السعي وراء بشرة متجانسة ومُشرقة، واحد من أهم أهداف النساء في الوقت الحالي. وهذا أدى إلى ظهور العديد من العلاجات والمكملات الغذائية، وبرز من بينها الجلوتاثيون كأحد أكثر المكونات تداولاً. ويُسوق لهذا المكمل كحل سحري لتفتيح البشرة. ويُعرف الجلوتاثيون في المقام الأول بأنه مضاد أكسدة قوي يُنتجه الجسم طبيعياً، وقد وجد استخداماً ثانوياً في صناعة مستحضرات التجميل نظراً لتأثيراته المزعومة في تفتيح البشرة. ولكن هل هو فعال حقاً؟.. وهل هو آمن؟.. والأهم من ذلك، هل يستحق التجربة؟
كيف يُفتح الجلوتاثيون البشرة؟
الميلانين هو الصبغة المسؤولة عن لون البشرة، ويُنتج الأشخاص ذوو البشرة الداكنة كمية أكبر من الميلانين، مقارنة بذوي البشرة الفاتحة. ويُعتقد أن الجلوتاثيون يُعيق تخليق الميلانين عن طريق تثبيط نشاط إنزيم التيروزيناز، وهو إنزيم ضروري لإنتاج الميلانين. ومن خلال خفض مستويات الميلانين، قد يُفتّح الجلوتاثيون البشرة تدريجياً، ويُقلّل من فرط التصبغ والبقع الداكنة وتفاوت لون البشرة.
ومع ذلك، من المهم ملاحظة أن هذه العملية تدريجية ومتغيرة. وتعتمد فاعلية الجلوتاثيون في تفتيح البشرة، بشكل كبير، على عوامل، مثل: الجرعة، وطريقة الاستخدام، ونوع البشرة، ووتيرة الاستخدام.
-
الجلوتاثيون للتفتيح.. هل يستحق التجربة؟
أشكال الجلوتاثيون لتفتيح البشرة:
يتوفر الجلوتاثيون بأشكال متنوعة، منها:
- المكملات الغذائية الفموية (الحبوب أو الكبسولات).
- الحقن الوريدية.
- الكريمات أو المستحضرات الموضعية.
- التركيبات الليبوسومية لتحسين الامتصاص.
ومن بين هذه الأشكال، تُعد الحقن الوريدية الأكثر إثارة للجدل، ويتم الترويج لها في عيادات الجلدية على أنها الطريقة الأسرع والأكثر فاعلية، بينما ترتبط هذه الطريقة أيضاً بمخاطر صحية كبيرة، ولم تعتمدها هيئات تنظيمية طبية عدة، مثل إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA)، للاستخدام التجميلي.
إن المكملات الغذائية الفموية أكثر أماناً وسهولة في الحصول عليها، لكنها تُنتقد لضعف التوافر البيولوجي، ما يعني أن جزءاً كبيراً من الجلوتاثيون يتحلل أثناء الهضم، وقد لا يصل إلى مجرى الدم بتركيزات فعالة. وطُورت أشكال أحدث، مثل الجلوتاثيون الليبوسومي، لمعالجة هذه المشكلة، على الرغم من أن الأبحاث لا تزال جارية بشأن فاعليتها.
الأدلة العلمية.. هل الجلوتاثيون فعال؟
في حين أن هناك بعض الدراسات المحدودة والتقارير القصصية، التي تشير إلى قدرة الجلوتاثيون على تفتيح البشرة، إلا أن الأدلة العلمية لا تزال محدودة وغير حاسمة. فعلى سبيل المثال، أظهرت بعض التجارب السريرية التي أجريت في جنوب شرق آسيا تحسنات طفيفة في لون البشرة، بعد 8 إلى 12 أسبوعاً من تناول مكملات الجلوتاثيون الفموية. وكانت هذه الدراسات صغيرة الحجم، وفي فترات زمنية قصيرة، وافتقرت إلى ضوابط دقيقة، علاوة على ذلك كانت آثار التفتيح الملحوظة مؤقتة وتزول بمجرد التوقف عن تناول المكملات.
