في عالم تتشابك به العلاقات وتتسارع وتيرة الحياة، أصبح من الضروري أن نتعلم كيف نحمي مساحتنا النفسية من التعديات المتكررة، التي قد لا ننتبه إليها إلا بعد فوات الأوان. كثيرون يظنون أن الصراحة في التعبير عن الاحتياجات، أو قول «لا» في وجه ما لا يناسبهم، من أشكال الأنانية أو القسوة، بينما الحقيقة أكثر نضجًا وعمقًا؛ فقول «لا» حين يجب أن تُقال، تعبير عن احترام الذات، قبل أن يكون رفضًا للآخر.. في هذا الملف، توجهنا إلى الأخصائية النفسية الإكلينيكية بشرى الزبيدي، لنتعمق معها في فهم الحدود النفسية: ماذا تعني، وكيف نميزها عن الحواجز؟.. وبين الطفولة والعلاقات والعمل والعائلة، كيف نبني هذا السور النفسي الصحي، الذي يحفظ طاقتنا، ويمنحنا السلام الداخلي؟

  • قوة الحدود النفسية.. كيف نقول «لا» ونرتاح؟

الحدود ليست حواجز!

توضح الدكتورة بشرى الزبيدي أن الحدود النفسية هي المسافة التي نرسمها لحماية أنفسنا، وتعبير صادق عن احتياجاتنا دون خوف أو خجل. والفرق الجوهري بين الحدود والحواجز يكمن في الدافع، فالحاجز يُبنى من خوف وتجارب ألم، بينما الحد يُبنى من وعي بالذات واحترام للآخر. والحاجز يُقصي الآخرين، بينما الحد يفتح باب التواصل المتوازن، فـ«الحدود لا تقول للآخر: ابتعد. بل تقول: اقترب، ولكن باحترام»، كما تقول الزبيدي.

وعي ناضج، أم أنانية متنكرة؟

كثيرون يخلطون بين وضع الحدود والأنانية، لكن الأخصائية النفسية الإكلينيكية توضح أن الأنانية تنبع من فراغ داخلي، وتقديم الذات على حساب الآخرين. أما من يضع حدودًا بوعي، فيدرك أن احترام الذات لا يعني احتقار الآخر. وتفرق الزبيدي بين الحدود الصحية، التي تبني علاقات قائمة على الاحترام، وبين الحدود المشددة أو الصارمة، الناتجة عن صدمات أو تجارب سلبية، التي تدفع صاحبها نحو العزلة.

الثقافة.. والمرأة تحديداً

تقول الدكتورة بشرى: «في مجتمعاتنا الشرقية، رُبط قول (لا) بالأنانية، لا سيما عندما تقوله امرأة، حيث نشأت النساء على التضحية كفضيلة، والخوف من رفض الطلبات؛ خشية فقدان القبول الاجتماعي، ما جعل كثيرات يعشن في صراع بين رغباتهن وتوقعات المجتمع. هذا التناقض يولد اضطرابات نفسية، مثل اضطراب الشخصية الحدية؛ بسبب صعوبة بناء هوية مستقلة، ووعي ذاتي متماسك».

ما ضاع في الطفولة

من نشأ في بيئة متعدية على الحدود النفسية، يمكنه استعادتها عبر الوعي، أولًا، بأن غياب الحدود ليس ذنبه، بل نتاج بيئة لم تحترم خصوصيته. ثم تأتي مرحلة التدريب العملي: البدء بقول (لا) في مواقف صغيرة، وتحديد أوقات للراحة، والتعبير التدريجي عن الاحتياجات. وتشير الأخصائية النفسية الإكلينيكية إلى أن الشعور بالخوف أو الذنب - في البداية - طبيعي، لكنه دليل على العودة إلى الذات.

حقل ألغام

في العلاقات العاطفية، غياب الحدود يتحول إلى استنزاف. تقول الزبيدي: «عندما يتنازل الإنسان تدريجيًا؛ خوفًا من الإزعاج أو فقدان الشريك، يجد نفسه مع الوقت غائبًا عن ذاته». أما عن الشعور بالذنب عند وضع الحدود مع الشريك أو الصديق، فتنصح بشرى الزبيدي بالاعتراف بهذا الشعور لا إنكاره، مع إعادة صياغة الأفكار الخاطئة، مثل «equating boundaries with rejection»، مساواة وضع الحدود بالرفض أو النبذ. أي أن البعض يخلطون بين فكرة أنني حين أضع حدوداً في علاقتي مع الآخر، فهذا يعني أنني أرفضه أو أقصيه، بينما في الحقيقة وضع الحدود تنظيم للعلاقة، وليس إقصاءً أو رفضاً للآخر.

