تواصل المؤسسات الأكاديمية الإماراتية تحقيق الإنجازات في كافة المجالات، بفضل الدعم الكبير الذي توليه القيادة الرشيدة لمنظومة التعليم، بهدف تخريج أجيال جديدة، تدرك أهمية العلم، وتقود الدولة إلى أعلى المراتب.
وفي هذا السياق، أعلنت جامعة الإمارات العربية المتحدة، في العين، عن توصل فريق بحثي من علمائها وطلابها، إلى نتائج علمية جديدة، تتعلق بآليات تنظيم الخلايا لعملية الأيض، من خلال التداخل المنظم بين المسارات الحيوية، بما يعزز قدرة الخلية على التفاعل مع التغيرات البيئية بكفاءة ومرونة.
أشرف على الدراسة البحثية، الدكتور محمد توقير علم، الأستاذ المشارك بقسم علوم الحياة في كلية العلوم، بالتعاون مع البروفيسور ماركوس رالسر من جامعة شاريتيه - برلين، والدكتور ريتشارد نوتبارت من جامعة فاخينينجن في هولندا. وقد نُشرت الدراسة العلمية، ونتائجها، في الدورية العلمية «Molecular Systems Biology»، بمشاركة طالبة الماجستير سلطانة محمد الزبيدي، وطالب الدكتوراه محمد ابتسام نصار، كأول مؤلفين مشتركين.
-
اكتشاف إماراتي لآليات تنظيمية جديدة للطاقة داخل الخلايا
وقدمت الدراسة البحثية تحليلاً شاملاً للتفاعلات بين الإنزيمات والمحفزات الأيضية، من خلال دمج شبكة الأيض في الخميرة مع بيانات إنزيمية من كائنات متعددة، وأظهرت النتائج أن معظم المسارات الأيضية تحتوي على تفاعلات تحفيزية إيجابية، تُسهم في تنظيم مرن ومترابط بين المسارات المختلفة.
وتمثل النتائج، التي توصلت إليها الدراسة، خطوة متقدمة نحو فهم أعمق لآليات التنظيم الأيضي، وتفتح آفاقاً جديدة للتطبيقات العلمية في مجالات الهندسة الأيضية، والتقنيات الحيوية، وأبحاث الأمراض.
كما كشفت الدراسة أن الخطوات الأولى، في المسارات الأيضية، تخضع غالباً لتنظيم إيجابي، يهدف إلى تهيئة العمليات الحيوية التالية، بما يسهم في تعزيز الكفاءة الأيضية للخلايا. وبين الباحثون، كذلك، أن الإنزيمات الأكثر تعرضاً للتحفيز، غالباً ترتبط بمسارات ثانوية، يتم تفعيلها في ظروف بيئية معينة، بينما تُعد الجزيئات المحفزة الكبرى أساسية لبقاء الخلية.
وكانت جامعة الإمارات العربية المتحدة قد افتتحت، في مقرها الرئيسي بالعين، بداية العام الحالي، مركزاً لأبحاث الخلايا الجذعية، يُعد الأول من نوعه في الأوساط الأكاديمية بدولة الإمارات، ويمثل خطوة نوعية نحو تطوير الرعاية الصحية، والابتكار في الطب التجديدي، ويأتي ضمن الجهود الوطنية لتعزيز ريادة الدولة في العلوم الطبية المتقدمة.
ويهدف «المركز» إلى دعم البحث العلمي المتقدم في مجال الخلايا الجذعية وعلاجاتها، وتعزيز قدرات التصنيع، وتحقيق شراكات دولية؛ لدعم سوق الخلايا الجذعية في الشرق الأوسط، الذي يُتوقع أن ينمو من 711.8 مليون دولار في 2024، إلى 1.3 مليار دولار بحلول عام 2030، مدفوعاً بالاستثمارات الحكومية، وزيادة الطلب على العلاجات المبتكرة.
ويعمل «المركز» على تطوير العلاجات المبتكرة، ودعم التجارب السريرية، من خلال التعاون مع شركاء محليين ودوليين، مثل مركز أبوظبي للخلايا الجذعية.