رحل القاضي الأميركي، فرانك كابريو، الذي عُرف بلقب «ألطف قاضٍ في العالم»، عن عمر ناهز الـ88 عاماً، بعد معركة شجاعة مع سرطان البنكرياس. تحول كابريو من قاضٍ عادي، إلى نجم تلفزيوني واقعي، وصانع محتوى أحبّه الملايين حول العالم، من خلال برنامجه الشهير «Caught in Providence»، حيث أدار قضايا الناس بروح مفعمة بالرحمة والإنسانية.

وجاء في بيان، نُشر عبر حسابه على «إنستغرام»: «كان محبوباً؛ لتواضعه، وإيمانه العميق بخير الناس، ولمس حياة الملايين داخل قاعة المحكمة وخارجها. لقد تركت حرارته، وروحه المرحة، ولطفه، أثراً لا يُمحى في قلب كل من عرفه».

وأضاف البيان: «سيُذكر كقاضٍ عادل ومحترم، وزوج وأب وجد وصديق محب. إرثه سيبقى حياً في كل فعل من أفعال الخير، التي ألهم بها الآخرين. وفي ذكراه، فلنحاول جميعاً أن نضيف لمسة رحمة إلى العالم، كما فعل هو في كل يوم من حياته».

  • رحيل فرانك كابريو.. «ألطف قاضٍ في العالم»

القاضي الأكثر لطفاً على «السوشيال ميديا»:

انتشرت مقاطع كابريو، بشكل واسع، على «السوشيال ميديا» في السنوات الأخيرة، ليحصد شهرة عالمية، ويتابعه أكثر من 1.6 مليون شخص على منصة «تيك توك»، وأكثر من 3 ملايين على «إنستغرام». فأسلوبه الإنساني في التعامل مع المتقاضين، الممزوج بالرحمة والابتسامة، منحه - عن جدارة - لقب «ألطف قاضٍ في العالم».

رحلة مرضه.. وصراعه مع السرطان:

عام 2023، أعلن كابريو، عبر فيديو مؤثر على «إنستغرام»، إصابته بسرطان البنكرياس، مشيراً إلى أن التشخيص جاء متزامناً مع عيد ميلاده، الذي كان يعتبره عادة «من أسعد أيام السنة». وقال حينها: «هذه المرة عيد ميلادي مختلف، فقد شعرت بوعكة صحية، وخضعت لفحوصات، والنتيجة لم تكن جيدة».

وقبل يوم واحد من وفاته، أعاد القاضي فرانك كابريو نشر مقطع على «إنستغرام»، يطلب فيه من متابعيه الدعاء له، بينما يواصل معركته مع السرطان. وقال كابريو في الفيديو: «بينما أواصل هذه المعركة الصعبة، فإن دعواتكم ترفع معنوياتي». وأضاف: «للأسف، تعرضت لانتكاسة، وعُدْت إلى المستشفى من جديد.. بعد عودة المرض». وتابع: «أطلب منكم مرة أخرى، إذا لم يكن ذلك كثيراً، أن تذكروني في دعواتكم. فأنا أؤمن بقوة الدعاء».

تكريم رسمي.. وشعبي:

رحل القاضي فرانك كابريو، الذي حصد برنامجه «Caught in Providence» ترشيحات عدة لجوائز «إيمي» بين عامَيْ: 2018، و2020، بعد معركة طويلة وشجاعة مع المرض، لكنَّ إرثه باقٍ حيّاً، يذكّر العالم بأن العدالة لا تفقد معناها حين تُزيَّن بالرحمة. وسيبقى اسمه محفوراً في ذاكرة مَنْ عرفه، ومَنْ تابع مسيرته، زوجاً محباً، وأباً وجداً عطوفاً، ورمزاً إنسانياً، مثبتاً أن الرحمة جزء من العدالة.

حاكم ولاية رود آيلاند، دان مككي، نعاه بكلمات مؤثرة على منصة «إكس»، واصفاً إياه بأنه «كنز من كنوز رود آيلاند»، وأضاف: «واجه مرضه بشجاعة.. سأفتقده كثيراً». كما أصدر قراراً بتنكيس الأعلام في الولاية؛ تكريماً لذكراه.