كيف نقول «لا» بلباقة؟

تقترح الأخصائية النفسية الإكلينيكية عبارات، مثل:

• «دعني أراجع جدولي، وأعود إليك».

• «أحتاج وقتًا لنفسي.. الآن».

• «أقدّر طلبك، لكنني لا أستطيع المشاركة هذه المرة».

وتؤكد أن النية الصافية، والوضوح في التعبير، واحترام مشاعر الآخر، تحول كلمة «لا» إلى مساحة للحوار، لا للقطيعة.

العمل.. بين المرونة والإنهاك

في العمل، يتجلى غياب الحدود في قبول مهام لا تنتهي؛ خشية الرفض أو التقصير، ما يؤدي إلى الاحتراق النفسي.. تقول الزبيدي: «المرونة تعني العطاء برضا. أما إذا كان العطاء مصحوبًا بالغضب المكتوم أو الإرهاق، فهو تعدٍّ على الذات». وتنصح بإيضاح الموظف حدوده، باستخدام عبارات، مثل: «حتى أتمكن من أداء المهام بجودة، أحتاج لتنظيم وقتي بين الأولويات».

الحدود مع العائلة

في المجتمعات الشرقية، يختلط البر بالوالدين مع إلغاء الذات.. تقول الزبيدي: «البر لا يعنــــي طمس احتياجاتنا لإرضاء الأهــــل، بل العطاء المتوازن الذي لا يقتـــــل ذواتنا». وعن التحدي، تقول: من يرســــم حدوده سيواجه اتهامات، لكن بالصبـــر والتدرج، سيتعلم المحيط احترام هذه الحدود.

  • قوة الحدود النفسية.. كيف نقول «لا» ونرتاح؟

تقدير الذات.. والوقاية النفسية

الحدود تعزز تقدير الذات؛ لأنها تعني ببساطة: «أنا أستحق الاحترام». كما أنها تقي القلق الاجتماعي الناتج عن الخوف من الرفض، وتمنع الاحتراق النفسي، الذي يحدث بسبب الذوبان في الآخرين. وتشبّه الزبيدي الحدود بجهاز المناعة النفسي، الذي يحمي الإنسان من التعديات، والاستنزاف العاطفي. ومع كل حد نضعه، نرسل لأنفسنا والآخرين رسالة: «أنا أستحق أن أحترم!».

في عالم تتشابك به العلاقات وتتسارع وتيرة الحياة، أصبح من الضروري أن نتعلم كيف نحمي مساحتنا النفسية من التعديات المتكررة، التي قد لا ننتبه إليها إلا بعد فوات الأوان. كثيرون يظنون أن الصراحة في التعبير عن الاحتياجات، أو قول «لا» في وجه ما لا يناسبهم، من أشكال الأنانية أو القسوة، بينما الحقيقة أكثر نضجًا وعمقًا؛ فقول «لا» حين يجب أن تُقال، تعبير عن احترام الذات، قبل أن يكون رفضًا للآخر.. في هذا الملف، توجهنا إلى الأخصائية النفسية الإكلينيكية بشرى الزبيدي، لنتعمق معها في فهم الحدود النفسية: ماذا تعني، وكيف نميزها عن الحواجز؟.. وبين الطفولة والعلاقات والعمل والعائلة، كيف نبني هذا السور النفسي الصحي، الذي يحفظ طاقتنا، ويمنحنا السلام الداخلي؟

الحدود ليست حواجز!

توضح الدكتورة بشرى الزبيدي أن الحدود النفسية هي المسافة التي نرسمها لحماية أنفسنا، وتعبير صادق عن احتياجاتنا دون خوف أو خجل. والفرق الجوهري بين الحدود والحواجز يكمن في الدافع، فالحاجز يُبنى من خوف وتجارب ألم، بينما الحد يُبنى من وعي بالذات واحترام للآخر. والحاجز يُقصي الآخرين، بينما الحد يفتح باب التواصل المتوازن، فـ«الحدود لا تقول للآخر: ابتعد. بل تقول: اقترب، ولكن باحترام»، كما تقول الزبيدي.

