الفروسية وركوب الخيل من أهم الرياضات المفضلة لدى المرأة الإماراتية، وظهر ذلك - بشكل واضح - في تحقيقها إنجازات كثيرة في تلك الرياضة. «زهرة الخليج» التقت الفارسة الملازم أول وديمة أحمد الريسي، من إدارة الدوريات الخاصة (الفرسان) بشرطة أبوظبي، وإحدى أبرز اللاعبات الإماراتيات في الفروسية، والتي لمع نجمها في رياضة «قفز الحواجز»، وتعتز بكونها أول فارسة قفز حواجز في شرطة أبوظبي. ورغم نجاحها، إلا أنها لا تعتبر نفسها مثلاً يُحتذى، بل تفضل أن تكون جزءاً من الحركة النسائية التي حققت إنجازات ملموسة في الإمارات.

في البداية.. ما شعورك وأنتِ أول فارسة قفز حواجز في شرطة أبوظبي؟

أفتخر بكوني أول فارسة إماراتية تمثل شرطة أبوظبي في «قفز الحواجز». وأتمنى أن أكون مصدر إلهام لتشجيع المزيد من المواهب الإماراتية على خوض غمار هذه الرياضة الجميلة؛ لدعم رياضة الفروسية، التي تشكل إرثاً متأصلاً في الثقافة الإماراتية.

بيئة داعمة

لماذا اخترتِ أن تصبحي خيالة؟

منذ صغري، كان والدي يعلمني رياضة الفروسية، وكان أول داعم لي في هذه الرياضة. لقد كانت الخيول جزءاً أساسياً من طفولتي، فقد نشأت في بيئة تقدر رياضة الفروسية، وتعتبرها جزءاً من التراث الإماراتي الأصيل. ولم يكن حبي للخيل مجرد اهتمام عابر، بل كان علاقةً عميقةً مبنيةً على الاحترام والشغف. فقد كنت أنظر إلى الخيل كرفيقٍ وداعم، لأبدأ بعد ذلك أولى خطواتي في ميدان الفروسية، حيث تعلمت الشجاعة، والإصرار.

  • وديمة الريسي.. نجمة إماراتية في «قفز الحواجز» محلياً ودولياً

كيف طورتِ موهبتك في امتطاء الخيل؟

في البداية، التحقت بمدرسة نادي أبوظبي للفروسية، بعدها انضممت إلى فريق القفز في النادي نفسه، ومع التدريب وإقامة المعسكرات خارج الدولة، صقلت مهاراتي الفنية، وبعدها انضممت إلى فريق شرطة أبوظبي. لقد كانت رحلتي مليئة بالجهد والتعب؛ فقد كنت أقضي ساعات طويلة يومياً أتدرب مع خيلي الخاص، الذي أعتبره شريك نجاحي، ما يجعل تلك الساعات التي أقضيها في التدريب وقتاً لتعزيز الثقة المتبادلة. بالنسبة لي، هذه التدريبات ليست مجرد روتين يومي، بل جزء من حلمي وطريقي نحو البطولات.

ما أكبر إنجازاتك؟

أهم إنجازاتي: تحقيق المركز الأول في بطولة نهائي لونجين لفئة الناشئين عام 2023، وكذلك المركز الأول في كأس أكاديمية فاطمة بنت مبارك الدولية لقفز الحواجز في 2020.

هل واجهت تحديات مع رياضة قفز الحواجز؟

في رياضة قفز الحواجز نقضي وقتاً قصيراً على حلبة العرض، لكننا نقضي الكثير من الوقت في التمرين. وذلك الأمر يعتبر من الصعوبات والتحديات، إلا أنني أعتبرها الجزء الممتع في هذه الرياضة، فعلينا أن نثق بالخيل الذي نمتطيه، وبأنفسنا، وأن الدقيقة الواحدة التي سنقضيها على الحلبة توازي كل هذا العمل وتلك التمرينات، وهذا يمنحني كثيراً من السعادة.

وجهة عالمية

كيف ترين تطور رياضة الفروسية النسائية في الإمارات، خاصة «قفز الحواجز»؟

رياضة الفروسية في تطور مستمر بدولة الإمارات. وتعد كأس أكاديمية فاطمة بنت مبارك الدولية لقفز الحواجز، أكبر دليل على ذلك، فقد شهدت الجائزة - على مدار نسخها الـ12 - تطورات مستمرة، وبرزت على أجندة فعاليات الفروسية العالمية، والفعاليات العائلية الرائدة في أبوظبي، فعززت مكانة أبوظبي وجهةً للأحداث الرياضية الدولية، وكانت وسيلة لدعم وتمكين الإماراتيات في مجال الرياضة النسائية؛ ليتمكنَّ من تمثيل الإمارات بشكل لائق في المحافل الرياضية الدولية. كما أسهمت البطولة في إتاحة الفرص للاعبات، من جميع الأعمار والجنسيات، للمشاركة ضمن منصة عالمية، ولتحقيق النجاح الرياضي.

ما الذي ترغبين في تحقيقه مستقبلاً؟

أسعى إلى تطوير مهاراتي، وتحقيق المزيد من الإنجازات في المحافل الرياضية داخل الدولة وخارجها، وتشريف مجتمعي بالمراكز الأولى.