رزيقة الطارش.. صوت الأرض وحكاية الدراما الإماراتية
حين يُذكر اسم رزيقة الطارش، تحضر الصورة الكاملة للفن الإماراتي: (المسرح، والدراما التلفزيونية، والإذاعة)؛ فكلها تجتمع في سيرة امرأة شكّلت إحدى ركائز المشهد الثقافي والفني في الدولة. إن صوتها كان صوت الأرض، وملامحها ملامح المكان، وأدوارها صورة للمرأة الإماراتية في أطيافها المختلفة.
في يوم المرأة الإماراتية، لا بد من التوقف أمام هذا الاسم الكبير، الذي صاغ تجربته بالصبر والإصرار، بدءاً من «الميكروفون» في إذاعة أبوظبي عام 1969، ثم بخطى واثقة نحو خشبة المسرح، وشاشة التلفزيون، حيث رسمت - عبرها - ملامح الدراما الإماراتية، والخليجية.
-
رزيقة الطارش.. صوت الأرض وحكاية الدراما الإماراتية
رزيقة الطارش لم تكن ممثلة فقط، بل صاحبة وعي أكاديمي وفني نادر. وقد شكل التحاقها بالمعهد العالي للسينما، في مصر، محطة مفصلية في رحلتها، صقلت - خلالها - أدواتها الفنية، وأدركت مبكراً أن الفن ليس ترفاً، بل مسؤولية ورسالة، تعكسان هوية المجتمع، وتحملان ثقافته إلى الأجيال.
مع نهاية السبعينيات، بدأت رزيقة مشوارها الدرامي، فكانت حضوراً بارزاً في أعمال طبعت بذاكرة المشاهدين، من «حظ يا نصيب»، و«حاير طاير»، و«طماشة» و«القياضة»، وصولاً إلى دورها الخالد «ميثا» في المسلسل الإماراتي الشهير «أشحفان»، الذي لا يزال جزءاً من الذاكرة الجماعية.
-
رزيقة الطارش.. صوت الأرض وحكاية الدراما الإماراتية
وعلى مدى أكثر من أربعة عقود، قدمت نحو 40 عملاً تلفزيونياً، تنوعت بين الدراما والكوميديا، ومعظمها عُرض في مواسم رمضان، مثل: «حريم بوهلال»، و«مناقصة زواج»، و«سوالف»، و«عجيب غريب»، و«حبة رمل»، و«بحر الليل»، و«شبيه الريح». وشاركت، عام 2020، بثلاثة مسلسلات رمضانية، هي: «مفتاح القفل»، و«بنت صوغان»، و«كنا أمس». ولم تكتفِ الفنانة الإماراتية بالتمثيل، بل ساهمت في كتابة أعمال درامية، بينها المسلسل الكوميدي «ناعمة ونعيمة»، بمشاركة الفنانة سميرة أحمد، وأحمد الأنصاري، بالإضافة إلى «عذاب الضمير»، و«عتيجة وعتيج»، حيث كانت روح الأرض والمكان تفوح من كتابتها وأدائها معاً.
أما المسرح، الذي ظلّ «سيد الفنون»، فكان حاضراً في بداياتها، منذ عام 1969، وحتى 1979، حيث وقفت على الخشبة في مسرحيات، منها: «الله يا الدنيا»، و«الصبر زين»، و«تب الأول تحول»، مثبتة أن المسرح كان أولى مدارسها في مواجهة الجمهور، وصقل الموهبة.
-
رزيقة الطارش.. صوت الأرض وحكاية الدراما الإماراتية
وفي السينما، سجلت حضورها في أفلام، منها: «عقاب»، و«الخطبة»، و«ظل»، مسجلة بها بصمة خجولة، لكنها مؤثرة في هذا الحقل الفني.
ولأن الفن لا يعرف الحدود، شاركت رزيقة الطارش في أعمال خليجية مشتركة، إماراتية-كويتية، وغيرها، مؤكدة أن صوتها، وأداءها، قادران على العبور بالهوية الإماراتية إلى فضاء عربي أوسع.
اليوم، ومع كل حديث عن تطور الدراما الإماراتية والخليجية، لا يمكن تجاوز اسم رزيقة الطارش؛ فهي ليست مجرد ممثلة، بل شاهدة على تحول الفن في الإمارات.. وفي يوم المرأة الإماراتية، تشتعل الذاكرة، لتستعيد وجوه نساء صنعن الحكاية، وها هي الفنانة الإماراتية تقول لنا: «المرأة ليست فقط ضوء المكان.. بل حكايته الكاملة».