في كل ميدان إنساني، تؤكد الإمارات حضورها المتفرد، بفضل إرث المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، الذي جعل العمل الإنساني نهجاً إماراتياً خالصاً. ومن هذا الإرث، استلهمت نوف علي الحوسني، خبيرة بالعمل التطوعي ومدربة ومتحدثة في «هيئة الهلال الأحمر الإماراتي»، مسيرتها التي كرستها لخدمة الإنسان أينما كان. الحوسني، الحاصلة على ماجستير في علوم القيادة والتطوير المؤسسي، ومؤسسة مبادرة «أنا مبادر» لتأهيل طلبة المدارس والجامعات، في هذا الحوار مع «زهرة الخليج»، تحدثنا عن تجربتها في العمل الإنساني، بمناسبة اليوم العالمي للعمل الإنساني، الذي يوافق 19 أغسطس من كل عام:

ما الذي شكل دافعكِ الأول؛ للالتزام بالعمل الإنساني والمجتمعي؟

إن نهج المغفور له الشيخ زايد بوصلة تقودني في مسيرتي التطوعية والمجتمعية. فرؤيته، طيب الله ثراه، في بناء مجتمع متكاتف ومتراحم؛ جعلتني أدرك أن خدمة الإنسان واجب ومسؤولية، فكل مشروع تطوعي خضته استمرار لذلك الإرث النبيل، الذي غرسه فينا جميعاً.

دافع

هل هناك دافع أساسي، قادكِ إلى مجال الإغاثة والتطوع؟

الشغف بمساعدة الآخرين؛ لتحقيق فرق في حياة الناس، كان حافزي الأول. فقد اكتشفت أن تدريب المتطوعين، وتمكينهم، يعززان أثر العمل الإنساني. لذا، حرصت على تقديم دورات مجانية لتأهيلهم بالمهارات، والمعرفة، التي يحتاجونها؛ ليكونوا على قدر المسؤولية في الميدان.

كيف ترين واقع ثقافة التطوع في المجتمع الإماراتي؟

الإمارات تمتلك مجتمعاً واعياً، تجذرت بداخله ثقافة العطاء. ونلمس ذلك في الإقبال الكبير من مختلف الفئات، خاصة الشباب، على الحملات الإنسانية داخل الدولة، وخارجها. 

  • نوف الحوسني: العمل الإنساني رسالة نواصلها ب«إرث زايد»

ما أبرز مجالات العمل التطوعي، المتاحة اليوم؟

 العمل التطوعي في الإمارات متنوع، من الإغاثة الإنسانية أثناء الكوارث والطوارئ، إلى التعليم والصحة والتوعية المجتمعية. وهناك، أيضاً، خدمات موجهة إلى كبار المواطنين والأيتام والأسر المتعففة، بالإضافة إلى برامج تدريبية تنمي المهارات، وتؤهل المتطوعين للقيادة والتأثير.

كيف تصفين دور المتطوعين في الأزمات؟

أثناء الأزمات، يكون المتطوعون خط الدفاع الأول، حيث يقدمون المساعدات العاجلة، والدعم اللوجستي والطبي، ويساندون الجهات الرسمية في مواجهة الكوارث، فضلاً عن دورهم في نشر التوعية، وتثقيف المجتمعات بكيفية التصرف في أوقات الطوارئ.

ما المهارات، التي يجب أن يتحلى بها المتطوع في مجال الإغاثة؟

من هذه المهارات: التواصل الفعّال مع جميع الفئات والثقافات، والعمل الجماعي، والقدرة على اتخاذ قرارات سريعة في المواقف الحرجة. كذلك المرونة والتكيف مع الظروف المختلفة أمران ضروريان أيضاً، إلى جانب فهم شامل لكيفية إدارة الأزمات.

تجربة مؤثرة

هل يمكنكِ مشاركة تجربة مؤثرة مررت بها، أثناء تدريب المتطوعين؟

أثناء تنفيذ مخيم تدريبي لفريق الطوارئ والأزمات خارج الدولة، واجهنا تحديات كبيرة أثناء التنسيق مع الجهات المستضيفة. لكن بفضل العمل الجماعي، والحوار المستمر؛ تجاوزنا الصعوبات، وقدمنا نموذجاً متميزاً في التدريب والتأهيل. كانت تجربة ثرية، وأكدت لي مدى احترافية المتطوع الإماراتي في الميدان.

ما الاستراتيجيات التي تعتمدينها؛ لجذب المتطوعين، وتحفيزهم؟

نعتمد على نشر رسائل التوعية، عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وعقد شراكات مع مؤسسات التعليم والشباب. كما نقدم برامج تدريب متخصصة ترفع كفاءتهم، ونحرص أيضاً على تكريمهم باستمرار؛ لأن التقدير المعنوي يحفزهم على الاستمرار.

هل هناك تركيز على المهارات التقنية والقيادية، خلال التدريب؟

بالتأكيد.. إننا نعمل على تطوير مهارات المتطوعين في القيادة والإدارة، كما نخصص برامج تقنية؛ لتمكينهم من استخدام البرمجيات، والأدوات اللازمة في العمل الإنساني، ولدينا أيضاً تدريبات متخصصة في إدارة الأزمات، وكيفية التعامل مع الكوارث.

ما نصيحتك للمتطوعين الجدد؟

أنصحهم بالاستمرار في التدريب والتأهيل، والالتزام بالمسؤولية التي يحملونها، والتعامل مع كل حالة باحترافية واحترام. كما أدعوهم إلى الابتكار في طرق تقديم الدعم، والتواصل الفعّال مع الفرق والجهات الرسمية؛ لضمان تحقيق نتائج ملموسة ومستدامة.