في إطار أسبوع ميلانو للتصميم 2025، شاركت المصممة السعودية، نبراس الجعيب، في مشروع «لابارتامنتو» من «أرتيمست»، عبر تصميم «غرفة القراءة»، في «بالاتزو دونزيتي» التاريخي. الجعيب، المعروفة بأسلوبها الذي يمزج الحِرَفية التقليدية بالرؤية المعاصرة، كسرت الصورة النمطية لغرف القراءة، وقدمت فضاءً يدعو إلى الاسترخاء والحوار، بدلاً من الطابع الرسمي الجامد.. «زهرة الخليج» تحاورها؛ لمعرفة المزيد عن أسلوبها، ورؤيتها، في عالم التصميم الداخلي، والأثاث.
-
نبراس الجعيب: أبحث عن مزج القديم بالجديد دائماً
حدثينا عن فكرة «غرفة القراءة»، وكيف أخرجتها من قالبها التقليدي؟
في «أرتيمست»، يتم اختيار شقق في مبانٍ تاريخية، ويتم توزيع الغرف على المصممين بشكل عشوائي، وقد سعدتُ باختيار «غرفة القراءة» (المكتبة) لي، رغم أن مساحتها صغيرة. كان من المثير أن يُمنع علينا مس الهندسة المعمارية الأصلية، أو تحريك أي عنصر منها، وهذا دفعني إلى مزج القديم بالجديد من خلال المفروشات. ابتعدتُ، تماماً، عن فكرة المكتب التقليدي؛ فوضعت الكراسي في منتصف الغرفة، بدلاً من الطاولة الكبيرة، واخترت ألواناً خاصة، وثريا زرقاء لافتة. أردت أن يرى الزائر التفاصيل الجديدة من أي زاوية، من أرفف الكتب إلى المقاعد، بما فيها مقعد الرخام، الذي صممته بالتعاون مع «أرتيمست».
رحلة مثمرة
كيف تطوّر كرسي «ذا سلينغ»، الذي صممته مع «أرتيمست»؟
هذا المقعد جاء ثمرة رحلة إلى توسكانا مع فريق «أرتيمست»، حيث اطلعت - عن قرب - على مصانع الرخام والحرفيين هناك. صممت قطعاً عدة، واخترت «ذا سلينغ» بذراعين من الرخام الفاخر، ووسط جلدي انسيابي، رغبةً في صنع تباين بين الصلابة والنعومة.
كيف أثرت فيك زيارة توسكانا، ومقابلة حرفيي الرخام؟
أنا عاشقة للرخام، وكانت هذه الرحلة بمثابة حلم تحقق. فعلى مدى يومين، شاهدت الجبال، والكتل الرخامية الضخمة، وتحدثت مع الصناع، وأصحاب المصانع، ورأيت كيف يحولون المادة الخام إلى أعمال فنية؛ فشغفهم وحماستهم لعملهم كانا ملهمين إلى حد كبير.
-
نبراس الجعيب: أبحث عن مزج القديم بالجديد دائماً
كيف انعكس الطابع العربي على غرفة تمزج الكلاسيكية الأوروبية بالمعاصرة العالمية؟
لم أتعمد وضع رمز عربي محدد، لكنني أعتقد أن خلفيتي الثقافية تظهر تلقائياً في عملي. فجذوري السعودية وتأثير جدتي اللبنانية، التي كانت تحب إدخال الطبيعة والنباتات إلى المساحات الداخلية، إلى جانب المفروشات المزخرفة بـ«أم اللؤلؤ»، شكلت ذائقتي البصرية منذ الطفولة.
تصاميمك تمزج الماضي بالحاضر.. كيف توظفين الزمن عنصراً تصميمياً؟
الزمن عنصر أساسي في عملي؛ فأنا أحب دمج القطع العتيقة، وعناصر «الفينتج»، مع لمسات معاصرة. فهذا التناقض نشأت عليه في منزل جدتي، حيث تَعَايَشَتْ قطع موروثة مع أخرى حديثة، وفي «غرفة القراءة» حاولت استحضار هذا الحوار بين العصور.
