في ظل أجواء الصيف الحارة والجافة، يتساءل البعض: كيف يمكن لنسمة الهواء الباردة أن تنعش الجسم وترطبه، وكيف ينعكس ذلك على صحة الفرد؟

  • كيف تؤثر نسمة الهواء البارد في صحتنا؟

توصل فريق من الباحثين، بجامعة ميتشيغان الأميركية، لإجابة قد تبدو منطقية لهذا السؤال، حيث نشر موقع «Live Science»، نتائج دراسة سريرية، ترسم خريطة لمسار استشعار درجات الحرارة، بدءاً من الجلد، وانتهاء بالدماغ، حيث كشف الباحثون وجود مسار حسي يوصل الحرارة من الجلد إلى الدماغ، وأن درجات الحرارة الباردة لها مسار خاص بها.

وتتبع الباحثون، خلال تجارب سريرية على الفئران، مسار المخطط الكهربائي لأدمغتها، بحثاً عن تفسيرات لفهم كيفية ترجمة المُنبهات الباردة على الجلد، وتحولها إلى معلومات يستطيع الدماغ استيعابها والتفاعل معها بشكل أفضل. ويمثل هذا البحث نقلة نوعية في الفهم العام للإدراك الحسي.

  • كيف تؤثر نسمة الهواء البارد في صحتنا؟

وكان علماء الأعصاب، سابقاً، يعتقدون أن جميع أحاسيس درجة الحرارة، من البرودة الشديدة إلى الحر الشديد، تنتقل عبر المسار العام نفسه إلى الدماغ، لكن الدراسة الجديدة تبين، للمرة الأولى، أن أجزاءً مختلفة من طيف درجة الحرارة، تستخدم دوائر كهربائية مختلفة لتنبيه الدماغ.

واستخدم الباحثون، في الدراسة السريرية، تقنيات تصوير متطورة ومراقبة كهربائية للقلب، وتحليلات سلوكية وبيانات وراثية متعمقة؛ لتحديد كيفية نقل الفئران للإحساس بانخفاض درجات الحرارة، من جلدها إلى أدمغتها.

وبحسب خبراء الصحة في موقع «مايو كلينك»، عندما يتعرض الجسم للهواء البارد، يتفاعل الدماغ مع هذا التغيير في البيئة، من خلال آليات عدة:

- استشعار التغيير في درجة الحرارة: الأعصاب الحسية في الجلد تستشعر التغيير في درجة الحرارة، وترسل إشارات إلى الدماغ.

- تنشيط مركز تنظيم الحرارة: الدماغ يستقبل الإشارات، وينشط مركز تنظيم الحرارة، الذي يعمل على ضبط درجة حرارة الجسم.

  • كيف تؤثر نسمة الهواء البارد في صحتنا؟

- استجابة الجسم: يرسل الدماغ إشارات إلى الجسم لتحفيز استجابات فسيولوجية، مثل: انقباض الأوعية الدموية، وتقليل التعرق؛ للحفاظ على درجة حرارة الجسم.

- دور الدماغ: في الجو الحار، عندما يتعرض الجسم للهواء البارد، يمكن أن يشعر بالراحة والانتعاش بسبب التبريد المفاجئ للجسم، ويلعب الدماغ دوراً مهماً في تفسير هذه الإشارات الحسية، وتحويلها إلى شعور بالبرودة.

ويمكن أن تؤثر برودة الجسم إيجابياً وسلبياً في صحة الانسان في الأجواء الحارة، فمن التأثيرات الإيجابية المحتملة، والشعور بالراحة والانتعاش، حيث يوفر الهواء البارد راحة مؤقتة من الحرارة الشديدة، ويقلل التعرق والإرهاق، كما يساعد في تحسين الأداء البدني والعقلي عن طريق تقليل الإجهاد الحراري.

لكن التأثيرات السلبية لاستمرار التعرض للهواء البارد، قد ينتج عنها انقباض الأوعية الدموية، وتأثير على الجهاز التنفسي والعضلات، لذا من المهم أن تكون البرودة معتدلة ومتوازنة، خاصة في الأجواء شديدة الحرارة.