نبيل يونس، مصمم أزياء فرنسي من أصول ليبية، يقيم في باريس، ويشتهر بأسلوبه الفريد، وقصاته الأنيقة. درس يونس في معهد «إسمود» الباريسي، وأطلق «أتيليه نبيل يونس» في لبنان عام 2006، بعد سنوات من التدريب، والاحتكاك بكبار المصممين. ارتدت تصاميمه نجمات عالميات وعربيات، منهن: مونيكا بيلوتشي، وباريس هيلتون، وهيفاء وهبي، كما قدم عروضه في روما، وباريس، وحاز تكريم «اليونسكو» – فرنسا كأفضل مصمم أزياء، ضمن فعاليات «Oriental Fashion Show» عام 2023.. في حواره مع «زهرة الخليج»، يكشف نبيل يونس عن رحلته، التي بدأت بحلم طفولي في الرسم، وتحوّلت إلى مسيرة لامعة في عالم «الهوت كوتور»:
-
نبيل يونس: فساتيني تحاكي المرأة الراقية
ما الذي جذبك أولاً، إلى تصميم الأزياء؟
أحببت الرسم، منذ أن كنت في الرابعة من عمري، ووالدتي التونسية كانت منفتحة على الموضة، وشجعتني كثيراً. كنت مأخوذاً بأناقة الفنانات، مثل: صباح، ومادونا، وأطالع كاتالوجات المصممَيْن: وليم خوري، وفؤاد سركيس. في ليبيا، تعرضت للتنمر؛ لأنني كنت أرسم «كروكيات» الفساتين بعفوية، فانتقلت مع والدتي إلى تونس؛ فلقيت هناك تشجيعاً. وعندما بلغت الثامنة عشرة، سمحت لي والدتي بالسفر إلى باريس؛ للالتحاق بـ«إسمود».
مع «الهوت كوتور»
متى بدأت رحلتك مع تصميم «الهوت كوتور»؟
الإرادة والحظ لعبا دوراً أساسياً في ذلك. وخلال دراستي في «إسمود»، عرّفتني الممثلة حنان الترك إلى المخرج يوسف شاهين؛ فصممت لها الثوب الأبيض، الذي ظهرتْ به في فيلم «الآخر». بعدها، تعاونت مع المخرج شوقي الماجري في أزياء مسلسل «أسمهان»، للفنانة سلاف فواخرجي. كما رافقت المصمم جون غاليانو إلى دار «ديور»، واستفدت كثيراً من خبرته. وفي لبنان، تدربت مع روبير أبي نادر، ثم فؤاد سركيس، قبل أن أطلق «أتيليه نبيل يونس» في الروشة عام 2006، حيث ارتدت الراحلة صباح فساتين من أولى مجموعاتي، وكانت بعنوان «My Dream». ومنذ 2017، تربطني سلسلة تعاونات ناجحة مع هيفاء وهبي.
كمصمم.. ماذا أضاف إليك لبنان؟
أقمت في لبنان 11 عاماً، فاكتسبت من ثرائه الثقافي، والذوق المميز لأهله. اللبنانيون يعشقون الحياة والأناقة، وهذا انعكس على شخصيتي، ومشروعي.
حدثنا عن مجموعتك الأخيرة «الملكة»!
استوحيت «الملكة» من فخامة اللؤلؤ، ورمزيته الملكية، فكل قطعة مطرزة باللؤلؤ، وأحجار الكريستال، مع أقمشة فرنسية وإيطالية فاخرة، نُفذت في إيطاليا، وطرزت في الهند.. لقيت المجموعة صدى واسعاً في «مهرجان كان» الأخير.
-
نبيل يونس: فساتيني تحاكي المرأة الراقية
ما الأقمشة المفضلة لديك في التصميم؟
أفضل الأقمشة الانسيابية ذات الطابع الأنثوي، مثل: الدانتيل، والموسلين، والساتان، والكريب الحرير، والأورغانزا. في المقابل، لا أميل إلى استخدام المخمل، أو التافتا.
كيف تصف أسلوبك التصميمي؟
أصمم للمرأة الراقية، الأنيقة، الجريئة، والأنثوية القوية؛ فأسلوبي يحمل لمسة أوروبية واضحة، تأثرت بها خلال إقامتي في فرنسا ولبنان، لكنها تحظى بإعجاب المرأة العربية، خاصة عميلاتي من الخليج.
كيف ترى تطور الموضة في العالم العربي؟
هناك نقلة نوعية في الموضة بالعالم العربي، خاصة في الخليج. فالإمارات رائدة في الانفتاح، والابتكار، مع الحفاظ على الهوية، والمرأة الإماراتية مطلعة على أحدث الصيحات.
هل تفكر في التوسع نحو الأزياء الجاهزة؟
أفضل التركيز على «الهوت كوتور»، لكنني أسعى إلى الوجود أكثر في الإمارات، ودول الخليج.
ما مقاربتك لتصميم فساتين الزفاف؟
فستان الزفاف يعتمد على ذوق العروس، وحلمها. أما في العروض، فأطلق العنان لخيالي. أحياناً، تتحول الفساتين إلى قطع «فينتج» للعرض، أو فساتين سهرة لملكات جمال، وفنانات.
-
نبيل يونس: فساتيني تحاكي المرأة الراقية
معركة داخلية
ما الذي يحفزك على الاستمرار؟
الاستمرارية معركة داخلية، تتطلب الحضور الدائم، والمثابرة؛ لذا أفضل الانتقاء في الظهور الإعلامي، والتركيز على الجودة.
أين تظهر هوية المصمم أكثر؟
في الأزياء الجاهزة، لكن بالنسبة للهوت كوتور، الهوية تكمن في الابتكار، والابتعاد عن التقليد.
ما نصيحتك للمصممين الشباب؟
أنصحهم بالابتعاد عن الغرور، والتحلي بالتواضع، واحترام الآخرين؛ لأن النجاح رحلة مليئة بالتحديات.
من يلفت نظرك من الجيل الجديد؟
المصمم رامي القاضي بابتكاراته في الأقمشة، والألوان، والتقنيات.
هل أدخلت التكنولوجيا في تصاميمك؟
نعم، ابتكرت قماشاً خاصاً يشبه الورق، واستخدمته، لأول مرة، في العالم العربي عام 2024، في فستان فضي لهيفاء وهبي. كما رسمت على الدانتيل في مجموعة «La Diva» عام 2018. ومؤخراً، نفذت فستاناً من ورود الأورغانزا لهيفاء؛ في إعلان لإحدى دور الساعات.
لماذا اخترت باريس مستقراً لك؟
فرنسا منحتني الحرية، والدعم، والذوق الرفيع، وجنسيتها التي أعتز بها. كما أن باريس ألهمتني بثقافتها وفنونها، تماماً كما فعلت الإمارات، والسعودية بدعمهما تصاميمي.