بين تصميم الأثاث، والمساحات الداخلية.. إلى أيهما تميلين أكثر؟
أصمم المساحات الداخلية أكثر. لكن، مؤخراً، أجد نفسي منجذبة إلى تصميم الأثاث. وغالباً أبدأ تصميم أي مساحة من قطعة واحدة مميزة، مثل: كرسي أو ثريا، وهذا ما يدفعني إلى التوسع في تصميم الأثاث.
قصة
ما القصة التي أردتِ سردها، من خلال هذه «الغرفة»؟
أردت أن يشعر مَنْ يدخلها بالهدوء والاسترخاء، بعيداً عن أجواء العمل الجاد؛ فهي مساحة للتفكير، والتأمل، والحوار، أكثر من كونها مكتبة تقليدية.
-
نبراس الجعيب: أبحث عن مزج القديم بالجديد دائماً
لفت نظرنا وجود فازة صفراء مميزة.. ما قصتها؟
التقيت مصممتها، وشعرت بحبها العميق لعملها، فكأنها تتحدث عن أطفالها. أحببت مزج خاماتها وألوانها، فهي تحاكي مشهد قطرات المطر على حجر.
منذ تأسيسك الاستوديو عام 2015، وحتى اليوم.. كيف تطور أسلوبك؟
ما زلت متمسكة بفلسفة مزج القديم بالجديد، لكنها نضجت مع الوقت. تعلمت من السفر، والتعاون مع الحرفيين، أن التصميم الجيد يتطلب عملاً معقداً، وتفصيلياً، وليس مجرد فكرة على ورق؛ فصرت أميز أكثر بين ما يمكن تنفيذه، وما لا يمكن.
ما المشروع، الذي تحلمين بتنفيذه؟
أطمح إلى تصميم «فندق بوتيك» في موقع تاريخي بالمملكة، مثل: الدرعية أو العلا، حيث يمكنني دمج التراث مع التصميم المعاصر في سياق ثقافي غني.
تم اختيارك ضمن قائمة أهم 100 مصمم في «آركيتكتشر دايجست» الشرق الأوسط.. كيف استقبلتِ هذا التكريم؟
طبعاً سعيدة وفخورة؛ فهذا النوع من التقدير يدفعني إلى تقديم الأفضل، ويفتح أمامي فرصاً جديدة على المستوى المهني.
-
نبراس الجعيب: أبحث عن مزج القديم بالجديد دائماً
على ماذا تعملين.. حالياً؟
نعمل على مشاريع سكنية عدة، إلى جانب تشكيلة من قطع الأثاث، ضمن ثيمة موحدة، ذات تأثير سعودي، بينها كرسي «ذا سلينغ». هذه القطع ستكون محدودة، وحسب الطلب.
ما نصيحتك للمصممين الصاعدين في المنطقة العربية؟
أنصحهم بعدم التقليد، وبالبحث عن أسلوبهم الخاص؛ حتى لو لم يثقوا به في البداية، فهو - بالتأكيد - سيحمل بصمتهم، التي لا يملكها أحد غيرهم.
ما التحديات، التي واجهتكِ.. وكيف تجاوزتها؟
التحديات موجودة في كل مكان، من التعامل مع المقاولين والعملاء ذوي الخلفيات المختلفة، إلى إدارة الفريق. وقد ساعدني، كثيراً، التعلم المستمر من الأخطاء، وطلب المشورة من أصحاب الخبرة.
أين أنت من صيحات الموضة في التصميم؟
أفضل الابتعاد عن الترندات المؤقتة، والتركيز على ما هو خالد وزمني؛ فهذا التوجه بدأ يلقى إقبالاً أكبر.