بالإضافة إلى ذلك، يؤكد الباحثون أن الدور الرئيسي للجلوتاثيون ليس تجميلياً، بل فسيولوجي؛ فوظيفته الطبيعية في الجسم هي مكافحة الإجهاد التأكسدي، ودعم صحة المناعة، لذلك فإن استخدامه كعامل تجميلي خارج نطاق الترخيص، ويتطلب مزيداً من التحقق العلمي.
-
الجلوتاثيون للتفتيح.. هل يستحق التجربة؟
مخاوف السلامة والآثار الجانبية الجلوتاثيون:
عند التفكير في استخدام الجلوتاثيون لتفتيح البشرة، يجب أن تكون السلامة هي الشاغل الرئيسي، خاصة في العلاجات الوريدية، التي تنطوي على العديد من المخاطر، منها:
- اختلال وظائف الكلى والكبد.
- ردود الفعل التحسسية.
- طفح جلدي حاد.
- خطر العدوى نتيجة الاستخدام غير السليم.
- اختلالات هرمونية طويلة الأمد.
ويُعتبر الجلوتاثيون الفموي أكثر أماناً بشكل عام، لكنه قد يُسبب آثاراً جانبية، مثل:
- ألم أو انتفاخ في البطن.
- غثيان.
- ظهور حب الشباب.
- ردود فعل تحسسية نادرة.
وفي العديد من البلدان، بما في ذلك: الفلبين وأجزاء من أفريقيا، أصدرت السلطات الصحية تحذيرات بشأن الاستخدام غير المنظم للجلوتاثيون الوريدي لأغراض تجميلية، مشيرة إلى عدم وجود جرعات موحدة، وبيانات سلامة طويلة الأمد.
هل الجلوتاثيون يستحق التجربة؟
يعتمد مدى جدوى تجربة الجلوتاثيون لتفتيح البشرة على توقعاتكِ ودوافعكِ، ومدى تحملكِ للمخاطر. وقد يكون من المفيد التفكير في استخدامه؛ إذا:
- كنتِ مهتمة بتفتيح البشرة بشكل خفيف، وليس تفتيحاً جذرياً.
- كنتِ تركزين على صحة بشرتكِ العامة وفوائد مضادات الأكسدة.
- كنتِ تستخدمين تركيبات فموية أو موضعية من مصادر موثوقة.
- كنتِ على دراية بالنتائج البطيئة والدقيقة، التي تكون مؤقتة ومتقبلة لها.
وقد لا يكون من المفيد استخدامه؛ إذا:
- كنتِ تتوقعين تغيرات سريعة وجذرية في لون بشرتكِ.
- كنتِ تفكرين في الحقن الوريدية لأغراض تجميلية.
- كنتِ لا تشعرين بالراحة مع العلاجات غير المثبتة أو غير المصرح بها.
- كنتِ تتأثرين بضغوط المجتمع، بدلاً من الرغبة الشخصية.
-
الجلوتاثيون للتفتيح.. هل يستحق التجربة؟
ما الجلوتاثيون؟
الجلوتاثيون هو عامل تفتيح البشرة، وله خصائص مضادة للأكسدة تحميكِ من الأضرار الناجمة عن «الجذور الحرة»، ويزيل السموم من الجسم ويحمي من تلف الخلايا، كما أنه مضاد للأكسدة طبيعي يتكون من 3 أحماض أمينية: الجلوتامين، والسيستين، والجلايسين.
ويؤثر الجلوتاثيون في الحفاظ على الصحة الخلوية، من خلال دعم إزالة السموم، وتعزيز وظيفة المناعة، والتخفيف من الإجهاد التأكسدي، كما هو مذكور في مجلة مضادات الأكسدة. والجلوتاثيون نفسه هو أحد مضادات الأكسدة جيدة التحمل، ولكن تنشأ المشاكل عندما يتم تناوله بشكل غير صحيح أو دمجه مع أدوية أخرى.
وفي السنوات الأخيرة، امتد استخدامه إلى ما هو أبعد من الصحة والعافية؛ ليشمل مجال مستحضرات التجميل، وأبرزها تفتيح البشرة. ويستند هذا التحول في الاستخدام إلى ملاحظة أن الجلوتاثيون يثبط إنتاج الميلانين في الجلد، ما قد يؤدي إلى بشرة أفتح مع مرور الوقت.