نريمان الزرعوني: المنصات الرقمية غيرت قواعد التصميم

منذ طفولتها، أدركت نريمان الزرعوني أن الفن أعمق من مجرد لوحة أو مساحة، وأنه وسيلة للتعبير، تتجاوز الكلمات. درست الزرعوني «الفنون الجميلة»، ثم تخصصت في «التصميم الداخلي»؛ لتشق طريقها كمصممة إماراتية، تحمل هوية بصرية متفرّدة، تمزج الأصالة بالحداثة. ولأكثر من عقدين، عُرِفت نريمان بتصاميمها المبتكرة، ول

منذ طفولتها، أدركت نريمان الزرعوني أن الفن أعمق من مجرد لوحة أو مساحة، وأنه وسيلة للتعبير، تتجاوز الكلمات. درست الزرعوني «الفنون الجميلة»، ثم تخصصت في «التصميم الداخلي»؛ لتشق طريقها كمصممة إماراتية، تحمل هوية بصرية متفرّدة، تمزج الأصالة بالحداثة. ولأكثر من عقدين، عُرِفت نريمان بتصاميمها المبتكرة، ولمع اسمها حتى نالت لقب «سفيرة الديكور»، ولا تزال تحصد المزيد من النجاحات.. في هذا الحوار، تكشف المصممة الإماراتية عن جذور شغفها، ورؤيتها الفنية، ودورها في تمكين المرأة الإماراتية، من خلال «التصميم الداخلي»:

كيف ساهم تكوينك الفني المبكر في تشكيل هويتكِ التصميمية اليوم؟

منذ طفولتي، أدركت أن الفن لغة تعبير تتجاوز الكلمات. ودراسة «الفنون الجميلة» منحتني فهماً عميقاً للألوان، والضوء، والنسب، والكتلة، وهي عناصر جوهرية في «التصميم الداخلي». هذا التكوين رسّخ في داخلي حسّاً بصرياً مرهفاً، انعكس على مشاريعي، التي أسعى فيها، دائماً، إلى إحداث توازن بين الإحساس الفني، والدقة العملية.

  • نريمان الزرعوني: المنصات الرقمية غيرت قواعد التصميم

دلالات بصرية

ما العناصر التراثية، التي نلمحها في تصاميمك؟

  التراث الإماراتي غني بالرموز والدلالات البصرية العميقة، وغالباً أستلهم منه التفاصيل الدقيقة، مثل: النقوش، والألوان الترابية، والخامات الطبيعية. كما أحرص على إعادة تفسير هذه العناصر بروح عصرية، تواكب تطلعات عملائي، مع الحفاظ على الجوهر الذي يعكس الهوية الإماراتية.

داخل المساحات المنزلية.. ما المبادئ التي تعتمدينها؛ لتوازني بين العملية، والجمال؟

المنزل بالنسبة لي ليس مجرد مساحة جميلة، بل هو ملاذ يجب أن يكون عملياً ومريحاً. أبدأ، دائماً، بفهم أسلوب حياة العميل واحتياجاته، ثم أدمج بين الوظيفة والتصميم من خلال اختيار أثاث ذكي، وتوزيع مدروس للإضاءة، واستخدام خامات تمنح المكان لمسة فنية، دون أن تخلّ براحة الاستخدام اليومي.

منصات رقمية

حسابكِ على «إنستغرام» ملهِم.. ماذا تقدمين من خلاله؟

أعتبر حسابي منصة لتبادل الإلهام والمعرفة، وليس فقط لعرض أعمالي؛ فأشارك فيه رحلتي كمصممة، من كواليس المشاريع إلى النصائح العملية. كذلك، أحب أن أكون قريبة من المتابعين من خلال محتوى يعبّر عن شخصيتي وشغفي، ويحفّزهم على اكتشاف جماليات التصميم في تفاصيل حياتهم اليومية.

اليوم.. إلى أي مدى أصبحت المنصات الرقمية جزءاً من نجاح المصمم الداخلي؟

المنصات الرقمية غيّرت قواعد اللعبة؛ فلم يعد المصمم محصوراً في جغرافيا معينة، بل يمكنه الوصول إلى جمهور واسع، وتقديم فكره ورؤيته بطريقة مباشرة. إنها وسيلة فعالة؛ لبناء الهوية المهنية، والتواصل مع العملاء، ومواكبة الاتجاهات. شخصياً، ساعدتني تلك المنصات في توسيع قاعدة عملائي، وإلهام غيري من المصممين.

  • نريمان الزرعوني: المنصات الرقمية غيرت قواعد التصميم

ما رسالتك إلى كل شابة إماراتية ترغب في دخول عالم التصميم؟

رسالتي لها: لا تخافي من التعبير عن ذاتكِ؛ فالتصميم ليس مجرد ألوان ومفروشات، بل رؤية تحمل بصمتك الخاصة. والعالم اليوم بحاجة إلى أصوات جديدة، وأفكار مبتكرة؛ فكوني جريئة، وواثقة، وملتزمة بشغفكِ.

قوة.. وإلهام

من المرأة الإماراتية التي ألهمتكِ في مسيرتكِ.. الشخصية أو المهنية؟

استلهمت الكثير من سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، رئيسة الاتحاد النسائي العام رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة الرئيسة الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية (أم الإمارات)، فسموها رمز للقوة والرؤية والدعم اللامحدود للمرأة. كما تأثرت كثيراً بأمي، التي كانت دائماً مصدر قوة وإلهام، وعلمتني أن الشغف، والعمل الجاد، قادران على فتح كل الأبواب.

بشكل شخصي.. ما الذي يمثّله لكِ يوم المرأة الإماراتية كمصممة إماراتية رائدة؟

يوم المرأة الإماراتية - بالنسبة لي - يوم فخر وامتنان واحتفاء بإنجازاتنا؛ فهو فرصة لتجديد العهد بمواصلة المسيرة، ومشاركة تجربتي مع الجيل القادم، والتأكيد على أن كل إماراتية قادرة على أن تكون رائدة في مجالها؛ إذا اغتنمت الفرص المتاحة أمامها، ووثقت بقدراتها.