قصصاً ذات مغزى، وتترك أثراً دائماً؛ علامة تُمكّن، وتُعلي من شأن المرأة، وتظل قريبة من القلب.