إيمان الفلاسي: الإماراتية شريكٌ في القرار المؤسسي

منذ عام 1991، سجلت بلدية دبي سابقة؛ عبر تشكيل أول فريق نسائي حكومي، يُعنى باحتياجات الموظفة مهنياً ومجتمعياً. لم يكن هذا التأسيس مجرد مبادرة رمزية، بل انطلق كمنظومة متكاملة، تطورت عبر السنين؛ لتصبح نموذجاً يُحتذى. اليوم، تقود إيمان الفلاسي مجلس سيدات بلدية دبي برؤية تتكامل فيها التجربة الميدانية مع

منذ عام 1991، سجلت بلدية دبي سابقة؛ عبر تشكيل أول فريق نسائي حكومي، يُعنى باحتياجات الموظفة مهنياً ومجتمعياً. لم يكن هذا التأسيس مجرد مبادرة رمزية، بل انطلق كمنظومة متكاملة، تطورت عبر السنين؛ لتصبح نموذجاً يُحتذى. اليوم، تقود إيمان الفلاسي مجلس سيدات بلدية دبي برؤية تتكامل فيها التجربة الميدانية مع التخطيط الاستراتيجي، مستندةً إلى إرث مؤسسي، وشراكات محلية واسعة، وحِرْصٍ على التفاعل مع أفضل الممارسات العالمية.. في هذا الحوار مع مجلة «زهرة الخليج»، تكشف إيمان عن ملامح عملها، وأبرز التحديات، والآثار الإيجابية لتمكين المرأة على مستوى الأداء والانتماء، وصولاً إلى رسالتها لجيل الشابات في يوم المرأة الإماراتية:

كيف ترين دور المجالس النسائية في الجهات الحكومية؟

إن وجود مجلس نسائي داخل أي مؤسسة يعكس التزاماً عميقاً بتمكين المرأة، من خلال سياسات واستراتيجيات عملية. ومنذ تأسيس الفريق النسائي في بلدية دبي، تطور دوره من تنظيم الفعاليات إلى التأثير في القرار الإداري، وتمكين الكفاءات النسائية في كل المسارات. وقد لمسنا ارتفاعاً في التفاعل، وتحسناً ملحوظاً في بيئة العمل، بفضل الإنصات إلى احتياجات المرأة، وتوفير مسارات نمو حقيقية لها. إن تمكين المرأة في بلدية دبي نهج مؤسسي، وتأثير مجتمعي.

ثقة مجتمعية.. ومؤسسية

ما أبرز الجهود، التي رسخت موقع «المجلس».. داخل البلدية، وخارجها؟

هناك العديد من الجهود المؤثرة، مثل: تعزيز سبل التعاون مع الاتحاد النسائي العام، والدوائر المحلية، وبناء شراكات مع مجالس السيدات في الجهات الأخرى، وتكريم الموظفات المتميزات، ما رسخ الثقة المجتمعية والمؤسسية بنا. كما نعمل بخطة تعتمد على تحليل دقيق لاحتياجات الموظفات، ومؤشرات أداء واضحة، ومراجعة دورية للنتائج؛ لضمان التطوير المستمر. كما نستخدم أدوات تقييم متعددة؛ لقياس الرضا والتأثير، منها: الاستبيانات، ومؤشرات التفاعل مع البرامج.

  • إيمان الفلاسي: الإماراتية شريكٌ في القرار المؤسسي

ما التحديات، التي تواجه الموظفة الحكومية؟

 هناك العديد من التحديات، وتشمل: الموازنة بين الحياة والعمل، وضغوط الأدوار، والحاجة المستمرة إلى التأهيل المهني، حتى تواكب ركب التطور؛ لذلك أطلقنا برامج ومبادرات تدعم هذه الجوانب، بالإضافة إلى دورات تدريبية في القيادة والإدارة. كما نتعاون مع الإدارة العامة؛ لإعادة تقييم اللوائح الداعمة للتمكين. إننا ندرك أهمية تمكين المرأة مهنياً، عبر بيئة تراعي استقرارها الاجتماعي، وهو ما نعمل عليه من خلال مبادرات تجمع بين التطوير الوظيفي، وتعزيز الاستقرار الشخصي.

تتضمن مهام «المجلس» إبراز المبدعات والمتميزات.. كيف تختارون النماذج الملهمة؟

نُركّز على الأداء، والتأثير داخل المؤسسة، ونستند إلى ترشيحات داخلية. فالمرأة التي تُحدث فرقاً في بيئة العمل، وتحفّز من حولها، هي التي نُبرزها؛ لتكون قدوة لغيرها. 

شريك في الإنجاز

إلى أي مدى ينعكس تمكين المرأة في بلدية دبي على تعزيز الانتماء المؤسسي؟

المرأة، التي تشعر بالتقدير؛ تصبح أكثر انتماءً إلى المؤسسة، وأكثر فخراً بموقعها. والتمكين - هنا - لا يعزز فقط الأداء، بل يُحدث ارتباطاً حقيقياً بين الموظفة، ومؤسستها؛ لأنها ترى نفسها شريكاً في الإنجاز، وجزءاً من جهود تأسيس بيئة عمل متقدمة وشاملة، وحاضنة للمواهب النسائية.

ما رسالتك إلى الشابات الطامحات للقيادة، وماذا يمثل لك يوم المرأة الإماراتية؟

رسالتي إلى كل شابة طموحة، هي: اعرفي نقاط قوتكِ، واعملي على تطويرها بثقة واستمرارية. وشاركي في العمل التطوعي والمجتمعي، وتعلمي من كل تجربة؛ فالقيادة ليست منصباً، بل موقف ورؤية. أما يوم المرأة الإماراتية، فهو دعوةٌ للفخر، وتذكرٌ لمسيرة وطنية عظيمة، ودافعٌ لتحقيق مزيد من التقدّم والتميّز لدولتنا.