يحتفي العالم، يوم الجمعة 11 يوليو، بأول يوم عالمي للحصان، بعد أن أقرّت الجمعية العامة للأمم المتحدة يوم 3 يونيو الماضي المناسبة، وعمّمتها عالمياً ضمن قراراتها، احتفاءً وعرفاناً بمكانة الحصان في الثقافات العالمية، ودوره الحيوي. وتؤكد المنظمة العالمية أن «اليوم العالمي للحصان» ليس مناسبة للاحتفاء فحسب، بل هو دعوة لحماية إحدى أقدم شراكات الإنسان، تلك التي لا تزال تُعيننا في الغذاء، وتسند اقتصاداتنا، وتنهض بمعنوياتنا.

  • «اليوم الدولي للحصان».. حماية لشريك الإنسان الأزلي

ويُعد الحصان أحد أبرز الحيوانات، التي ساهمت في بناء مسيرة الإنسان، كما تصفه الأمم المتحدة، فقد رافق الإنسان منذ القدم، وأسدى إليه خدمات جمّة. وبحسب بيانات منظمة الأغذية والزراعة (الفاو) لعام 2023، يُقدّر عدد الخيول في العالم بنحو 60.8 مليون حصان، وإن لم يكن توزيعها متكافئاً. ويوجد في الولايات المتحدة نحو 2.41 مليون حصان ومُهر، موزعة على أكثر من 63 ألف مزرعة (تعداد وزارة الزراعة لعام 2022). فيما يضمّ الاتحاد الأوروبي نحو 7 ملايين حصان، و800 ألف وظيفة مرتبطة بتربيتها واستثمارها في الرياضة والسياحة. أما في منغوليا، فلا يزال الحصان جزءاً من الحياة اليومية، إذ يعيش هناك 3.4 ملايين حصان، مقابل 3.3 ملايين نسمة.

ولا تقتصر أهمية الخيول والحمير والبغال على الرياضة أو الاقتصاد، بل تتجلى كذلك في صميم الحياة الريفية، فقدّرت دراسة مشتركة بين منظمة الصحة الحيوانية العالمية، ومنظمة الفاو، أنّ نحو 112 مليون دابة عاملة، تساند سبل عيش قرابة لـ600 مليون إنسان في البلدان ذات الدخل المنخفض والمتوسط. وهذه الحيوانات تسقي، وتنقل، وتُعين الأسر في كل حين.

بيد أنّ الظروف تزداد قسوة على الخيول؛ فبحسب المنظمة العالمية للأرصاد الجوية، كان عام 2024 أول عامٍ كامل تتجاوز فيه درجة الحرارة العالمية عتبة الـ1.5 درجة مئوية فوق مستويات ما قبل العصر الصناعي، ما يفاقم وطأة الإجهاد الحراري على الخيول العاملة، وتلك المستخدمة في السباقات والرياضة. ومن ممرات التبريد في المنافسات الأولمبية إلى المعايير العالمية الجديدة لرعاية الحيوان، بات التكيّف مع تغيّر المناخ ضرورة لا غنى عنها.

وعلى صعيد دولة الإمارات، تحظى الخيول في الدولة باهتمام ورعاية كبيرين، حيث تولي الدولة أهمية كبيرة لتنظيم الفعاليات، وتقديم الدعم المادي والمعنوي، والاهتمام بصحة الخيول ورعايتها، والحفاظ على سلالات الخيول العربية الأصيلة، والتوعية بأهمية الخيل.

  • «اليوم الدولي للحصان».. حماية لشريك الإنسان الأزلي

وتتجلى رعاية الإمارات للخيل في عدة جوانب، منها:

تنظيم السباقات والفعاليات:

تستضيف الإمارات العديد من سباقات الخيل المحلية والعالمية، مثل: كأس دبي العالمي، وبطولة الظفرة لجمال الخيل العربية، حيث تساهم هذه الفعاليات في تعزيز مكانة الإمارات بعالم الفروسية، كما تهدف إلى الحفاظ على سلالات الخيول العربية الأصيلة، وتشجيع المربين على الاهتمام بها.

الدعم المادي.. والمعنوي:

تقدّم الإمارات جوائز مالية قيّمة للفائزين في سباقات الخيل، ما يشجّع المربين على الاهتمام بتربية الخيل، وتولي اهتماماً خاصاً للخيول العربية الأصيلة، ودعم المربين والمهتمين بها.

الرعاية الصحية:

تشمل الرعاية الصحية للخيول: توفير اللقاحات اللازمة، والفحوصات الدورية للأسنان، والاهتمام بنظافة الخيل وإسطبله، من خلال توفير التغذية المتوازنة والماء النظيف بشكل يومي، بالإضافة إلى المكملات الغذائية الضرورية. كما يشمل الاهتمام بالخيل: تنظيف الشعر والحوافر، واختيار أفضل أنواع الفرش، والفحوصات الدورية.

الحفاظ على سلالات الخيل العربية:

تُعتبر دولة الإمارات رائدة في الحفاظ على سلالات الخيول العربية الأصيلة، من خلال جمعية الإمارات للخيول العربية، التي تعمل على تسجيل الخيول العربية الأصيلة، وتقديم الخدمات المتعلقة بها. وتنظّم الجمعية فعاليات مختلفة؛ للاحتفاء بالخيول العربية، مثل: مؤتمر المنظمة العالمية للخيول العربية (WAHO 2025).

التوعية.. والتثقيف:

تهدف الإمارات إلى التوعية بأهمية الخيول العربية، ومكانتها في التراث والثقافة الإماراتية، وتنظّم فعاليات لتعريف الجمهور برياضة الفروسية، وأهمية العناية بالخيول.