وعي ناضج، أم أنانية متنكرة؟

كثيرون يخلطون بين وضع الحدود والأنانية، لكن الأخصائية النفسية الإكلينيكية توضح أن الأنانية تنبع من فراغ داخلي، وتقديم الذات على حساب الآخرين. أما من يضع حدودًا بوعي، فيدرك أن احترام الذات لا يعني احتقار الآخر. وتفرق الزبيدي بين الحدود الصحية، التي تبني علاقات قائمة على الاحترام، وبين الحدود المشددة أو الصارمة، الناتجة عن صدمات أو تجارب سلبية، التي تدفع صاحبها نحو العزلة.

الثقافة.. والمرأة تحديداً

تقول الدكتورة بشرى: «في مجتمعاتنا الشرقية، رُبط قول (لا) بالأنانية، لا سيما عندما تقوله امرأة، حيث نشأت النساء على التضحية كفضيلة، والخوف من رفض الطلبات؛ خشية فقدان القبول الاجتماعي، ما جعل كثيرات يعشن في صراع بين رغباتهن وتوقعات المجتمع. هذا التناقض يولد اضطرابات نفسية، مثل اضطراب الشخصية الحدية؛ بسبب صعوبة بناء هوية مستقلة، ووعي ذاتي متماسك».

ما ضاع في الطفولة

من نشأ في بيئة متعدية على الحدود النفسية، يمكنه استعادتها عبر الوعي، أولًا، بأن غياب الحدود ليس ذنبه، بل نتاج بيئة لم تحترم خصوصيته. ثم تأتي مرحلة التدريب العملي: البدء بقول (لا) في مواقف صغيرة، وتحديد أوقات للراحة، والتعبير التدريجي عن الاحتياجات. وتشير الأخصائية النفسية الإكلينيكية إلى أن الشعور بالخوف أو الذنب - في البداية - طبيعي، لكنه دليل على العودة إلى الذات.

حقل ألغام

في العلاقات العاطفية، غياب الحدود يتحول إلى استنزاف. تقول الزبيدي: «عندما يتنازل الإنسان تدريجيًا؛ خوفًا من الإزعاج أو فقدان الشريك، يجد نفسه مع الوقت غائبًا عن ذاته». أما عن الشعور بالذنب عند وضع الحدود مع الشريك أو الصديق، فتنصح بشرى الزبيدي بالاعتراف بهذا الشعور لا إنكاره، مع إعادة صياغة الأفكار الخاطئة، مثل «equating boundaries with rejection»، مساواة وضع الحدود بالرفض أو النبذ. أي أن البعض يخلطون بين فكرة أنني حين أضع حدوداً في علاقتي مع الآخر، فهذا يعني أنني أرفضه أو أقصيه، بينما في الحقيقة وضع الحدود تنظيم للعلاقة، وليس إقصاءً أو رفضاً للآخر.

كيف نقول «لا» بلباقة؟

تقترح الأخصائية النفسية الإكلينيكية عبارات، مثل:

• «دعني أراجع جدولي، وأعود إليك».

• «أحتاج وقتًا لنفسي.. الآن».

• «أقدّر طلبك، لكنني لا أستطيع المشاركة هذه المرة».

وتؤكد أن النية الصافية، والوضوح في التعبير، واحترام مشاعر الآخر، تحول كلمة «لا» إلى مساحة للحوار، لا للقطيعة.

العمل.. بين المرونة والإنهاك

في العمل، يتجلى غياب الحدود في قبول مهام لا تنتهي؛ خشية الرفض أو التقصير، ما يؤدي إلى الاحتراق النفسي.. تقول الزبيدي: «المرونة تعني العطاء برضا. أما إذا كان العطاء مصحوبًا بالغضب المكتوم أو الإرهاق، فهو تعدٍّ على الذات». وتنصح بإيضاح الموظف حدوده، باستخدام عبارات، مثل: «حتى أتمكن من أداء المهام بجودة، أحتاج لتنظيم وقتي بين الأولويات».

