عندما نتحدث عن أولى علامات التقدم في العمر، تُعد الشفاه مثل العينين من المؤشرات الحساسة. فهي تتحرك باستمرار، وتتميز بوجود أرق طبقة جلد في الجسم، إضافة إلى خلوها من الغدد الدهنية، ما يجعل فقدان الكولاجين والإيلاستين ووسائد الدهون الداعمة، التي تؤثر في الجسم كله مع التقدم في العمر، أكثر وضوحاً عليها.

وإذا شعرتِ بأن شفتيك تتقلصان، فهذا صحيح، إذ تصبحان أكثر جفافاً، وتفقدان حدودهما وتعريفهما، وحتى لونهما، مع مرور الوقت. التغيير الملحوظ الأول قد يكون في الأربعينيات، عندما تفقدين ميزة صغيرة هي «حدود الفرمليون»، تلك الحافة الصغيرة المرتفعة، التي تعطي الشفاه تعريفها الطبيعي، وبروزها الرائع.وعندما تختفي هذه الحدود، يبدأ أحمر الشفاه بالتلطخ، وتبدو الشفاه أصغر، وهو أمر مزعج فعلاً.

وبحلول أوائل الخمسينيات، تبدأ خطوط دقيقة بالظهور حول منطقة الأنف والفم، المعروفة بـ«خطوط المدخن»، حتى لو لم تكوني مدخنة. هذه الخطوط ناتجة عن التحدث والتقبيل والابتسام، وأيضاً تعبير التقبيل (البوس)، ما يجعل الجلد الرقيق والمفتقر إلى الوسائد الداعمة أكثر عرضة لخطوط التعبير. ومع مرور الوقت، ستزداد هذه الخطوط سوءاً، بينما ينقص حجم وثبات الشفتين.

لكن، مع تطور المنتجات وتقنيات الحقن الدقيقة وسنوات الخبرة، يمكن لطبيب ماهر أن يساعد على استعادة ما فقدته شفتاك. وكل هذه العلاجات تعيد لك شفتيك الطبيعيتين، ولكن بشكل أفضل، إليكِ أبرزها:

  • أحدث التقنيات لاستعادة شباب شفتيكِ.. دون إفراط في حقن الفيلر

حقن البولينيوكليوتيدات الدقيقة:

هي حقن تحفيزية بيولوجياً، تعمل على زيادة إنتاج الكولاجين الطبيعي لتعزيز حجم الشفاه تدريجياً، بدلاً من التضخم الفوري. وفي هذا العلاج، تُخلط البولينيوكليوتيدات مع حمض الهيالورونيك شديد السيولة لترطيب الشفاه، ومنحها حجماً فورياً دقيقاً جداً.

ويقوم الطبيب بحقن هذه القطيرات الدقيقة في الشفاه، وخطوط «الباركود» (الخطوط العمودية حول الشفاه)، وهي تقنية حصرية لتحقيق امتلاء شبابي طبيعي، بعيداً عن التضخم المبالغ فيه. وعادة يرافق الحقن إحساس بالوخز، لذا يستخدم الطبيب تخديراً موضعياً لتقليل الألم. ويستمر الانكماش والانتفاخ الخفيف ليوم أو يومين فقط، وبعدها تظهر الشفاه أكثر امتلاءً بشكل أنيق وطبيعي.

وينصح بإجراء جلستين إلى ثلاث، بفاصل شهري، والنتائج تدوم حوالي تسعة أشهر، حسب عاداتكِ والتزامكِ.

  • أحدث التقنيات لاستعادة شباب شفتيكِ.. دون إفراط في حقن الفيلر

الفيلرات الخفيفة:

تتوفر بعض أنواع فيلر حمض الهيالورونيك بسُمك منخفض جداً، وتعمل كمرطبات عميقة للجلد مع زيادة طفيفة جداً في حجم الشفاه، ما يجعلها خياراً ممتازاً لمن ترغب في تجربة حقن الفيلر، دون تغير ظاهر.

وتُحقن، عادة، بضع قطرات صغيرة جداً في الشفة العليا والسفلى. وقد تلاحظين انتفاخاً فورياً لكنه يتلاشى خلال أيام، مع نتائج تشمل: تحديد أفضل لخطوط الشفاه، وتخفيف خطوط «الباركود» العمودية، ورفع زوايا الفم المترهلة.

تقشير خطوط الشفاه بالليزر:

خطوط «الباركود» أو «خطوط المدخن» من أصعب المشاكل تجميلياً، لكن تقنية تقشير الجلد السطحي بالليزر تعتبر من أكثر الطرق فاعلية. ويقوم الليزر بفتح مسام دقيقة في الجلد؛ لتحفيز إنتاج الكولاجين، ما يعيد سمك الجلد، ويحسن ملمسه، بالإضافة إلى رفع خفيف لخط الشفة العليا. وتتميز هذه التقنية بفترة تعافٍ قصيرة جداً (حوالي أسبوع)، مقارنة بالليزرات الأخرى، وهي آمنة لجميع درجات البشرة.

تُجرى جلسة واحدة فقط، دون ألم، بفضل كريم التخدير، ويظهر التأثير الكامل بعد عدة أشهر مع تقليل واضح للخطوط.

  • أحدث التقنيات لاستعادة شباب شفتيكِ.. دون إفراط في حقن الفيلر

تقنية «Lip Flip» بالبوتوكس:

حقن البوتوكس لا تضيف حجماً، لكنها تساعد في تعديل تعابير الشفاه، وجعلها تبدو أكثر امتلاءً. فحقن قليلة جداً في محيط الشفة العليا، تساعد على منع انكماش الشفة عند الابتسام، خصوصاً لمن يعانين ابتسامة تظهر اللثة «Gummy smile»، وهذا يجعل الشفاه تظهر أكثر استرخاءً، وأكبر بشكل طبيعي دون تضخم.

الحقن مؤلمة قليلاً، لكنها مقبولة دون تخدير، وتظهر النتائج خلال أسبوع، وتستمر حوالي ثلاثة أشهر. وقد تلاحظين تغيراً بسيطاً في حركة الشفة العليا، ما قد يجعل استخدام الملعقة أثناء الأكل تحدياً مؤقتاً.