لم تعد الإبرة والخيط مجرد أداتين في علبة الخياطة، بل أصبحا جزءًا من أحدث صيحات الموضة، التي تحتفي باللمسة اليدوية والشخصية. اليوم، يظهر اتجاه مختلف يعيدنا إلى البدايات هو «إصلاح الملابس». لكن هذه المرة، الأمر ليس بدافع الضرورة فقط، بل بدافع الوعي والتميز والإبداع.

إن ترقيع الملابس لم يعد سرًا تُخفيه النساء، بل أصبح شارة فخر، وموضة مستدامة تلقى إقبالًا متزايدًا من النساء، وحتى الرجال، حول العالم.

من باريس إلى طوكيو:

دور أزياء عالمية، مثل: «Gucci، وMaison Margiela»، استعانت بأسلوب الترقيع في مجموعاتها الأخيرة، لتؤكد أن ما بدأ كهواية منزلية؛ أصبح توجهًا رائجًا على منصات الموضة. وفي اليابان، تحضر تقنيات «Sashiko» التقليدية كجزء من تراث طويل في الخياطة، واليوم تجد طريقها إلى خزائن النساء العصريات في كل مكان.

  • كيف أصبحت إعادة ترقيع الملابس موضة من جديد؟

من «الإصلاح الخفي» إلى «الترقيع المرئي»:

لطالما ارتبطت الخياطة بفكرة الإصلاح غير المرئي، حيث يُخاط التمزق؛ ليبدو كأنه لم يكن. إلا أن اليوم تغيّر هذا المفهوم؛ فالترقيع المرئي أصبح اتجاهًا إبداعيًا، يستخدم خيوطًا ملوّنة، وزخارف متقاطعة تجعل العيب جزءًا من الجمال.

أما لماذا تتبنى النساء، اليوم، هذه الموضة؟.. فإن الجواب يجمع بين المتعة والوعي؛ فهو شعور بالإنجاز بعد إصلاح قطعة بيديك. والتوفير المادي في زمن الاستهلاك المفرط، وأيضًا المساهمة في حماية البيئة عبر إطالة عمر الملابس. فخزائننا مليئة بقطع متشابهة، لكن الترقيع المرئي يمنحها شخصية تقول: «هذه أنا».

من إدمان التسوق إلى عشق الترقيع:

إن عملية إصلاح الملابس تمنحكِ نفس الشعور بالسرور والرضا، الذي قد تحصلين عليه من التسوق، لكن دون إسراف أو ذنب. فلم يعد الترقيع مجرد حل مؤقت، بل تحول إلى فن شخصي، وموضة عالمية. والثقوب لم تعد عيوبًا نخجل منها، بل أصبحت قصصًا صغيرة تُحكى عبر الغرز. وربما ما نعتبره «تمزقًا» ليس إلا فرصة لإضافة لمسة فنية فريدة إلى خزانة ملابسنا.

  • كيف أصبحت إعادة ترقيع الملابس موضة من جديد؟

طرق مبتكرة للترقيع:

ترقيع بالأشكال: استخدام الخيوط لتطريز قلوب أو نجوم على مكان التمزق، بدلًا من ترقيعه بشكل تقليدي.

ترقيع بالقصاصات: قص قطعة قماش من قميص قديم، أو وشاح غير مستخدم، وخياطتها على البنطلون الممزق لإطلالة فريدة.

الترقيع المزخرف: اعتماد الغرز الزخرفية، مثل «Cross Stitch»، بدلًا من الغرز البسيطة.

ماذا تقول شخصيتكِ عن ترقيعكِ؟

الغرز البسيطة والمرتبة: تدل على شخصية عملية، تهتم بالتفاصيل.

الألوان الجريئة والمتباينة: تعكس شخصية مبدعة، لا تخشى لفت الأنظار.

استخدام الأقمشة المختلفة للترقيع: يكشف عن روح حرة، وميل للتجريب والإبتكار.

دليلك لتجربة الترقيع المرئي:

- ابدئي ببساطة: جربي على قطعة قديمة، مثل: منشفة أو قطعة ثياب مثقوبة.

- اختاري الإبرة المناسبة: إبرة عادية تكفي، لكن إبرة «darning» أفضل للصوف، بينما تناسب إبرة «sashiko» القطن والدنيم.

- الخيوط أهم من كل شيء: اختاري خيوط التطريز، فهي تتكون من ستة خيوط؛ يمكن فصلها لتناسب سمك القماش.