الحدود مع العائلة

في المجتمعات الشرقية، يختلط البر بالوالدين مع إلغاء الذات.. تقول الزبيدي: «البر لا يعنــــي طمس احتياجاتنا لإرضاء الأهــــل، بل العطاء المتوازن الذي لا يقتـــــل ذواتنا». وعن التحدي، تقول: من يرســــم حدوده سيواجه اتهامات، لكن بالصبـــر والتدرج، سيتعلم المحيط احترام هذه الحدود.

تقدير الذات.. والوقاية النفسية

الحدود تعزز تقدير الذات؛ لأنها تعني ببساطة: «أنا أستحق الاحترام». كما أنها تقي القلق الاجتماعي الناتج عن الخوف من الرفض، وتمنع الاحتراق النفسي، الذي يحدث بسبب الذوبان في الآخرين. وتشبّه الزبيدي الحدود بجهاز المناعة النفسي، الذي يحمي الإنسان من التعديات، والاستنزاف العاطفي. ومع كل حد نضعه، نرسل لأنفسنا والآخرين رسالة: «أنا أستحق أن أحترم!».

لماذا لا نستطيع قول (لا)؟

تعود الأسباب النفسية للعجز عن قول (لا) إلى التربية، حيث يربط الطفل الاعتراض بالخوف من فقدان القبول، أو التعرض للعقاب، كما أن الخجل أو الحياء المفرط يجعلان التعبير عن النفس يبدو كأنه وقاحة. أما الشخصية المُرضية (People Pleaser)، فغالبًا تتشكل نتيجة صدمة هجر أو رفض قاسٍ، فيتبنى الشخص إرضاء الجميع كآلية للبقاء؛ لكنه يدفع ثمنها استنزافًا داخليًا.

في عالم تتشابك به العلاقات وتتسارع وتيرة الحياة، أصبح من الضروري أن نتعلم كيف نحمي مساحتنا النفسية من التعديات المتكررة، التي قد لا ننتبه إليها إلا بعد فوات الأوان. كثيرون يظنون أن الصراحة في التعبير عن الاحتياجات، أو قول «لا» في وجه ما لا يناسبهم، من أشكال الأنانية أو القسوة، بينما الحقيقة أكثر نضجًا وعمقًا؛ فقول «لا» حين يجب أن تُقال، تعبير عن احترام الذات، قبل أن يكون رفضًا للآخر.. في هذا الملف، توجهنا إلى الأخصائية النفسية الإكلينيكية بشرى الزبيدي، لنتعمق معها في فهم الحدود النفسية: ماذا تعني، وكيف نميزها عن الحواجز؟.. وبين الطفولة والعلاقات والعمل والعائلة، كيف نبني هذا السور النفسي الصحي، الذي يحفظ طاقتنا، ويمنحنا السلام الداخلي؟

الحدود ليست حواجز!

توضح الدكتورة بشرى الزبيدي أن الحدود النفسية هي المسافة التي نرسمها لحماية أنفسنا، وتعبير صادق عن احتياجاتنا دون خوف أو خجل. والفرق الجوهري بين الحدود والحواجز يكمن في الدافع، فالحاجز يُبنى من خوف وتجارب ألم، بينما الحد يُبنى من وعي بالذات واحترام للآخر. والحاجز يُقصي الآخرين، بينما الحد يفتح باب التواصل المتوازن، فـ«الحدود لا تقول للآخر: ابتعد. بل تقول: اقترب، ولكن باحترام»، كما تقول الزبيدي.

وعي ناضج، أم أنانية متنكرة؟

كثيرون يخلطون بين وضع الحدود والأنانية، لكن الأخصائية النفسية الإكلينيكية توضح أن الأنانية تنبع من فراغ داخلي، وتقديم الذات على حساب الآخرين. أما من يضع حدودًا بوعي، فيدرك أن احترام الذات لا يعني احتقار الآخر. وتفرق الزبيدي بين الحدود الصحية، التي تبني علاقات قائمة على الاحترام، وبين الحدود المشددة أو الصارمة، الناتجة عن صدمات أو تجارب سلبية، التي تدفع صاحبها نحو العزلة.

