سوادة سيف الخييلي: الحرف التقليدية تعزز هويتنا وثقافتنا

أنامل ذهبية عشقت الأصالة، وحملت على عاتقها مسؤولية حفظ التراث الإماراتي بمهارات متعددة، لتصبح شاهدة على تاريخ هذا الوطن الغني بعناصره.. سوادة سيف الخييلي، مدربة حرفية معتمدة، تخرجت في كلية العلوم الإنسانية والاجتماعية بجامعة الإمارات العربية المتحدة، تخصص الجغرافيا، وعملت معلمة ومربية أجيال لمدة  15

أنامل ذهبية عشقت الأصالة، وحملت على عاتقها مسؤولية حفظ التراث الإماراتي بمهارات متعددة، لتصبح شاهدة على تاريخ هذا الوطن الغني بعناصره.. سوادة سيف الخييلي، مدربة حرفية معتمدة، تخرجت في كلية العلوم الإنسانية والاجتماعية بجامعة الإمارات العربية المتحدة، تخصص الجغرافيا، وعملت معلمة ومربية أجيال لمدة  15 عاماً؛ قبل أن تتقاعد 2012، وتبدأ مسيرة جديدة من العطاء،

مكرسة خبرتها وجهدها لنقل الحرف التراثية للأجيال القادمة، بمهاراتها المتعددة كخبيرة سدو، و«حرفي ممارس تلي»، ومدربة خياطة؛ «زهرة الخليج» التقتها في هذا الحوار لتحدثنا عن محطات رحلتها:

  • سوادة سيف الخييلي: الحرف التقليدية تعزز هويتنا وثقافتنا

شغف منذ الطفولة

عن بداية قصتها مع الحرف اليدوية، أوضحت سوادة الخييلي: كانت الأسر تحرص على توجيه الفتيات، منذ الصغر؛   لتعلم حرفة تقليدية، مثل: التلي، والسدو، والخوص، وقرض البراقع، أو الخياطة. في أسرتي كانت حياكة التلي هي الحرفة السائدة، وهو نسيج يدوي تقليدي، يُستخدم في تزيين ملابس المرأة الإماراتية. لكن سوادة، بعد ذلك، انخرطت في مراحل التعليم، ثم الوظيفة؛ ليظل حب هذه الحرفة يكبر معها. وبعد تقاعدها، كان لا بد لها من إيجاد بديل للعمل الحكومي؛ فاتجهت إلى الخياطة والتطريز اليدوي؛ لتُرضي شغفها، وتؤكد أن الحرف اليدوية بحرٌ، كلما تعلمت حرفة تجد نفسك تنتقل إلى أخرى.. وهكذا!

مهارات عدة.. وحرف تراثية متنوعة

تؤكد المدربة الحرفية المعتمدة أنها لم تكتفِ بالتخصص في حرفة واحدة، فقد تعلمت حياكة السدو، ومنحتها دائرة الثقافة والسياحة مسمى «خبيرة سدو»، وكان ذلك بفضل شغفها منذ الطفولة، حين كانت تشاهد جدتها وهي «تسدي» (تحيك السدو)، لكنها كانت تمنعها لصغر سنها. لكن الشغف رافقها إلى أن كبرت، وأصبحت خبيرة بالسدو، كما أنها مدربة خياطة من خلال الدورات التدريبية في مؤسسة التنمية الأسرية، إلى جانب حرفتها الأساسية في التلي «حرفي ممارس».

التعليم ألهمها التدريب

سوادة الخييلي، المعلمة السابقة، توضح أن مسيرتها في حقل التعليم ألهمتها خَوْض التدريب في مجال الحرف اليدوية؛ فبعد تقاعدها من التدريس، جربت الكثير من المجالات؛ لملء وقت فراغها، فكان ذلك الأمر الأقرب إلى مجال التعليم. وعملت سوادة على إضافة بعض التقنيات الخاصة في الحرف اليدوية، من خلال التعامل مع الأدوات، وبعض الأفكار؛ لتسهيل العمل.

دعم حكومي يعزز الإبداع

المدربة الحرفية المعتمدة أكدت أنه، من خلال تعلم الحرف التراثية، أصبح هناك ابتكار وإبداع من حيث تداخل الألوان، وإضافة أدوات معينة، بما يتناسب مع العمل؛ ليتم تبسيط الأداة المستخدمة. وتحرص سوادة الخييلي على مساعدة المتدربات؛ لتطوير مهاراتهن، وخبراتهن بالحرف اليدوية، من خلال الدورات التدريبية، وورش الحرف التراثية المتنوعة، والتعاون مع الجهات الحكومية، أو القطاع الخاص، بالإضافة إلى مشاركتها في المعارض، والمناسبات الوطنية المختلفة؛ لإبراز هذه الحرف، وتعريف الجمهور بها. وأكدت أن الدولة بذلت جهوداً واضحة، خلال السنوات الماضية، تجلّت في دعم الحرف التراثية، من خلال الدورات، والورش التدريبية، التي تقدمها دائرة الثقافة والسياحة، سواء في المهرجانات التراثية، أو بالمجالس، والتي كان لها دور في نشر الوعي لدى النساء بأهمية تعليم الجيل القادم هذه الحرف، وربط الأجيال ببعضها بعضاً.

  • سوادة سيف الخييلي: الحرف التقليدية تعزز هويتنا وثقافتنا

مستقبل مزدهر

تؤمن الخييلي بأن مستقبل الحرف التراثية بالإمارات في ازدهار وتطور مستمرين؛ بفضل جهود الدولة، ومتابعة الجهات المعنية، مثل: دائرة الثقافة والسياحة، وهيئة التراث، إلى جانب الجهود الفردية، المتمثلة في القطاع الخاص، التي تمنح الحرف التراثية اهتماماً متزايداً. وأوضحت أن دولة الإمارات، ومؤسساتها، تحرص على تقديم كل الدعم إلى المُدربات؛ لتقديم ورش ودورات تدريبية، والسماح لهن بتقديم هذه الدورات والورش في المعاهد التي تهتم بالتراث. كما تشير سوادة الخييلي إلى أن الرغبة في دخول مجال الحرف التراثية ترتبط بالشغف، وحب التعلم؛ ليسهل تعلمها، وكذلك بالتدريب وتطوير الذات، وضرورة التعلم من الآخرين، والاستفادة من خبراتهم، ومهاراتهم.

إنجازات تراثية

تفتخر سوادة الخييلي بتحولها من معلمة أجيال إلى مدربة حرفية تركت بصمة في تعليم الأمهات والبنات، وكان لها شرف طرح أول دورة تدريبية خاصة للبنات، من عمر 10 إلى 18 سنة، لتعلم السدو في صيف 2025. وعلى الصعيد الشخصي، نالت المركز الثاني في مسابقة «أجمل مخرافة رطب»، في مهرجان ليوا للرطب بدورته الـ20، عام 2024. وتطمح سوادة إلى إقامة معهد متخصص في الحرف التراثية، يضم أعضاء حرفيين؛ ليتمكنوا من تعليم الحرفة بشكل أفضل. كما تتمنى إدخال الحرف اليدوية التراثية إلى مدارس الدولة، بتخصيص حصص دراسية لتعليم هذه المهارات؛ لربط الجيل الجديد بماضيه، وترسيخ الهوية الإماراتية، وتعزيز الثقافة التراثية.