استعرضت دولة الإمارات دور الثقافة، والمعرفة التقليدية، واللغات في مواجهة التغير المناخي، كما ناقشت البصمة الكربونية لقطاع الثقافة، والحلول المقترحة عبر الاقتصاد الدائري، خلال مشاركتها الفاعلة في الاجتماع الثالث لمجموعة العمل الثقافية التابعة لمجموعة العشرين، الذي أقيم مؤخرًا تحت شعار: «تضامن، مساواة، واستدامة»، واستضافته مدينة كيب تاون في جنوب أفريقيا، بهدف تعزيز التعاون الثقافي بين الدول الأعضاء، وإبراز أهمية الثقافة كأداة استراتيجية لتحقيق التنمية المستدامة.

وسلّط الوفد الإماراتي الضوء على المبادرات الثقافية المناخية، مستعرضًا أفضل الممارسات العالمية في السياسات المناخية الثقافية. وقد أوصت الوثيقة الختامية لمجموعة العمل الثقافية، التي حملت عنوان: «الإنجازات والآفاق المستقبلية»، بضرورة الإسهام في رسم سياسات مجموعة العشرين بشأن الثقافة والمناخ، بمشاركة ممثلين رفيعي المستوى من دول المجموعة والدول المستضيفة، إلى جانب منظمات دولية كمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو).

  • الإمارات تُبرز أهمية الثقافة كأداة في تحقيق التنمية المستدامة

وعلى هامش الاجتماع، شارك وفد دولة الإمارات في ندوة دولية رفيعة المستوى بعنوان «التقاطع بين الثقافة والمناخ»، شهدت حضور قادة حكوميين وخبراء وفنانين ومبتكرين وتقنيين وممثلين عن المجتمع المدني من مختلف أنحاء العالم، لاستكشاف سبل مساهمة الثقافة والصناعات الإبداعية في التكيّف مع تغير المناخ، وتعزيز الاستدامة.

كما استعرض وفد وزارة الثقافة الإماراتية تجارب الدولة، وأفضل الممارسات في دمج المعرفة والتراث الثقافي مع الاستراتيجيات المناخية الوطنية، امتدادًا لدور الإمارات القيادي في التنمية المستدامة والابتكار المناخي، خاصة بعد استضافتها مؤتمر الأطراف (COP28).

ومن المقرر أن تشارك وزارة الثقافة في الاجتماع التحضيري المقبل، المقرر عقده في شهر أكتوبر بمحافظة كوازولو ناتال بجنوب أفريقيا، استعدادًا لاجتماع وزراء الثقافة لمجموعة العشرين، المزمع عقده في التاسع والعشرين من الشهر ذاته، لاعتماد البيان الختامي قبل انعقاد قمة قادة المجموعة في السابع والعشرين، والثامن والعشرين من نوفمبر المقبل، بمحافظة خواتينغ.

وتحرص دولة الإمارات على تعزيز حضورها الفاعل في المنصات الدولية المعنية بالثقافة، باعتبارها ركيزة أساسية في تحقيق التنمية المستدامة، وعنصرًا محوريًا في مواجهة التحديات المناخية. كما تُجسد هذه المشاركة تأكيدًا على مكانة الدولة الريادية في مجالات الابتكار المناخي والاستدامة الثقافية، لا سيما في ظل استراتيجيتها الوطنية الطموحة لتحقيق الحياد المناخي بحلول عام 2050، وتفعيل دور الثقافة في دعم أهداف العمل المناخي.

يُذكر أن دولة الإمارات تشارك في أعمال القمة للمرة الرابعة على التوالي، بعد أن دُعيت إلى نسخ أعوام: 2022، و2023، و2024، فضلًا عن مشاركتها التاريخية في نسختَيْ عامَيْ: 2011، و2020.