  • قوة الحدود النفسية.. كيف نقول «لا» ونرتاح؟

الثقافة.. والمرأة تحديداً

تقول الدكتورة بشرى: «في مجتمعاتنا الشرقية، رُبط قول (لا) بالأنانية، لا سيما عندما تقوله امرأة، حيث نشأت النساء على التضحية كفضيلة، والخوف من رفض الطلبات؛ خشية فقدان القبول الاجتماعي، ما جعل كثيرات يعشن في صراع بين رغباتهن وتوقعات المجتمع. هذا التناقض يولد اضطرابات نفسية، مثل اضطراب الشخصية الحدية؛ بسبب صعوبة بناء هوية مستقلة، ووعي ذاتي متماسك».

ما ضاع في الطفولة

من نشأ في بيئة متعدية على الحدود النفسية، يمكنه استعادتها عبر الوعي، أولًا، بأن غياب الحدود ليس ذنبه، بل نتاج بيئة لم تحترم خصوصيته. ثم تأتي مرحلة التدريب العملي: البدء بقول (لا) في مواقف صغيرة، وتحديد أوقات للراحة، والتعبير التدريجي عن الاحتياجات. وتشير الأخصائية النفسية الإكلينيكية إلى أن الشعور بالخوف أو الذنب - في البداية - طبيعي، لكنه دليل على العودة إلى الذات.

حقل ألغام

في العلاقات العاطفية، غياب الحدود يتحول إلى استنزاف. تقول الزبيدي: «عندما يتنازل الإنسان تدريجيًا؛ خوفًا من الإزعاج أو فقدان الشريك، يجد نفسه مع الوقت غائبًا عن ذاته». أما عن الشعور بالذنب عند وضع الحدود مع الشريك أو الصديق، فتنصح بشرى الزبيدي بالاعتراف بهذا الشعور لا إنكاره، مع إعادة صياغة الأفكار الخاطئة، مثل «equating boundaries with rejection»، مساواة وضع الحدود بالرفض أو النبذ. أي أن البعض يخلطون بين فكرة أنني حين أضع حدوداً في علاقتي مع الآخر، فهذا يعني أنني أرفضه أو أقصيه، بينما في الحقيقة وضع الحدود تنظيم للعلاقة، وليس إقصاءً أو رفضاً للآخر.

كيف نقول «لا» بلباقة؟

تقترح الأخصائية النفسية الإكلينيكية عبارات، مثل:

• «دعني أراجع جدولي، وأعود إليك».

• «أحتاج وقتًا لنفسي.. الآن».

• «أقدّر طلبك، لكنني لا أستطيع المشاركة هذه المرة».

وتؤكد أن النية الصافية، والوضوح في التعبير، واحترام مشاعر الآخر، تحول كلمة «لا» إلى مساحة للحوار، لا للقطيعة.

العمل.. بين المرونة والإنهاك

في العمل، يتجلى غياب الحدود في قبول مهام لا تنتهي؛ خشية الرفض أو التقصير، ما يؤدي إلى الاحتراق النفسي.. تقول الزبيدي: «المرونة تعني العطاء برضا. أما إذا كان العطاء مصحوبًا بالغضب المكتوم أو الإرهاق، فهو تعدٍّ على الذات». وتنصح بإيضاح الموظف حدوده، باستخدام عبارات، مثل: «حتى أتمكن من أداء المهام بجودة، أحتاج لتنظيم وقتي بين الأولويات».

الحدود مع العائلة

في المجتمعات الشرقية، يختلط البر بالوالدين مع إلغاء الذات.. تقول الزبيدي: «البر لا يعنــــي طمس احتياجاتنا لإرضاء الأهــــل، بل العطاء المتوازن الذي لا يقتـــــل ذواتنا». وعن التحدي، تقول: من يرســــم حدوده سيواجه اتهامات، لكن بالصبـــر والتدرج، سيتعلم المحيط احترام هذه الحدود.

تقدير الذات.. والوقاية النفسية

الحدود تعزز تقدير الذات؛ لأنها تعني ببساطة: «أنا أستحق الاحترام». كما أنها تقي القلق الاجتماعي الناتج عن الخوف من الرفض، وتمنع الاحتراق النفسي، الذي يحدث بسبب الذوبان في الآخرين. وتشبّه الزبيدي الحدود بجهاز المناعة النفسي، الذي يحمي الإنسان من التعديات، والاستنزاف العاطفي. ومع كل حد نضعه، نرسل لأنفسنا والآخرين رسالة: «أنا أستحق أن أحترم!».

  • قوة الحدود النفسية.. كيف نقول «لا» ونرتاح؟

لماذا لا نستطيع قول (لا)؟

تعود الأسباب النفسية للعجز عن قول (لا) إلى التربية، حيث يربط الطفل الاعتراض بالخوف من فقدان القبول، أو التعرض للعقاب، كما أن الخجل أو الحياء المفرط يجعلان التعبير عن النفس يبدو كأنه وقاحة. أما الشخصية المُرضية (People Pleaser)، فغالبًا تتشكل نتيجة صدمة هجر أو رفض قاسٍ، فيتبنى الشخص إرضاء الجميع كآلية للبقاء؛ لكنه يدفع ثمنها استنزافًا داخليًا.

التدرج في بناء الحدود

توصي الأخصائية النفسية الإكلينيكية بالتدرب التدريجي على قول (لا)، خاصة في البيئات الاجتماعية، أو العائلية الضاغطة. البداية تكون من المواقف الصغيرة:

• تأجيل الرد.

• رفض مهذب.

• وضع أولويات زمنية واضحة.

وتؤكد أن استخدام لغة لبقة بنبرة هادئة مع الآخرين ومع الذات، كفيل ببناء حدود قوية دون إشعال صراعات.

وتختم بشرى الزبيدي، الأخصائية النفسية الإكلينيكية، قائلة: «إن الذي لا يعرف حدوده، سيعيش متخبطًا بين رغبات الآخرين، وتوقعاتهم. أما الذي يعرفها، فإنه سيخطو بثقة نحو ذاته، وسيكون قادرًا على العطاء من مكان ممتلئ.. لا من فراغ»!

توصي الأخصائية النفسية الإكلينيكية بالتدرب التدريجي على قول (لا)، خاصة في البيئات الاجتماعية، أو العائلية الضاغطة. البداية تكون من المواقف الصغيرة:

• تأجيل الرد.

• رفض مهذب.

• وضع أولويات زمنية واضحة.

وتؤكد أن استخدام لغة لبقة بنبرة هادئة مع الآخرين ومع الذات، كفيل ببناء حدود قوية دون إشعال صراعات.

وتختم بشرى الزبيدي، الأخصائية النفسية الإكلينيكية، قائلة: «إن الذي لا يعرف حدوده، سيعيش متخبطًا بين رغبات الآخرين، وتوقعاتهم. أما الذي يعرفها، فإنه سيخطو بثقة نحو ذاته، وسيكون قادرًا على العطاء من مكان ممتلئ.. لا من فراغ»!

تعود الأسباب النفسية للعجز عن قول (لا) إلى التربية، حيث يربط الطفل الاعتراض بالخوف من فقدان القبول، أو التعرض للعقاب، كما أن الخجل أو الحياء المفرط يجعلان التعبير عن النفس يبدو كأنه وقاحة. أما الشخصية المُرضية (People Pleaser)، فغالبًا تتشكل نتيجة صدمة هجر أو رفض قاسٍ، فيتبنى الشخص إرضاء الجميع كآلية للبقاء؛ لكنه يدفع ثمنها استنزافًا داخليًا.

التدرج في بناء الحدود

توصي الأخصائية النفسية الإكلينيكية بالتدرب التدريجي على قول (لا)، خاصة في البيئات الاجتماعية، أو العائلية الضاغطة. البداية تكون من المواقف الصغيرة:

• تأجيل الرد.

• رفض مهذب.

• وضع أولويات زمنية واضحة.

وتؤكد أن استخدام لغة لبقة بنبرة هادئة مع الآخرين ومع الذات، كفيل ببناء حدود قوية دون إشعال صراعات.

وتختم بشرى الزبيدي، الأخصائية النفسية الإكلينيكية، قائلة: «إن الذي لا يعرف حدوده، سيعيش متخبطًا بين رغبات الآخرين، وتوقعاتهم. أما الذي يعرفها، فإنه سيخطو بثقة نحو ذاته، وسيكون قادرًا على العطاء من مكان ممتلئ.. لا من فراغ»!